إلى السيد مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط المحترم ،
إحتراما لحرية الرأي والتزاما بالحقيقة ، ألتمس منكم نشر رسالتي هذه كرد موجز على ماجاء في مقالة الأستاذ غسان الإمام تحت عنوان: أميركا الكردية في جريدتكم الغراء والعدد الصادر بتاريخ الثلاثاء 7 حزيران/ يونيو 2016 ودمتم مع الشكر ، والإحترام.
علاوة على تخبط الكاتب في المعلومات والأخطاء في صحة أسماء الأشخاص وتواريخ الأحداث التي جاء على سردها في مقالته تلك فإنه ليس في ماجاء في مقال السيد غسان الإمام المشار إليه أعلاه ما يمت إلى الواقع والحقيقة بصلة الأمر الذي يؤكد حقيقة الدافع وراء محاولات الكاتب المتكررة لتشويه صورة نضال الشعب الكردي وثم ليصفه: أنه قابل للإستئجار.
فأولا: عليه أن ينقل الأحداث بطريقة علمية. إذ يذكر إسم الدكتور عبد الرحمن قاسملو بأنه: عبد الرحمن شبقلو. ويقول أنه اغتيل مع أفراد شلته وهم يتناولون الطعام في مطعم ألماني. في حين أن الشهيد الدكتور قاسملو إغتيل في فيينا أثناء تواجده مع كوادر حزبه في المكان المحدد للإجتماع مع ممثلي حكومة طهران حيث كان سبقته لقاءات أخرى.وكانت تلك الإجتماعات تتم تحت علم السلطات النمساوية.وخلط بين إغتياله وإغتيال باقة من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران بعد ذلك بسنوات في مطعم ميكونوس ببرلين.
ثانيا: استخدم ألفاظا وعبارات الشتم والتجريح بحق حركات التحرر الكردستانية وأيضا الثورة الكردية وقائدها مصطفى البارزاني الأمر الذي لايصح نشر مثل هذه المقالة وبهذا المستوى الحاقد على الشعب الكردي.أولا لأنه ينافي الحقيقة والواقع وثانيا لأن للقائد الراحل الملا مصطفى البارزاني مكانة تاريخيةعالية من الإحترام لدى الأمة الكردية بأسرها ويشكل رمز نضال مشرف سطره التاريخ.فهل يصح لكاتب كردي أن يتناول تاريخ زعيم عربي أيا كان بمثل تلك الأوصاف والعبارات؟
ثالثا:لم يناضل الأكراد في سوريا تحت راية العروبة لطرد الإستعمار الفرنسي بل ثاروا على الإستعمار الفرنسي لأنه دخل سوريا محتلا بقوة السلاح وكان أبرز قادة الثورة السورية من الشخصيات الكردية المعروفة أمثال إبراهيم هنانو ويوسف العظمة وذلك في سبيل إستقلال سوريا جمهورية ديمقراطية برلمانية يتمتع فيها جميع أبنائها بحرية دون تفرقة بينهم وكانت طوال مرحلة بداية الإستقلال وحتى عام 1958 جميع قوميات وطوائف الشعب السوري تمارس حقوقها القومية وشعائرها الدينية بسلاسة بديهية وكان العرب والأكراد والأرمن وكافة الطوائف الدينية لاتشعر بالغبن والتفرقة وثم الإضطهاد إلا بعد أن حاولت بعض الفئات العنصرية العربية تعريب وأسلمة القوميات والطوائف الدينية الأخرى.
رابعا: يصف الكاتب الشعب الكردي بالأقلية العنصرية وهو بهذا يتعامى عن كون الشعب الكردي ليس بأقلية فهذا الشعب يسكن وطنه ومسقط رأسه منذ آلاف السنين. إذ يتعمد الكاتب بذلك تشويه الحقائق وإخراجها وبالضرورة للتهجم على الشعب الكردي ومحاولة الإساءة إليه والنيل من عدالة حقه في تقرير مصيره بنفسه أسوة بكافة شعوب العالم.
خامسا: لقد سبق للسيد غسان الإمام أن تهجم على الشعب الكردي ووصف نضاله بأوصاف غير واقعية وبعيدة عن الحقيقة وحاول إخراج نضاله للقارئ الكريم بشكل مشوه ، وبما يثير الفتنة ويؤججها لدى القارئ العربي ويحمل الأحقاد على الشعب الكردي وذلك عبر مقالات سابقة نشرت له. وكأنه يهدف إلى تعميم الشعور بأن الإخلاص للقومية العربية لايكتمل إلا بنشر الحقد والكراهيةعلى الشعب الكردي ومعاداة نضاله في سبيل العدل والمساواة.
سادسا:لماذا يستاء السيد غسان الإمام من تواجد المستشارين الأمريكيين في المناطق الكردية وبضيافة قوات حماية الشعب الكردية ومشاركة بعض الضباط من القوات الأمريكية التي إنتقلت من قواعدها في دول الخليج لتقف في العمليات الحربية جنبا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية في محاربة المنظمات الإرهابية الهمجية؟ لماذا تتفاخر الجيوش العربية لمشاركة وحدات من الجيش الأمريكي في مناورات تنفذها بعض الجيوش العربية بينما تعيبون على قوات سوريا الديمقراطية لأنها تستصيف العسكريين الأمريكان ضد الإرهابيين و شذاذ الآفاق من شتى بقاع الأرض الذين دنسوا بلاد الشام واستباحوا شرف شعوبها ؟.
سابعا: ماذا لو منعت سلطات إقليم كردستان توزيع هذا العدد من هذه الصحيفة إحتجاجا على ماورد في مقالة السيد غسان الإمام كما هي العادة في جميع دول الشرق الأوسط وأسوة بما تقوم به الدول العربية في حال قيام صحيفة ما محلية أو أجنبية بنشرها لمقال يتطرق إلى سمعة أحد قادتها أو مسؤوليها أو رموزها التاريحية ؟ حيث مازالت صحيفة الشرق الأوسط في باكورة طبعها وتوزيعها في كردستان؟ ولكن لم تعمد سلطات الإقليم الكردي إلى مصادرة أعداد الصحيفة ليس خشية ولا غفلة ولكن الشعب الكردي يحترم الرأي ويحسن الضيافة وجريدة الشرق الأوسط حلت ضيفا مرحب فيه فلا مجال لمن يحاول الإساءة إلى أخلاقيات اتآخي وأصول الضيافة التي هي من واجب المستضيف كما هي من واجب الضيف.ويبدو أن هذا الأمر بالذات قد أزعج الكاتب وليس بالبعيد أن مقالاته الإستفزازية ضد الشعب الكردي يقصد منها الإجهاض على جعل أربيل مركزا لتوزيع جريدة الشرق الأوسط إذ يؤرقه تواصل الإعلام العربي مع جنوب كردستان.
آملا أن تكون صحيفة الشرق الأوسط أكثر حرصا على الموضوعية والعلمية في نشرها للمقالات التي تردها وأن تراعي القيم التي تربط شعوب منطقة الشرق الأوسط بعضها تجاه الآخردون إنقاص من رموزها التاريخية وقادتها أو تجريح أو تجاوز على كرامة وشرف شعب آخر.
ودمتم مع الإحترام.
إبراهيم شتلو
علوم سياسية – دراسات كردية وإسلامية / 10 حزيران 2016