الكورد وأزمة الإنتماء في سوريا

فهد يوسف

الوطنية وصفٌ لحالة سيكولوجية , تعبرعن مدى تناغم وارتباط المرء مع مكان نشأته \مسقط رأسه \ ولغته وثقافته وتاريخ أجداده الطويل في خدمة هذا المكان والدفاع عنه..
ومفهوم الوطنية عند الكورد في سوريا , يحمل طابعا” إشكاليا ” إلى حد التفارق , من حيث انتماء الفرد إلى جغرافيته التاريخية كوردستان , أو إنتمائه للدولة المصطنعة – سوريا الحديثة – التي أنشئت قسريا”نتيجة اتفاقية سايكس بيكو التي بموجبها تم إلحاق جزء من كوردستان بها , وغدت – نتيجة الأمر الواقع – وطنا”للكورد يتشاركه مع شعوب أخرى .
لكن وبعد جلاء الاستعمار الفرنسي , عانت هذه الدولة الحديثة إنكسارا” في بنيتها الإنمائية والاجتماعية والثقافية والفكرية , وخللا” في علاقاتها الداخلية عندما بدأ المتسلط العروبي ,من خلال تمسكه بالسلطة , يبحث عن آليات القضاء على التعددية القومية ممارسا” في ذلك القمع والتنكيل والتعريب بحق الكورد من خلال تجريد ما يقارب 300ألف منهم من الجنسية السورية نتيجة إحصاء قسري في محافظة الحسكة عام 1962 وكذلك بناء مستوطنات عروبية في المناطق الكوردية لعرب جيء بهم من محافظة الرقة وحلب في بداية السبعينات من القرن الماضي ناهيك عن عدم التوظيف للكثير وطرد الطلا ب من المعاهد الحكومية الأمر الذي أوصل بالكثير منهم إلى حالةعدم الاحساس بالمواطنة السورية , وبذلك خلق ازمة انتماء عند الكورد ,……

yekiti