لا أظن إن الإشتباكات الأخيرة التي دارت بين قوات الأمن الكردية، وعناصر النظام السوري المجرم، في مدينة قامشلوا فاجأة أحدآ، وخاصة إذا علمنا إنها ليست الأولى بين الطرفين ولن تكون الأخيرة دون أدنى شك.

إن النظام السوري الطائفي والشوفيني الحالي، معروف بعدائه الشديد للشعب الكردي، و يكن حقدآ دفينآ له، وقد ذاق الكرد على يد هذا النظام القاتل الأمرين، طوال سنين حكم هذه العائلة الهمجية، والذي يمتد لخمسين عامآ خلت، منذ أن كان الطاغية حافظ الأسد وزيرآ للدفاع، والسياسة الإلغائية التي إتبعوها ضد الكرد مستمرة إلى الأن.

 

ولتنجب عدم تكرار هذه المواجهات الدامية، وحفاظآ على أرواح أبناء المدينة، وتصحيح الخطأ الذي ارتكبه حزب الإتحاد الديمقراطي (ب ي د)، السماح للنظام بالبقاء في قلب المدينة، بكل أجهزته الأمنية القمعية، يجب على الكرد وباقي المكونات الإستمرار في المعركة، حتى يتم إنهاء وجود هذا النظام السرطاني في منطقة الجزيرة، بالمرة وإلى الأبد.

وإن أي توقف للقتال قبل تحقيق هذا الهدف، سيعود النظام بنا من جديد، إلى المربع الأول بعد عدة أسابيع، أي القتال مجددآ. وهذا بالضبط ما فعله النظام طوال الفترة الماضية، أي منذ أن بسط الكرد سيطرتهم على المنطقة، وحرروها من يد تنظيم داعش الإرهابي وعناصره الإجرامية. وبرأي إن وجود النظام في قلب قامشلوا والحسكة وبقائه في السلطة، أخطر بألف مرة على الكرد وقضيتهم، من وجود تنظيم داعش على تخوم المناطق الكردية في غرب كردستان.

 

وهذا النظام كما هو معلوم، نظام غدار ولا يمكن الوثوق به للحظة، أو تأمين جانبه على الإطلاق. وقد لاحظنا أنه إتخذ موقفآ لينآ من الفدرالية الكردية، على غير عادته، وهذا ما خلق نوع من الشكوك والريبة لدى المراقبين، ومن خلال المتابعة الدقيقة لتحركات النظام، إكتشف العالم بأنه أتخذ هذا الموقف اللين من الخطوة الكردية، لكي يساوم عليها مع الأتراك، ولهذا السبب ارسل وزير خارجيته للجزائر، التي إعتاد مسؤوليها على لعب الأدوار القذرة منذ زمن طويل، كما فعلوا مع صدام حسين، وتوسطوا له لدى شاه ايران عام 1975.

 

إن نظامآ كالنظام السوري الإجرامي والخسيس، مستعد لأن يرتكب أية موبيقات ويساوم على أي شيئ، من أجل البقاء في السلطة، وليمارس هويات القتل والتنكيل، وخير دليل على ذلك ما فعله بسوريا والسوريين خلال الخمس الأعوام الماضية. وهذا السفاح الذي الذي اسمه بشار الأسد، إذا تمكن من إستعادة أنفاسه، سوف يلتفت للكرد ولن يترك حجرة فوق حجرة في غرب كردستان. وهذا التحرك الأخير من قبل نظامه، هدفه هو معرفة مدى إستعداد الكرد، وإرسال رسالة واضحة للأتراك، بأنه جاهز لضرب الفدرالية الكردية، إن هي توقفت عن دهم الإرهابيين، الذين يقاتلونلنظامه، وأوقفت تعاونها بهذا الصدد مع السعودية.

والمطلوب الأن من الإخوة في (ب ي د)، أن يراجعوا موقفهم المهادن من هذا السفاح، ويسعوا بشكل جدي، لإنهاء وجوده في مدينتي الحسكة والقامشلي نهائيآ. وجعل مدينة قامشلوا عاصمة لإقليم غرب كردستان، ونقل كافة مؤسسات الإدارة الذاتية اليها. وإلى جانب ذلك على جميع مكونات المدينة الشرفاء، عدم السماح لهذا النظام اللعين من زرع الفتن والتفرقة بينهم.

 

وبرأي إن لم يقم الكرد بانهاء وجود النظام في الجزيرة الكردية، فأنا واثق من أن هذا النظام سيصعد حربه ضد الشعب الكردي مستقبلاً، وبدليل قصفه لحي الشيخ مقصود اليوم بالطيران الحربي. ولهذا على قوات الحماية الشعبية، ومعها أبناء الشعب الكردي أن يتهيأوا للأسوأ في قادم الأيام، ويكونوا مستعدين لأي طارئ في كافة مناطق التواجد الكردي، ومن ضمنها مدينة حلب ودمشق ومقاطعة عفرين.

 

وقبل الختام، أتمنى على الإخوة في (ب ي د)، وإعلامهم عدم الإلتفات إلى ترهات ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي، الذي تحول إلى مجلس للفتن والدفاع عن أعداء الشعب الكردي، الذي تاجروا باسم الكرد طويلآ، وما زالوا يفعلون ذلك إلى اليوم بكل أسف. وفي الختام الرحمة على شهداء شعبنا الأبي من المقاتلين والمدنيين، والشفاء العاجل لجرحانا.

 

23 – 04 – 2016

yekiti-Europa