هو إطار سياسي ديمقراطي بمثابة إمتداد طبيعي لأول حزب كردي في سوريا إنبثق منذ صيف 1957 . يشكل أداة نضالية من إتحاد طوعي لأفراد ذوي مطالب وأهداف مشتركة يقبلون برنامجه السياسي ويتبعون نظامه الداخلي ليعملوا من أجل
رفع الاضطهاد القومي عن كاهل الشعب الكردي في سوريا ,
الاعتراف الدستوري بوجوده بهدف تمكينه من التمتع بحقوقه القومية المشروعة في سوريا ديمقراطية تعددية برلمانية لا مركزية ,وذلك عبر اعتماد اسلوب النضال السلمي بالتكاتف مع حميع القوى الوطنية الديمقراطية لبناء الدولة الحديثة على أسس من الديمقراطية والشراكة واحترام حقوق الإنسان في ظل سيادة القانون وحمايتة.
للحزب نظام داخلي يعتمد عليه في بناء الهرم التنظيمي وأليات عمله وأختيار المندوبين للمحافل الحزبية , كما يعتمد على مبدأ الأكثرية المطلقة (50+1) في إتخاذ الفرارات في جميع الهيئات والمحافل الحزبية .
يناضل الحزب منذ ربيع عام 1993 باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي- إثر مؤتمر توحيدي أعلن فيه عن وحدة إندماجية بين ثلاثة أحزاب كردية وهي
– حزب الموحد الديمفراطي الكردي في سوريا بقيادة الراحل إسماعيل عمر
– حزب الشغيلة الكردية بقيادة الدكتور ازاد احمد
حزب اتحاد الشعب بقيادة السيد فؤاد عليكو
حيث نجح المؤتمر وبالأغلبية في طرح فكرة الإدارة الداتية للمناطق الكردية
تثبيت عضوية الهيئة القيادية للرفيقين المعتقلين سليمان اوسي وعبدالباقي يوسف تكريما لهما دون اعتراض من اي مندوب.
إنجرار الحزب تحت تهديد مبطن بفشل عملية الوحدة لإتخاذ موقف عدم الإنضمام الى التحالف القائم انذاك بين الاحزاب الكردية
وفي خريف عام 1996 عقد المؤتمر الثاني للحزب حيث طغى على المؤتمرين جو من الخلافات والمشاحنات بين القيادة نتيجة المشاكل والخلافات التنظيمية التي رافقت عمليات الإندماج والكونفرانسات وتبعات الإعتقال الأمني للرفاق والخروقات التنظيمية من هذا الرفيق القيادي او ذاك وخاصة في منظمات الجزيرة .
كان لذلك اثر سلبي على تناول مجمل الاوضاع الاخرى وظهر ذلك بشكل فاضح حين أعلن احد القياديين وعبر بيان رسمي فشل عملية الوحدة .
ليس هذا فحسب بل انسحاب مجموعة اخرى من الحزب في الاجتماع الموسع المنعقد في ربيع 1997
وفي شتاء عام 1998 انعقد المؤتمر الثالث للحزب بدون حضور المنسحبين وكان من قراراته:
– تشكيل منظمة شبابية من شباب وبنات الشعب الكردي, تهتم بهموم ومشاكل الجيل الصاعد وتوجيهيهم لعدم الإنزلاق في مستنقع الانحراف وقطع الطريق امام شبيبة حزب البعث , ولتنمية الشعور القومي الكردي فيهم ودفعهم للإهتمام بلغة الام
– تكليف القيادة الجديدة بإختيار رمز للحزب بحيث يعبر في دلالاته عن وجود الشعب الكردي في سوريا وتقديمه لاول إجتماع موسع للحزب بغية إقراره
– الإنضمام الى التحالف الديمفراطي الكردي دون قيد او شرط والعمل على توحيد الصف الكردي إنسجاما مع مبدأ تغليب التناقض الرئيسي على سواه من التنافضات الثانوية
وفي خريف عام 2001 انعقد المؤتمر الرابع للحزب بعد وفاة حافظ الاسد واستلام ابنه بشار الاسد موقع رئاسة الجمهورية بعملية معروفة لدى الجميع وبمباركة اقليمية ودولية . وكان من اهم قرارات الؤتمر
– تبني مشروع بناء المرجعية الكردية كإطار جامع للحركة الكردية ( احزاب – فعاليات مجتمعية ) والذي سبق تبنيه في أخر اجتماع موسع قبل المؤتمر- اي المشروع –
– تكليف القيادة الجديدة بضرورة المشاركة الفعالة في الحراك الوطني الديمقراطي الذي انطلق من العاصمة دمشق على شكل مراكز ومنتديات ثقافية (ربيع دمشق) تهتم بالشأن الوطني العام وضرورة تعريف عدالة القضية الكردية كقضية وطنية بإمتياز .
