نخرج عن المألوف ونجاوزالمعتاد في شكل المقالة، نطرح القضية كماهي بأبعادها وأسبابها وتداعياتها، ونترك التحليل والتقييم للقارئ، عسى أن نجد حلولاً ناجعة وجذرية، لهكذا مواضيع حساسة وخطيرة، ومثيرة للهموم والشجون، وجارحة للذاكرة والأخلاق، وقاتلة للضمير والعواطف.. ومشوهة للوطنية والانسانية، و…..، إنها الآفة التي تنخر وتعطب وتخرب في الجذور والأعماق، تستوجب استئصالها نهائياً …
نبحث عن الحقيقة والمسؤولية، و من يهمه الأمر ويعنيه عن قريب أو بعيد، أفراد أو جماعات…!!؟؟
خير ما نبدأ به هو رد الراحل الدكتور السياسي والمفكر الكردي(د. نور الدين ظاظا) على من طالبوه بالعودة إلى الوطن.. (لن أعود إلى الوطن طالما بقي هناك شخصان يقودان الحزب..!!)، لقد كانت جروحه عميقة وبليغة بسبب الغدر والخيانة.. وهو يعي ويدرك ما يقول.. فقد قال أمين عام حزب كردي بمناسبة صدور مذكرات ظاظا : لقد خسرناه خسارة كبيرة، وكنا سنستفيد من ثقافته وأفكاره كثيراً.. ولكن لم نعرف قدره وقيمته، ولم نكن نفهم عليه … ( بعد شو ؟؟!! )
لقد عاش المناضل الراحل أوصمان صبري في إقامته الجبرية بدمشق معزولاً ومهملاً ومنبوذاً ومتهماً…. من قبل رفاقه الحزبيين حتى قبل رحيله ببضع سنوات ( ؟؟!!)، إلى ان أعاد الـ pkk له الاعتبار وكرموه وتبنوه حتى وري جثمانه الثرى.. وفيما بعد شعرت أحزاب وجمعيات وشخصيات.. بأهمية APO كقائد وسياسي وأديب.. ومن جديد كتبوا عنه ورفعوا صوره، وعقدوا ندوات عنه، و سموا جوائز باسمه، و…( لماذا ؟؟!!!)
اخترنا أربع نماذج حقيقية محددة بشخوصها ووقائعها .. ومن المؤكد هناك العشرات إن لم نقل المئات من الضحايا نجهلهم، لا ذنب لهم سوى أنهم صادقون مخلصون وشرفاء، دفعوا ثمن مواقفهم وآرائهم وأفكارهم ….
ماالغاية؟!، ومن المستفيد من الالغاء والاقصاء والتصفية…التي ارتكبت بحق هؤلاء انطلاقاً من العصبية الحزبية والأنانية والاملاءات الخارجية …..!!!؟؟؟
أولاً : ( ص ) اسم لشاب كردي الأصل والإرادة.. ذكي نقي.. دقيق الملاحظة والاحساس.. فنان مبدع متعدد المواهب .. مفعم بالطاقات والحيوية.. مستعد للعطاء والتضحية.. أصبح راشداً واعياً بدخوله كلية الهندسة، تعرف على حقيقة ذاته وهويته..أراد ليكون متطوعاً فعالاً في خدمة قضية شعبه..بعقله..بضميره.. بقدراته..، لكن اللئام حاربوه، والجبناء منعوه، والأغبياء قاطعوه.. جميعهم ظلموه، حاكموه بقسوة، وحاسبوه على هفوة في مراهقته (السن الحرجة) الشقية البريئة، الناقصة النمو والمسّيرة بالعواطف، والمتأثرة بالمحيط المثقل بالتناقضات والارهاصات.. شأن كل الشبان ..
