في الثامن من آذار 1857 تم القمع الوحشي للمظاهرات التلقائية للنساء العاملات في معمل النسيج بنيويورك احتجاجًا على ظروفهن غير الملائمة واستخدام الأطفال في المعامل مما ادى الى اعتقال عدد كبير من النساء المشاركات في تلك المظاهرات وسحق عدد آخر منهن تحت الأقدام.
وبعد مضى 50 عامًا أي في عام 1907 نظمـــت مظاهرات عارمة في أمريكا وأوربا احياءً لذكرى نضال النســــاء حيث قوبـلت بالترحــــاب الواســـع بسبب شعاراتها واتساعها حتى اقترحت كلارا زتكين ( KLARA ZETKIN) أحد قادة النهضة الثورية في ألمانيا في المؤتمر الموسع الثاني للنساء في كبنهاغن اقترحت أن يتم تسجيل يوم 8 آذار عيدًا عالميًا للنساء و بهذا أصبح الثامن من آذار يومًا عالميًا للمرأة تكريمًا لنضالات النساء وتحملهن الصعوبات في درب النضال ومشاطرة آلامهن ومعاناتهن.
إلى المناضلات من أجل السلام والحرية المساواة …
إلى المرأة …الشريكة في هذه الحياة….
إلى جماهير شعبنا الأبي في كل مكان …
إن نضالات المرأة في المجتمعات المتحضرة أسفرت عن استعادة دورها, ونيلها لكامل حقوقها، لكنها في المجتمع الشرقي وبموجب قوانين بعض الدول الإسلامية فهي لا تزال محرومة من الكثير من حقوقها الأساسية، بل هي عرضة للاستغلال وهدر الكرامة والحقوق, ولا زالت إلى يومنا هذا مادة لاجتهادات بعض رجال الدين على صيغة فتاوى هنا وهناك, لا تتناولها إلا كسلعة لاستهلاكها من قبل الرجل, كان آخرها بدعة جهاد النكاح التي تعتبرالجريمة الأبشع التي ترتكب بحق المرأة في القرن الواحد والعشرين وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع .
إنه لمن دواعي تفاؤلنا أن يوم الثامن من آذار في التقويم الكردي المعاصر هو يوم عيد واحتفال في المناطق الكردية في سوريا , وأن الكُـرد بمبادرة وتشجيع من سياسييهم وأحزابهم ومثقفيهم يحتفلون بهذه المناسبة منذ عقود مضت, يقيمون فيها المهرجانات والخطابات تكريماً للمرأة عموماً والكردية منها خصوصاً, وتخليداً لذكرى المناضلات منهن رغماً عن مضايقات النظام, ومن دواعي فخرنا أن المرأة الكردية كانت ولا زالت تقف إلى جانب الرجل في معترك الحياة, وليست رهينة ثالوث ” العيب والحرام والممنوع ” المقيت, وأنها قد قطعت أشواطاً لا بأس بها على طريق تحررها, قياساً بقريناتها في المحيط الثقافي والإقليمي, وإذا كنا نحييّ عيد المرأة العالمي هذا العام في المناطق الكردية في أجواء من الحرية النسبية, وشعور بالمسؤولية, لا بد لنا أن نحيي نضالات المرأة الكردية في أوروبا ووقوفها إلى جانب الرجل يداً بيد، وكتفاً لكتف في مواجهة تحديات المجتمع الجديد، والاندماج فيه بشكل تحافظ فيه على الهوية القومية لأبنائها بشكل حضاري، فلنحتفل جميعاً بسمو مكانة المرأة الكردية في سلم المجد العالمي, ولنستذكر معاً الأميرة الكردية روشن بدخان مندوبة سوريا في أول مؤتمر للمرأة يعقد في القاهرة, وننحني أمام ذكرى الشهيدة ليلى قاسم وعروسة كردستان الشهيدة آرين ميركان التي استبسلت وضحت بروحها فداءً لكوباني والكرد في وجه الإرهاب والتخلف ، وغيرهن من المناضلات المجهولات على جبهات القتال اللواتي يسطرن أروع ملاحم البطولة والفداء.
تحية للمرأة في عيدها العالمي….
الخزي والعار لأعداء الحرية والمرأة والحياة …