بمبادرة من جمعية الدفاع عن الشعوب المهدّدة و شخص الصديق د. كمال سيدو رئيس قسم الشرق الأوسط و شمال أفريقيا في الجمعية تم انجاز يوم عمل متكامل في مدينة غوتينغِن الألمانية بتاريخ 13\03\2017 لمجموعة العمل التي كان قوامها الرفيق صلاح علمداري عضو اللجنة السياسية لحزبنا و الإعلامي سيروان حج بركو صاحب راديو آرتا إف إم و الدكتور كمال سيدو نفسه حيث التقوا في تمام الساعة الحادية عشرة مع السيد توماس أوبرمان أحد أهم الشخصيات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني SPD, المشارك في الحكومة الحالية مع حزب المستشارة أنجيلا ميركل (الإتحاد الديمقراطي المسيحيCDUتوماس أوبرمان , يعتبره الكثيرون أيضاً  أحد أعمدة السياسة الألمانية…. استغرق اللقاء لأكثر من ساعة استمع فيها السيد أوبرمان باهتمام إلى استعراض متكامل لأوضاع الشمال السوري عموماً و الوضع الكردي خصوصاً في ظل المعارك المحتدمة و تطورات الأوضاع هناك و مواضيع أخرى في ذات السياق تم التطرق إليها أيضاً كأهمية الإعلام و ضرورة صناعة إعلام محلي متمكن و متميز  بسبب إخفاق شبكات  الإعلام المعروفة في تغطية أحداث المنطقة المذكورة كذلك أهمية دور المجتمع المدني و بواكيره المتمثلة بالاتحادات و الروابط الشبابية و النسائية  .

تدخّل السياسي الألماني لأكثر من مرة مستفسراً و معلقاً على المواضيع المطروحة مؤكداً على موضوعية النقاط المطروحة و توافقها مع توجهاتهم و أكد بأنه سيناقشها مع المعنيين والمسؤولين في الفوق السياسي , في نهاية اللقاء قدم الرفيق علمداري نسخة من ورقة عمله باللغة الألمانية للسيد أوبرمان كما وزعها على الإعلاميين.

يذكر أن اللقاء بالكامل تم تغطيته من قبل الإعلام المرافق للسيد أوبرمان و بعض الصحف المحلية.

في الساعة الواحدة و النصف استضافت أحدى محطات الراديو المحلية ( راديو شتات)  مجموعة العمل الثلاثية في برنامج تسجيلي حيث تم استعراض الوضع الحالي في الشمال السوري و المناطق الكردية بشكل خاص و الصراع على مناطق الباب و الرقة و  المخاطر المحدقة بالمنطقة و نسيجها الاجتماعي و استقرارها إثر  التدخل التركي العسكري في جرابلس و توغلها حتى مدينة الباب و استعانتها بحلفاء محليين لمحاربة الكرد و تجربتهم في الإدارة و حالة  الحصار التي تفرضها تركيا من الشمال و الغرب , العديد من الكتائب المسلحة زائداً داعش و النصرة من الجنوب , كما النظام الذي  بات يهدد بعودة أقوى إلى مناطق الشمال ,

في الساعة السادسة من مساء ذات اليوم و في مقر جمعية الشعوب المهددة عقدت مجموعة العمل المشترك ( صلاح علمداري , كمال سيدو , سيروان حج بركو) حلقة حوارية ( ندوة ) دارت حول نفس النقاط المذكرة أعلاه و قد حضرها لفيف من المهتمين الألمان الذين أغنوا الندوة بأسئلتهم و استفساراتهم المفيدة .

حظيت اللقاءات باهتمام الإعلام المحلي و كتبت إحدى الصحف  الألمانية بعد دقائق مانشيتاً بعنوان عريض فحواه ( ضيوف من شمال سوريا … نريد أن نعيش بسلام ) مع صورة معبرة عن اللقاء بالسيد توماس أوبرمان .

يذكر أن السيدة سينم محمد الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية كانت أيضاً من ضمن المدعوين إلى هذه الفعالية  إلا أنها أرسلت برقية اعتذار بسبب ظرف صحي طارئ  و تم قراءتها علناً, و أن الدكتور كمال سيدو قد قام مشكوراً بمهمة الترجمة إلى الألمانية . 