تخرجت من الجامعة وهو ما يزال في بداية دراسته، يحاول إلى جانبها الكفاح والصراع من أجل إثبات الوجود والبراءة ومسح الخطيئة، التي تلاحقه أينما حلّ ونزل، والدفاع عن الكرامة والوطنية اللتين تتعرضان للطعن .. من قبل المزاودين والمنافقين والانتهازيين…
بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ( كنت قد نسيته تماماً) جاءني ذات يوم صديقي ( م ) وهوحيّ يرزق يعيش الآن في أوربا، وسألني ذات يوم هل تتذكر السيد ( ص) ؟
أجبته : أجل ! تذكرته جيداً، وتذكرت فتوته و كياسته ودماثته ولباقته.. ( كانت تربطهما علاقة قرابة)، كماكنت تحدثني عنه دائماً بإيجاب وإعجاب شديدين أثناء وجودنا في الجامعة… عن معاناته وهمومه ومواهبه وأخلاقه ونشاطاته وطموحاته …. وأتذكر جيداً عندما كنت تقول: أنه لا يريد شيئاً، سوى ألا يعامل كأنه غريب أو متهم.. وهو يعرض جميع امكاناته للاستثمار في سبيل القضية دون مقابل، فهو لا يريد أن يكون حزبياً ولا منافساً لأحد ولا يحتل مكان أحد.. فقط يريد أن يشعر بحقوقه وواجباته كأي شاب كردي ضمن مجتمعه وحركته.. لا بل في محيط الحركة جندياً وفياً..ليس إلا !!!
ثم تابع صديقي حديثه : هل تعلم أنه جاءني البارحة مستودعاً، وقال : قررت الذهاب إلى الجبل، ولن أعود حتى استشهد وأثبت لك ولحزبييك، بأنني أخلص وأصدق وأشرف منكم، وأنني أكثر وطنية وتضحية، وخاصة هؤلاء الأوغاد الذين حرموني من شرف النضال و……. ـ قالها بهذا التعبير حرفياً ـ .
أدركت في حينه أهمية الحدث وهول الفاجعة وعظمة الشهيد وقدسية رسالته وفحواها وأبعادها و…، لقد سلمنا الشهيد البطل رسالة لنبلغها للخاصة والعامة، للمعنيين والمهتمين.. إنها رسالة الكثيرين من أمثاله.. أصّر بعض الحزبويين عل إقصائهم وعزلهم وتخوينهم وإجبارهم ليسلكوا طرقاً ودروباً وأنفاقاً أخرى، بعضها غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر والمصاعب..، بعضها مظلمة بدون نهاية لا طائل منها ولا نور في نهايتها، وبعضها سبل نحو الانتحار والاستنزاف، و بعضها تؤدي إلى طاحونة الأعداء والمتربصين بالقضية، و بعضها …إلخ.
كان قراره صعباً، لأنه لم يجد حلاً بديلاً، ولم يجد من يأخذ بيده، ولم يرى سوى ….، وفعلاً وبعد أقل من سنة أذيع نبأ استشهاده .. لقد خسره الوطن مهندساً مميزاً ناجحاً ماهراً في ورشات البناء والاعمار.. وخسرناه صديقاً ورفيقاً في ميادين الثقافة والفن والسياسة …وفقدوه أهله إبناً وأخاً وأملاً … فما أحوجنا إلى هؤلاء !!!!
ثانياً : السيد ( ف ) الإبن البكر لأسرة فلاحية – نزحت إلى أحد أطراف مدينة القامشلي، يعيلها والده الذي يعمل في تجارة الأغنام والحبوب بصورة خفيفة وقليلة بحيث يؤمن من خلالها معيشة متواضعة لعائلته، طالب جامعي في كلية العلوم..وفي ومطيع..مرهف الحس.. شاعري المزاج والهواية.. بالرغم مما يعانيه من تشوهات جسدية وأمراض خلقية، والتي لم تثنيه عن المضي قدماً في رحلة الحياة بحلوها ومرها، لا بل خلقت منه إنساناً عنيداً صلباً في إلتزاماته ومواقفه، كان موضع الثقة والاحترام بين رفاقه بسبب صفاته وأخلاقه الحميدة من وفاء وصدق وطاعة..، وسذاجة أوقعته في شرك تجار الوطنية والقومية والمساومين والمتآمرين عليها.
