بعد انطلاق الثورة السورية، وانخراط الشارع الكردي فيها، وتبني الكرد لشعاراتها باسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، تبين للجميع بأن الكرد و بكل أطيافهم تبنوا سياسة و شعارات حزب الوحدة، والتي كان abduيناضل في سبيلها لسنوات، وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر، انخراط الكرد في المشاريع الوطنية السورية، و رفع شعار الإدارة الذاتية في المناطق الكردية وضرورة إنشاء مرجعية سياسية كردية تجتمع تحت سقفها جميع الأحزاب و الكتل السياسية، بالاضافة لجميع التيارات و المنظمات الشبابية و منظمات المجتمع المدني. وباعتقادي انه كان لزاما على حزب الوحدة أن يدخركل الجهود من اجل إنجاح العملية الوحدوية، حتى لو تطلب منه الامر تقديم التنازلات للأحزاب الأخرى، لكن مع الأسف فشلت جميع تلك الجهود و نحن اليوم أبعد ما نكون عن الوحدة في إطار شامل. و المتتبع لدراسة حزب الوحدة للواقع السوري، بعد الثورة، و رفضه المطلق  لتسليحها، و رؤيته او خارطة الطريق التي طرحها للخروج من هذا المأزق، يرى بأنها رؤية تستند على الواقعية و فيها الكثير من بعد النظر، و بعيدة كل البعد عن الشعاراتية الكاذبة و خاصة في الشأن الكردي. ولكن هنا يطرح السؤال التالي نفسه: إذا كانت رؤية و سياسات الحزب صحيحة، و الكل يعرف بأن له قاعدة جماهيرية ضخمة في جميع مناطق تواجد الكرد، فلماذا هذا التذمر و بعض محاولات الانشقاقات بين رفاق الحزب؟ و أنا هنا بخصوص طرح العامل الذاتي و ليس الدور السلبي الذي لعبته المحاور الكردستانية في إضعاف دور الحزب. هنا أستطيع أن أوجه إصبع الإتهام لبعض قيادات الحزب و عدم القيام بدورها كما يطلب منها، او فشلها في الترويج لسياسة الحزب الصحيحة، و سأذكر بعض الأمثلة و التي أرى بأنها أثرت سلبا على نظرة الجماهير للحزب :
1. تصريحات الكثير من رفاقنا في القيادة في وسائل الإعلام، و مدحهم لتف-دم بمناسبة و غير مناسبة، والابتعاد عن نقد تصرفاتهم العبثية و المدمرة للطاقات الكردية. لا ينكر احد من الكرد بأن المقاتلين الكرد قاموا بتأمين الحماية للكرد من هجمات داعش و اخواتها، و لكن هذا لا يعني بأن الإدارة القائمة، تجربة ناجحة او كانتوناتها تشبه النظام القائم في سويسرا. كل ما يجري من اعتقالات او تهجير وإفراغ للمناطق الكردية ليس لمصلحة الكرد، وكان بالأحرى على قيادة الحزب فضح هذه المماراسات علنا.
2. لا يخفى على أحد الدور السلبي الذي لعبه الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، في إنهاء المجلس الوطني الكردي، و ذلك لأجندات بعيدة عن مصالح شعبنا، ولكن هذا لا يعطي بعض الحق لرفاقنا في القيادة بالتهجم على المجلس الوطني الكردي، ولاسيما إذا كانت سياسة الحزب تصب في مصلحة توحيد جميع الطاقات الكردية في سبيل قضية شعبنا العادلة، و ما التصريح الأخير الذي أدلى به رفيقنا السكرتير على راديو روداو إلا خير دليل على انه لم يكن موفقا في رده على سؤال الصحفي بضرورة وجود كتلة ثالثة ، ألا و هي كتلة أحزاب المرجعية السياسية الكردية.
من هذين المثاليين أستطيع الاستنتاج، بأن سياسة الحزب، و البرنامج السياسي الذي تبناه الرفاق في المؤتمر الأخير، واقعية و تمثل جزءا كبيرا من تطلعات شعبنا، على الصعيدين الوطني و القومي، و تقاريرنا السياسية، او البيانات الناطقة باسم الحزب، تمثل جوهر هذه السياسة، ولكن رسلنا للعالم الخارجي، و بعض من رفاقنا، فشلوا في الترويج لهذا الفكر، و المطلوب من هؤلاء الرفاق اعادة النظر في أدوارهم. يمتلك الحزب ذخيرة كبيرة من الرفاق الذين يجيدون العمل الدبلوماسي او الإعلامي، وليس لدينا أزمة كوادر، فإن أثبت أحدنا فشله في مهمة ما فهناك الكثير من الرفاق الذين يستطيعون حمل هذا العبء وأرجو ألا يفهم من هذا بأني أقترح تغييرا في قيادات الحزب،بل أقصد إعادة في توزيع الأدوار، و إعادة النظر في عملنا الدبلوماسي و الإعلامي، فأنا على يقين بأننا من القلائل الذين مازال شعبنا يأمل  فيه خيرا.
yekiti