ورقة مقدمة مع ترجمتها الألمانية إلى رئيس الكتلة النيابية لحزب الSPD السيد توماس أوبرمان أثناء اللقاء معه برفقة كل من الإعلامي سيروان حج بركو  و الدكتور كمال سيدو في مدينة غوتِنغن – ألمانيا  بتاريخ 13\3\2017

شكراً سيد Thomas Oppermann على منحنا فرصة اللقاء بكم , شكراً لألمانيا الاتحادية شعباً و حكومة على مساعدتهم للشعوب السورية فألمانيا تميزت عن دول العالم في هذا الصدد و استوعبت أكبر نسبة من المهجرين السوريين كلاجئين بموجب برامج و خطط مدروسة … السوريون عموماً و الكرد خصوصاً سيسجلون هذا الموقف في ذاكرتهم  كما سيجلون بأن الدول العربية الغنية و الدول الإقليمية فرضت قيوداً إضافية على دخول السوريين إلى أراضيها خلال الأحداث و رفضت استقبالهم  سوى في مخيمات تفتقر إلى أدنى شروط المعيشة …

السوريون كبقية شعوب الأرض أرادوا قليلاً من الحرية و الكرامة من خلال مظاهرات و تحرك سلمي في آذار 2011 أي قبل ست سنوات بالضبط ,لم تكن ثمة في سوريا حياة سياسية في ظل حكم البعث و لا أحزاب و لا قيادات فاعلة فالثورة بدأت و استمرت عفوية دون قيادات و دون برامج ….حتى استغلتها قوى إقليمية  من خلال التسليح لتتحول سوريا فيما بعد إلى صراع مسلح بين مشاريع إقليمية ( مشروع تركي مع الإسلام السياسي ضد مشروع إيراني مع النظام ) ثم لتحارب هذه الكتائب بعضها أكثر من محاربة النظام …. معظم هذه الكتائب تشابهت فيما بينها من حيث التسميات و الشعارات و طريقة التفكير و المسلك و لم تخفي عداءها تجاه الكرد وقضيتهم و ثقافتهم منذ البداية , انسحب الكرد إلى مناطقهم في الشمال السوري ليبتعدوا عن الصراع الطائفي المقيت فأسسوا إدارة و وحدات حماية لمناطقهم  لكنهم مع ذلك لم يسلموا من شر الصراع المسلح بل دفعوا ضريبة كبيرة ( كوباني تعرضت لغزو داعش و تم تدميرها و عفرين تم حصارها و لا زال بشكل و الجزيرة تعرضت لهجمات الإرهابيين مرات عدة و لا زالت عرضة للخطر).

يذكر أن يوم أمس 12 آذار كانت الذكرى السنوية الثالثة عشرة لأولى احتجاجات مدنية عرفت بانتفاضة الكرد في وجه عنف النظام عام 2004 و راح ضحيتها العشرات من الشهداء و اعتقل فيها المئات من المدنيين .

– الشمال السوري يعني المسافة من نهر دجلة إلى النهر الأسود و حوالي 900كم حدود مع تركيا … يعني فسيفساء عرقية و دينية ( كرد , عرب , كلدو آشور , شاشان, تركمان ,أرمن , إيزيدية , و علوية  , مسيحية و إسلام….) وتعايش مشترك و كذلك ملاذ  لعدد كبير من النازحين من مختلف المناطق السورية و من مختلف المكونات .

– الشمال السوري كان عنواناً للفقر و الإهمال من قبل سلطات الدولة السورية القائمة و اليوم  يتحول إلى ملعب للتصفيات النهائية في الصراع السوري ….. و التصادم العسكري بين المشروع التركي -الإسلاموي و الإيراني

– تركيا تحتل من جرابلس حتى الباب و تحاول اختراق منطقة تل ابيض لتقطيع أوصال الشمال السوري الكردي بغالبيته و تحويله إلى مقاطعات صغيرة .