جعلوه الحزبويون أداة بأيديهم واستخدموه في تصفية كل من يخالفهم الرأي والرؤية، ألبوه على والده وأشعلوا النار بينهما على أنه طبقي ووالده برجوازي، فأحرقت النار الكثير من أسس العائلة، أجبروه على طعن أقرب أصدقائه ورفاقه، ويوقع على وثيقة خيانتهم وتصفيتهم، على أنه الأصلح والأوفر حظاً لتسلم المناصب، حولوه إلى عقرب لاّذع لكل من يدنو من أسوار حصنه الوهمي دفاعاً عن الأنانية الحزبية والمصلحة الشخصية، التي شحن بها مراراً وتكراراً، أوصلوه إلى عزلة مهملة غير مجدية وغير فعالة.. خسر كل شيء، لقد خذلوه وتخلوا عنه بعد أن أفرغوه من محتواه الإنساني والأخلاقي والروحاني، وبعد أن جففوه من الضمير والكرامة، وبعد أن دربوه على الغدر والخداع ..
استفاق من غفوته، لكن للأسف لا فائدة، فقد فاته القطر، فأصبحت الندامة والأسف والحسرة كوابيساً تقض مضاجعه، وبدأ يبحث عن طريقة يكفّر بها عما اقترفه من ذنوب وآثام، ووسيلة يصحح بها أخطاءه وجرائمه، بحق كل من أحبوه وأعانوه في مصاعبه، وواسوه في محنه، وعاملوه بالحسنى ..
عندما زرته آخر مرة أثناء مرضه، استقبلني بنحيب ودموع لم أراه فيها مطلقاً وقال : كيف تزورني وقد ظلمتك وغدرت بك.. إنني لا أستحق السلام فكيف تزورني ؟؟!! والله كم أود أن تنشق الأرض وتبلعني ولا أراك.. الله يجازي الأشرار الذين دفعوني إلى المزالق.. هوّنت من الأمر، وخففت من أحزانه وآلامه، وقلت: لا حسابات بين الأصدقاء .. ( فلم أكن أفهم ماذا يقصد في حديثه آنذاك، ولكن فيما بعد عرفت بأنني من ضحاياه) .
أيام قليلة مرت، والسيد (ف) ينتحر حرقاً، لينتقم لأهله وأصدقائه من نفسه..لأنه فقد السيطرة على أعصابه، والسبل قد ضاقت به،…..
نعم ! لقد استغلوه الحزبويون أداة ووسيلة، فقد أكلوه لحماً ورموه عظماً، لقد جننوه ثم أحرقوه، بعد أن شلوا وعطبوا وأفسدوا وعطلوا به الكثير الكثير مما نحتاجه لأهلنا ولشعبنا ووطننا ومستقبلنا…
لقد خسرناه جميعنا أخاً وصديقاً ومناضلاً ومدرساً وشاعراً….
ثالثاً : السيد (م) شاب في مقتبل العمر، طالب جامعي، مجتهد ومثقف .. طموح ومتحمس.. مناضل جريء، يعشق القضية ويضحي بكل مايملك بدون تردد، يثق برفاقه ثقة عمياء، ويتفانى من أجلهم بدون تحفظ، إنسان فريد من نوعه بخصاله وصفاته ..
سخر معظم أوقاته وإمكاناته للنضال، كان معروفاً ومحبوباً للعدو والصديق على حد سواء، يتواجد في كل المناسبات والاحتفالات والندوات والواجبات.. مشاركاً أو معداً .. وهكذا حتى فشل في دراسته الجامعية، فاضطر للعمل في إحدى الورش، ثم تفرغ كلياً للعمل السياسي والثقافي، مرت الأيام والسنون فوجد نفسه ملاحقاً، ثم اعتقل بسبب نشاطه، خرج من السجن وإذا برفاق الأمس قد اختلفوا وانشقوا..، ضاع بين المتحاربين وضاعت معه أحلامه وآماله، يا خسارة ! لقد سرقوا كل جهوده وتضحياته، لقد دمروا ما بناه هو والمخلصين من أمثاله، فرفاق الأمس أصبحوا أعداء، ومناضلو الأمس أصبحوا عملاء وخونة ومخربين!! ياللمصيبة ! لقد أصبح السيد(م) منبوذاً حزبياً من جهة، ومطلوباً أمنياً من جهة أخرى، يا للهول ! لقد أصبح الثعالب والجبناء أسوداً شجعان يقودون المسيرة،….. وهكذا …
وأخيراً: قرر(م) الاعتكاف في البيت بعد أن عجز جسدياً، وتخلف تعليمياً، وخسر مادياً، وفشل سياسياً،….لأنه وضع كل بيضه في سلة واحدة ـلقد أخطأـ والسلة لم تكن مؤمنة ومضمونة… ولم يستطيع حمايتها من الديناصورات دعاة الوطنية والقومية القدماء الجدد..!!!