في ربيع عام 2005 انعقد المؤتمر الخامس للحزب حيث تميز بدراسة الوضع الكردي واهم الاحداث التي سبقت المؤتمر من المظاهرات والإعتصامات سواء في المناطق الكردية او في العاصمة دمشق وخاصة بعد إنتفاضة 2004 التي عمت جميع المناطق الكردية التاريخية ومناطق سكناهم مثل حلب ودمشق والتعامل الوحشي للنظام مع جميع الاحداث والحالات مما بدى واضحا دخول القضية الكردية في سوريا مرحلة جديدة قي التعامل وخاصة بعد الانتصارات المتلاحقة للفضية الكردية في العراق واعلان فيدرالية كردية ذات برلمان وحكومة ورئيس ولها جيش خاص (البشمركة) . مما دفع بالمؤتمرين على الإجماع للعمل نحو ضرورة رص صفوف الحركة الكردية والتمسك ببناء المرجعية الكردية والإبتعاد عن رفع شعارات رنانة وعدم دفع الشارع الكردي الى اي تهلكة او حماقة والعمل بالتوازي مع كافة القوى الوطنية والديمقراطية لتحصين الوضع الكردي مثل إعلان دمشق وغيرها من الفوى السورية
في نهاية خريف عام 2008 انعقد المؤتمر السادس للحزب والذي أكد على صوابية سياسة الحزب واهتم بشكل ملحوظ بالنظام الداخلي
اما المؤتمر السابع للحزب كان في نهاية اذار وبداية نيسان عام 2013 وتأخر عن موعده المقرر ما يقارب عامين حيث تميز هذا المؤتمر بالغياب المفاجئ والمؤلم للخالد أسماعيل عمر . وإنتشار الثورة السورية في جميع انحاء البلاد . ولا زالت صفحات ومواقع الانترنيت تحتفظ بالوثائق والبيان الختامي الذي صادق عليه المؤتمر . حيث يتناول برنامجه السياسي الخط العام للحزب من خلال خمس مواد رئيسية وهي -التعريف بالحزب – رمز الحزب – في المجال الوطني السوري- في مجال القضية الكردية في سوريا – في المجال الكردستاني – ويمكن تلخيص الخط السياسي العام للحزب في النقاط التالية .
1- يعتبر الحزب المناطق الكردية الثلاثة (جزيرة – كوباني – كرداغ – ) في سوريا , مناطق كردستانية ألحقت بسوريا الناشئة وفق مصالح الدول الكبرى رغما عن إرادة الشعب الكردي والعربي .
إنطلاقا من هذا الواقع المرير يرى الحزب بأن للشعب الكردي في سوريا إنتماء مزدوج – وطني سوري – وفومي كردستاني – وبالتالي المكان الطبيعي لحل هذه القضية هي العاصمة السورية دمشق . ويرى بأن الإدارة الذاتية للمناطق الكردية وإعتبارها منطقة إدارية سياسية واحدة وتثبيت ذلك في الدستور كحق مشروع للشعب الكردي هو الحل الأمثل .
2- يعتبر الحزب التنافض الرئيسي مع الجهة التي تضطهد الشعب الكردي وتصادر حقوقه , هي الجهة التي تستحق توجيه النضال اليه وتضافر كل الجهود لفضحه وتعريته . والإبتعاد عن التناقضات البينية الثانوية بين الأخوة والأشقاء في الحركة الكردية وبين الأخوة والأصدقاء في الحركة الوطنية والديمقراطية السورية . كما يناضل الحزب من اجل إسقاط النظام الديكتاتوري بكل مرتكزاته , ويعمل من أجل نظام ديمقراطي برلماني لا مركزي يفصل بين السلطات الثلاثة ويعتمد مبدء المواطنة كمقياس اساسي في التعامل, ويعمل من اجل سيادة القانون وحمايته.
3-يعتبر الحزب كل من الأنظمة الحاكمة في دمشق وبغداد وانقرة وطهران هي الأنظمة الغاصبة لكوردستان وهي تغتصب حقوق الشعب الكوردستاني, وتناقضنا الرئيسي معهم , و جميع الاحزاب الكوردستانية هي احزاب شقيقة, ويدعو الى تنقية الأجواء وتمتين العلاقات الأخوية والإبتعاد عن التخندقات والإملاءات , وعقد مؤتمر قومي كوردستاني لتأطير النضال القومي للشعب الكوردي في الأجزاء الأربعة دون التدخل في خصوصيات كل جزء الذي يحق له وحده إختيار وتحديد اولوياته واساليبه النضالية .
4- ينبذ الحزب نزعة التعصب و التطرف بكافة أشكاله وانواعه , ويعتمد أسلوب النضال السلمي الديمقراطي ويتمسك بلغة الحوار والتفاوض المرن دون التفريط بالثوابت عند حل النزاعات والخلافات , ويستخدم الكلمة والقلم كأقوى سلاح يملكه , كما يعتمد الموضوعية والواقعية في شعاراته ومواقفه ورسم سياسته , ويتميز عن أقرانه من الاحزاب الاخرى في تحديد الاولويات المرحلية, و يعطي اهمية بالغة لمسألة السلم الأهلي والتعايش المشترك بين مختلف الأعراق والأديان .
5- يرى الحزب ومنذ نشأته التمسك باللغة الأم – اللغة الكردية – قراءة وكتابة هو الاساس القوي الذي يبنى عليه النضال من أجل قضية الشعب الكردي و أفضل واقوى سلاح في مقاومة محاولات صهره لذلك أعتمدت اللغة الكردية في كتابة التقارير الداخلية ومحاضر الجلسات التنظيمية وإصدارات دورية وبعض المنشورات السياسية مثل pirs – Newroz ) كما ساهم بشكل كبير في تأسيس مؤسسة حماية وتعليم اللغة الكردية وهنا لابد من التذكير بأن احد شروط العضوية في النظام الداخلي للحزب هو الإلمام باللغة الكردية كتابة و قراءة .