بوادر تشكل المجتمع الكردي في ألمانيا ببطئ شديد
الدكتور محمد زينو
يعيش الكرد في ألمانيا منذ ما يقارب 60 عام، أتى أغلبهم من تركيا بصفة عمال ,ساهموا في إعادة بناء ما خربته الحرب العالمية الثانية.
ثم لقهم كرد سوريا و العراق في أواسط السبعينات و زادت وتيرة الهجرة في التسعينات من القرن الماضي.
مما يعني أن الجالية الكردية في أوربا هي فتية بشكل ما .
عمل أغلبهم في البناء و تعبيد الطرق و المناجم كما هو شأن أقرانهم من الأتراك و اليونانيين و الإيطاليين و غيرهم .
لم يخطر ببال أغلب الكرد فكرة البقاء هنا في ألمانيا، لذلك صرف الكردي ما كان يحصل عليه في الوطن بشكل شراء منازل و أراض و عقارات…… الخ .
لم يسع الكردي إلى ممارسة التجارة ، ذلك لأن التجارة هي مهنة اهل المدن ,فيما أتى الكرد من الريف الكردستاني البسيط و الفقير.
في وقت دخل الجيل الثاني من المهاجرين و العمال الأجانب مرحلة البقاء و المكوث هنا و تحول نشاطه إلى الدخول في سوق التجارة و التصدير والاستيراد و فتح محلات البضاعة و الخضروات و مطاعم الوجبات السريعة و مكاتب السياحة و السفر و محلات بيع و شراء السيارات و تصديرها ، بقي الكرد بمعظم أعدادهم أسرى فكرة العودة إلى الوطن .
فيما توجه أبناء الجيل الثالث من غير الكرد إلى العلم و التكنيك و انشاء الشركات المساهمة متوسطة الحجم .
انتج هذا الجيل العديد من رجال الصحافة و الإعلام و الممثلين و الفرق الفنية و الرياضيين البارزين و كتاب مرموقين ,لهم نتاج أدبي باللغة الألمانية و أعضاء البرلمانات المحلية و الاتحادية ، خاصة ذوي الجذور التركية و البولونية.
لم تستطع الجالية الكردية في المهجر إنتاج أي شخصية مرموقة و معروفة على مستوى البلد لا إعلامياً و لا فنياً و لا أدبياً أو رياضياً.
أليس غريباً ألا يكون لدى الكرد أديبا ً أو ممثلاً أو رياضياً أو شخصية مشهورة على مستوى ألمانيا , رغم مرور 60 سنة من العيش هنا ؟،
من الطبيعي أن يطرح المرء سؤالاً : ماذا فعل أبناء الجيل الثاني و الثالث في ألمانيا الذين ولدوا بعد عام 1970؟
هل لمؤسسة الدولة في الوطن الأم دور في توجيه أبناء مواطنيها في المهاجر و تمويل نشاطاتهم و تشجيعهم ؟
بالتأكيد لها دور و بل ولها دور محوري مهم .
هل علينا أن ننتظر تأسيس دولة كردستان و من ثم نبدأ بتوجيه شباب و بنات الكرد إلى إتقان فنون الفن و التمثيل و الرياضة و التجارة و السياسة؟
طبيعي أن يأتي الجواب سلباً .
عليه و الحال هذه أن ينتسب شباب و بنات الكرد في المهجر إلى الجامعات و المعاهد العلمية و إلى الأحزاب السياسية و النوادي الرياضية و بكثافة , عسى أن نحصل في قادم السنوات على مجموعة من المميزين و الناجحين لسد الفراغ المميت الحاصل .
مادام يفتقر الكرد إلى هذه الملكات علينا ألا نلوم الآخرين جهلهم بالكرد و همومهم.
بإمكان ممثل سينمائي واحد أو رياضي مرموق واحد أو صحفي شاطر واحد أو سياسي محنك واحد ان يقدم للكرد ما لم يقدمه ألف شخص عادي.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.