لقد غاب عن الأنظار، عنوانه مجهول، لا أخبارولا معلومات و ربما قضى نحبه، ….
لقد خسرناه أيضاً، مناضلاً سياسياً مثقفاً مخلصاً شريفاً …..
رابعاً : السيد ( د) شاب واع ٍ ومتحرر، طيبُ المعاشرة جديُّ المعاملة، نشيط متفائل، يسخر جل َّ أوقاته وإمكاناته في خدمة القضية، من دعاة التجديد والتطوير فكراً وممارسة ً، ساهم في بناء الفرق الفلوكلورية والرياضية، وإقامة الندوات والمهرجانات الثقافية والأدبية، من الأوائل الذين اهتموا باللغة الكردية واستعمالها في المخاطبات والأدبيات والبيانات وطالبوا بالزام تعليمها في الأوساط الثقافية والهياكل التنظيمية.. كان ومازال جندياً وفياً وصادقاً للقضية (فقط) ولا يساوم عليها، لم يناصر إلا الحق والحقيقة، لم يدخل في التكتلات الحزبية، ولم يرض لنفسه ليكون تابعاً لهذا الشخص أو ذاك تحت أية مغريات أو ذرائع أو ظروف.. ( كان من دعاة بناء المؤسسات والمنظمات التخصصية الشرعية)، خاف منه الحزبويون على مناصبهم ومصالحهم على أنه سيجلب لهم المشاكل ووجع الرأس بسبب أفكاره وطروحاته ونشاطاته.. التي من شأنها قد تؤدي إلى تعريتهم وكشف زيفهم ومكائدهم وألاعيبهم.. وبعد أن يأسوا من ترويضه كتابع، وفشلوا في مجاراته كمثقف وسياسي مجتهد ومثابر ومتقدم.. فأحضروا بعضاً من أزلامهم شهود زور وبعضاً من البسطاء أوالأغبياء أو المرتزقة أو عديمي الضمير والأخلاق.. ووقعوا بهم على وثيقة تصفيته على أنه عميل الـCIA والموساد والـ KGB والسافاك والموساد وجميع الأجهزة الأمنية في سوريا والعالم …!!؟؟ واخترعوا تهماً وافتراءات لا ترتبط بالحقيقة مطلقاً… صدقوهم المريدون والتوابع، بعضهم نتيجة الثقة الأعمى بماينطقون به هؤلاء القادة المبجلون والمنزلون، لأن كلامهم مسلمات وآيات لا تحتاج إلى براهين وأدلة وشواهد.. ولا تحتاج إلى تحقيق لأن الأمر يتعلق بأمن الحزب، وبعضهم التزاماً أعمى بما يصدر من الحزب من باب الإطاعة والإخلاص ….