– الناس في هذه المناطق يعانون اليوم من حصار تركي من الشمال و حصار الكتائب المسلحة ( النصرة و داعش و أخواتها …و النظام ) من الجنوب , الحياة اليومية باتت صعبة جداً , تحرشات تركية مستمرة على الحدود و استفزازات من قبل النظام و الكتائب من الجنوب  و في الداخل تجربة إدارة فتية  و ما يتخللها من عيوب و نواقص و  اختراقات و تسلق ….غلاء فاحش , فقدان مواد أساسية , شحة الخدمات ( الكهرباء , الماء , النت …) .

الآن ثمة خشية من عودة النظام و مخاوف من عمليات انتقام ضد الأهالي لأنهم لم يشاركوها الحرب ضد الشعب السوري ,و خشية من توسيع رقعة النفوذ التركي الذي يحارب الكرد و الانتماء الكردي بحجة العمال الكردستاني و خشية من دخول الكتائب المسلحة الإسلامية  التي تم تجميعها في ريف إدلب الملاصق لعفرين  للانتقام  من الكرد بعد أن رفض الكرد احتضانهم و التحالف معهم في حرب طائفية , ثمة خشية و مخاوف من مستقبل أكثر دموية …. مستقبل مجهول , عموم الشمال السوري و الكرد بشكل أساسي يفضلون العيش ضمن إقليم فيدرالي خاص بهم يمارسون فيه خصوصيتهم و يتحدثون بلغتهم …

– ألمانيا لها دور أساسي في الاستقرار النسبي الذي تعيشه أفغانستان الآن حيث تمكنت من جمع أطراف الصراع هنا في ضواحي بون عام 2004و التوصل إلى عقد اجتماعي مقبول من قبل أغلب الأطراف و تشكيل أول حكومة أفغانية بعد حقبة طالبان .  

– ألمانيا دولة قوية بإمكانها لعب دور كبير في المحافل و المؤتمرات الدولية بالضغط على أطراف الصراع ووقف حمام الدم الذي يستمر في سوريا منذ ست سنوات , كما بإمكانها المساهمة في مشاريع و قرارات دولية لحماية مناطق الشمال السوري من الإرهاب الداعشي  و من انتقام النظام و من تهديدات الدولة التركية  فالشمال السوري زائداً سهل نينوى في العراق هما البقعتان اللتان بقيتا حتى اليوم تحافظان إلى حد ما على تنوع الشرق و غناه الثقافي .

– ألمانيا تحظى باحترام الناس عندنا في منطقة الشمال السوري فينتظرون مساعدتها في تأمين متطلبات المعيشة اليومية إلى المجال الصحي و ما يعانيه الناس من بدائية التجهيزات الطبية و قلة المشافي و المستوصفات إلى مجالات الثقافة و التربية و التعليم حيث الحاجة الماسة إلى مدارس و معاهد مهنية و كليات … إلى مجال إدارة شؤون الناس و الموارد و الزراعة عبر دورات تأهيلية و خبرات ..

– أخبار المعارك و الحرب و العنف و قوافل شهداء كل يوم أصبحت طاغية , المنطقة بحاجة إلى تهدئة و تهذيب ثقافي لمنع تحول العنف إلى ثقافة مجتمعية على حساب الثقافة الإنسانية و التواصل الثقافي و الإعلامي مع العالم . المنطقة بحاجة إلى مشاريع ثقافية و  مؤسسات إعلام. 

– الشعور بالاستقرار و الأمان من خلال ضمانات دولية ( قرارات) , توفير سبل العيش و فرص التعليم أمام الجيل الجديد ,  مشاريع اقتصادية صغيرة في المنطقة…من شأنها الحد من ظاهرة الهجرة . ما تنفقه ألمانيا -مثلاً – على اللاجئين هنا على أراضيها خلال عام واحد لو أنفقتها في مشاريع خدمية و معيشية في الشمال السوري ( سكن و خدمات , مدارس , ورشات تجارية , مشاريع زراعية , مصافي لتصفية حاجة الناس من النفط المتوفر,  مراكز إعلامية ثقافية …) كان يكفي للحد من الهجرة بنسبة كبيرة .

شكراً لكم  سيد أوبرمان على استقبالنا و الاستماع إلى أوجاعنا .

صلاح علمداري – حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي P.Y.D.K.S 

13\3\2017 غوتينغن – ألمانيا الاتحادية.  

 

 

 

 

yekiti