مامدى صحة ودقة استخدام وتداول مصطلح الشعب الكوردي او الشعب العربي في سوريا من الناحية القانونية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال قد يثير الكثير من الدهشة والاستغراب للوهلة الاولى لدى الاعزاء القراء ويحدث الكثير من الارتباك لدى الساسة الذين يستخدمون هذه المصطلحات بكثرة في ادبياتهم السياسية دون Husen-Neso-198x160ادراك او فهم قانوني منهم لما تعنيه تلك المصطلحات !!
وللوقوف على مدى صحة ودقة تلك المصطلحات من الناحية القانونية لابد لنا من العودة الى تعريف مصطلح او كلمة الشعب وماتعنيه من الناحية القانونية واجراء مقارنة بينها وبين مصطلح او كلمة الامة حتى نصل الى الاجابة الشافية للسؤال اعلاه

* فالشعب قانونيا يقصد به مجموعة الافراد الذين تتكون منه الدولة وهم الذين يقيمون على ارضها ويحملون جنسيتها اي انه ركن من اركان الدولة باعتباره مكوناً للعنصر البشري فيها ولذا يرتبط بالدولة وجوداً وعدماً , فاذا ما زالت الدولة لاي سبب كان كاندماجها مع غيرها فان شعبها يصبح جزءا من شعب الدولة الجديدة اي ان مفهوم الشعب مرتبط برقعة جغرافية معينة ومحددة  , ولايشترط في مجموعة الافراد تلك الانسجام المعنوي القائم على اللغة والجنس والدين وغيرها لانه قد تحتوي دولة ما على عناصر بشرية لاتنسجم مع سائر المجموعة في الاصل واللغة والدين والتاريخ والشعور المشترك والتقاليد والعادات والثقافة الاجتماعية اي ان الشعب الواحد قد يتكون من عدد من الامم والقوميات(سوريا) وليس العكس والقومية او الامة الواحدة قد تتوزع على اكثر من شعب(الكورد والعرب) وبالتالي فان التجانس ليس شرطا لوجود الشعب وهذا يعني بانه لاتطابق بين فكرة الامة وفكرة الشعب وبعبارة اوضح فقد يكون شعب الدولة جزءا من امة موزعة على عدد من الدول (الدول العربية مثالا) وقد يكون شعب الدولة خليطاً من عدة امم وقوميات (مثال سوريا والاتحاد السوفيتي سابقا)
والرابط الذي يربط سائر افراد شعب دولة ما ببعضهم البعض هو الرابط السياسي والقانوني اي رابطة الجنسية او الرعوية وهي العلاقة التي تربط الرعايا  بدولتهم
* اما الامة فتعني االجماعة البشرية التي تجمعها وتوحدها روابط محددة كوحدة الاصل والعرق واللغة والدين والتاريخ والشعور المشترك والعادات والتقاليد والثقافة الاجتماعية وغيرها من الروابط التي تجعل منها وحدة لها كيانها الذي يميزها عن غيرها من الامم ويولد لدى افرادها الاحساس بانتمائهم الى هذه الوحدة الاجتماعية والثقافية والعرقية وهو مصطلح اجتماعي بالاساس اكثر من كونه مصطلحاً سياسياً بعكس الشعب الذي هو مصطلح سياسي وفكرة الامة تعبر عن البعد الثقافي لمجتمع ما اي انها تستخدم للدلالة على محتوى ثقافي تتميز بها سلالة بشرية او مجموعة عرقية وتعتبر اللغة اهم السمات المميزة لوجود فكرة الامة ,لذلك نجد بان الفارق بين الشعب والامة يتمثل في ان الرابطة التي تجمع بين افراد الامة هي رابطة طبيعية ومعنوية تستند الى عوامل معينة هي الاصل البشري واللغة والتاريخ المشترك ووووو الخ دون ان يترتب على ذلك اي اثر قانوني
اما الرابطة بين افراد شعب الدولة هي كما اسلفناه سابقا هي رابطة سياسية وقانونية تفرض عليهم الولاء للدولة والخضوع لقوانينها وتفرض بالمقابل على الدولة مسؤولية حماية ارواحهم واموالهم وممتلكاتهم وكافة حقوقهم التي يقرها القانون الدولي ولايشترط في الشعب كركن من اركان الدولة ان تتوافر له خصائص الامة ومقوماتها.
نستخلص مما سبق سرده اعلاه ونتوصل بذلك الى الاجابة الشافية عن السؤال الوارد في مقدمة المقال بانه لاوجود لشيء اسمه الشعب الكوردي او الشعب العربي في سوريا قانونياً بل هناك امة او قومية كوردية وقومية وامة عربية في سورية والعبارات والمصطلحات التي يتم تداولها يوميا من قبل السياسيين في خطاباتهم وادبياتهم السياسية حول الشعب العربي او الشعب الكوردي هي عبارات غير صحيحة وغير دقيقة قانونيا ولايترتب عليها اثار قانونية لان المواطنين الكورد والعرب ليسوا بشعب واحد بل هم شعوب عديدة يتبعون دول عدة وعبارة الشعب العربي او الشعب العربي الواحد التي يتم ادراجها في كتب القومية لدى الدول العربية هي عبارة مستنبطة من فكر وادبيات البعث العروبي الشيوفيني واول من استخدمها وكرسها في ادبيات الحزب هو  ميشيل عفلق وذلك للدلالة على عروبة الدول التي يعيش بها المواطنون العرب بغض النظر عن تكوينها من امم وقوميات اخرى في محاولة ميؤوسة منه لاضفاء صبغة العروبة واطلاق تسميتها على كل الدول التي يحتوي تكوينها على العرق العربي اضافة الى الاعراق الاخرى وذلك لطمس هويات بقية الامم وإذابتها في بوتقة القومية العربية وهذا ما حدث مع سوريا حين تم تسميتها بالجمهورية العربية السورية واطلق على شعبها تسمية الشعب العربي السوري وفقا للدساتير التي تم صياغتها في حقبة البعث.
وهذا يستدعي منا القول بان العبارة الدارجة والمستخدمة بكثرة من قبل احزابنا الكوردية والمدرجة في برامجها والتي يرددهها قادتهم ليل نهار في معرض المطالبة بالحقوق القومية وهي (الحقوق القومية للشعب الكوردي في سوريا ) هي عبارة خاطئة وغير قانونية والاصح استبدالها بعبارة ( الحقوق المشروعة للقومية الكوردية في سوريا ) لاننا لسنا ثاني شعب في سوريا بل ثاني قومية وسوريا تتكون من عدد من القوميات والاعراق وليس عدداً من الشعوب
ودمتم وعسى اكون قد وفقت في تسليط الضوء على مفهوم الشعب والامة من الناحية القانونية بهدف ازالة اللغط الحاصل في ادبياتنا السياسية .

yekiti