أجل ! نجحوا في عزله عن الحزب، ولكن نسيوا أن الشمس لا يحجب بالغربال، وأن حبل الكذب قصير، وأن الظلم لايدوم، وأن الأيام ستكشف عن الحقيقة، يأسوا وأحبطوا تماماً في مساعيهم الهادفة لدفعــه لإرتكاب الأخطاء، وكانوا يراهنون على ذلك من خلال التشهيروالترويج ….ولكن كان ومازال صلباً وصامداً واثقاً من نفسه وبراءته كبراءة الذئب من دم يوسف، لقد أبى أن يشق الحزب أو يساهم في تشكيل حزب جديد، أو يلتحق بالمزاودين والمنافقين.. وأيقن تماماً عقم العمل والنضال ضمن هكذا هياكل حزبية وهكذا أصناف من الحزبويين …. فالتزم الصمت وهوينتظر المؤامرات اللاحقة التي سينسجونها لبعضهم (وهذه سمة المافيا)، وفعلاً تتالت قرارات الطرد والفصل إلى أن تشرزم الحزب وانتهى كل ما بني من نهج وتنظيم ( انفرط كل شيء) ….
هذه كانت مشيئة وغاية هؤلاء الأشرار أصحاب السبع كارات والسبع لفات والسبع قلبات.. لقد غيروا جلودهم مئات المرات، مجاوزين كل الأعراف والأصول والآداب..المهم يبقوا مشهورين متنفذين وقياديين مخترقين.. مهما كان الثمن.. ومهما كان جهة الدعم والتبني لهؤلاء …..
ياويحهم ! لقد أطفؤوا شمعة منيرة لا بل شموعاً، كانت منارة تهدي التائهين إلى سواء السبيل بشكل صحيح وسليم وبكل سلامة وأمان وبأقل الخسائر ….
لقد كان السيد ( د) من تلك الشموع التي أطفئت بيد هؤلاء الظلاميين والانتهازيين.. والتي لابد وأن تشعل من جديد وتخترق الظلام الذي اصطنعوه هؤلاء بجهلهم وحقدهم، إنها استراحة محارب، لأن ( د) وأقرانه سيبقون الأمل والذخر.. وأخيراً لا يصح إلا الصحيح .. وصدق الله تعالى:((… وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وأما الزبد فيذهب جفاء …)) .
نعم ! أسماء كثيرة ( ظاظا، صبري، فخري، بهجت، نعسان، بوظان، رشيد،خوجة،…. إلخ ) أقصيت أوأهملت أو أبعدت أوعزلت بتهم وذرائع وتلفيقات باطلة وكاذبة اختلقت من قبل عصابات ذات نفوس ٍشريرة وعقول ٍمريضة، وألصقت بهؤلاء ظلماً وبهتاناً واجحافاً تحت غطاء الدفاع عن أمن الحزب والقضية، واستغلت في تصفية الحسابات الحزبية العفنة والخلافات الشخصية الحقيرة، والصراعات العائلية الكريهة ….
تحية إجلال وتقدير لهؤلاء الشرفاء.. عهداً على عدم نسيانهم.. فهم في ضمائرنا وعقولنا.. وسيبقون شموعاً تنير دروب النضال …
الخزي والعار والموت لأصحاب الأيدي الآثمة والعقول المتحجرة والنفوس المريضة..أعداء الانسانية والوطنية و الحرية والديموقراطية ..!!!!
وأخيراً : ألم يحن الوقت بعد للكفِّ عن تلك الممارسات المقيتة واللا إنسانية، والعودة إلى الضمير والأخلاق، والتحلي بالمنطق والعقل، والتسلح بالديموقراطية والشفافية، والالتزام بالحوارالسلمي، والسعي لرد الاعتبار لهؤلاء المظلومين والمغدورين … ليعودوا أناساً طبيعيين لهم كامل الحقوق والواجبات، و ليتبؤوا مواقعهم المناسبة لهم في ميادين النضال السياسي والثقافي والاجتماعي … خدمة للوطن والقضية ..؟؟!!
وختاماً: أذكر مقولة للبارزاني الخالد في أوج الخلاف مع الطالباني ورفاقه، حينما رد على المطالبين بتصفيته حينذاك: ( سينفع السيد جلال وأمثاله الكورد وكردستان يوماً ما، وسنحتاج إليهم يوماً ما… )) ـ صدق البارزاني ـ .
ملحوظة: نشر المقال في بعض المواقع الإلكترونية الكوردية (qamişlo.info وkurdroj.com وamude.info ) –أواخر آذار 2006