التقى في العاصمة الألمانية برلين يوم الأحد 17.01.2016، ممثلون عن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزبي المرجعية الكردية الوحدة والبارتي مع ممثلي المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية- ياسا. وعقد هذا اللقاء بناء على قرار سابق تم اتخاذه خلال اجتماع عقد بتاريخ 29 آب 2015 في مدينة بون ضم ياسا وممثلي أحزاب المجلس الوطني الكردي والاتحاد الديمقراطي وأحزاب كردية أخرى، حيث تم في الاجتماع الاتفاق على تعزيز العلاقات والتعاون وتكثيف اللقاءات بين تلك الأحزاب وتنظيم لقاء خلال أقرب فرصة من قبل مركز ياسا، الذي تم تكليفه بالسعي للتواصل والتوسط بين تلك الأحزاب والمؤسسات الحكومية الألمانية ومنها وزارة الخارجية. وبناء على ذلك قام المركز بالتواصل مع الوزارة لإعداد لقاء يشمل كلا من ياسا والأحزاب الكردية دون استبعاد أو إقصاء أي حزب.
بعد موافقة الوزارة وتحديد موعد اللقاء، تم إرسال الدعوات إلى جميع الأحزاب. لكن بعد موافقة حزب الاتحاد الديمقراطي على المشاركة جاء قرار أحزاب المجلس الوطني الكردي في أوربا برفض المشاركة في اللقاء رغم تأكيدها في الاجتماع السابق على المشاركة. هنا يجب التنويه إلى أن دور مركز ياسا هو الوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردية. ولذلك كان الهدف من اجتماع برلين هو تعزيز العلاقات والتنسيق والتعاون وتقريب وجهات النظر والمواقف بين الأحزاب الكردية في أوروبا بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع في غربي كردستان والتحضير لاجتماع وزارة الخارجية الألمانية.
لقاء الوزارة
في اليوم التالي لاجتماع برلين الاثنين 18.01.2016 عقد لقاء مع وزارة الخارجية الألمانية ضم ممثلي الأحزاب التي حضرت الاجتماع ومركز ياسا من الجانب الكردي ومسؤولي ملف الشرق الأوسط وسوريا في الوزارة، حيث تم مناقشة وبحث عدة مواضيع منها:
الوضع الإنساني:
لقد تم اطلاع الخارجية الألمانية على الوضع الإنساني الصعب والمنهار في المدن الكردية وخاصة عفرين التي تعاني منذ أربع سنوات من حصار خانق من جميع الجهات تفرضه المجموعات الإرهابية المسلحة. وتمت الإشارة إلى الدور السلبي جدا الذي تلعبه تركيا في تشديد الحصار حيث أغلقت كل المعابر الحدودية أمام المساعدات الإنسانية، في حين غضت الطرف عن مرور الإرهابيين والمساعدات اللوجستية لتنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية. كما تم التطرق إلى الوضع الكارثي في كوباني بعد تحريرها من تنظيم داعش وإغلاق تركيا للحدود مع المدينة ومنعها عودة النازحين من تركيا إلى بيوتهم ومنع مرور المساعدات الإنسانية ومواد البناء لإعادة إعمار كوباني.
حقوق الإنسان:
من المواضيع الرئيسية التي تم بحثها والتركيز عليها في الاجتماع ومن ثم في اللقاء مع الوزارة كان وضع حقوق الإنسان والانتهاكات والخروقات في غربي كردستان التي تم اطلاع الوزارة عليها. وقد أقر ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي بحدوث انتهاكات و”أخطاء ترتكبها مؤسسات الإدارة الذاتية والأسايش” مشيرا إلى أن كل الجهود تبذل من أجل حماية وضمان حقوق الإنسان. وفي هذا السياق أشار مركز ياسا إلى أن أي أنتهاك لحقوق الانسان في غربي كردستان لا يمكن التغاضي عنه.
كما شدد المركز على حاجة الكرد إلى مساعدة المجتمع الدولي وألمانيا قبل غيرها في بناء هياكل المجتمع المدني ودولة القانون ودعم الديمقراطية وذلك من خلال برامج ومشاريع تنموية في غربي كردستان. لأن الكرد قد تم استبعادهم من المناصب الإدارية العليا في مؤسسات الدولة خلال حكم حزب البعث الذي يمتد لأكثر من نصف قرن، وبالتالي لا تتوفر لديهم الخبرة الكافية لقيادة الإدارات والمؤسسات.
المشاركة السياسية:
تمت الإشارة في الاجتماع إلى أنه ليست هناك مشاركة سياسية كافية في غربي كردستان. وصحيح أن مجموعات قومية ودينية تشارك في الإدارة الذاتية، إلا أن جزء كبيرا من الأحزاب الكردية ومنظمات المجتمع المدني والشباب مستبعد وغير مشارك فيها. ولهذا فإن مركز ياسا والخارجية الألمانية يؤكدان على ضرورة أن يكون هناك إجماع بين كافة الأطراف الكردية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ومن أجل تمثيل حقيقي وقوي للكرد على المستوى الدولي.
المشاركة الكردية في المفاوضات:
أشارت الخارجية الألمانية إلى ضعف الدور الكردي في المؤتمرات الدولية، وذلك لأن الكرد غير موحدين ومشتتين في مواقفهم، وإن وجود وفد كردي واحد يمثل جميع الأطراف والأطر الكردية سيقوي ويعزز موقف الكرد في المفاوضات. وصحيح أن المجلس الوطني الكردي عضو في الائتلاف الوطني، لكن نسبة مشاركته في وفد الائتلاف قليلة جدا بالمقارنة مع نسبة وعدد الكرد في سوريا، ومن هنا يرى مركز ياسا والوزارة أن التمثيل الكردي في المفاوضات المزمع إجراؤها بين النظام والمعارضة أي جنيف 3 ضعيف وغير مناسب. وقد تم في الاجتماع الإشارة إلى أن هناك قوى تحاول استبعاد مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي من المشاركة في المفاوضات، وفي هذا السياق نوه ممثل الحزب إلى أن الاتحاد الديمقراطي لن يلتزم ولن يقبل أي قرارات أو نتائج أواتفاقات وتفاهمات سياسية أو عسكرية يتم التوصل إليها خلال المفاوضات ما لم يشارك فيها. وهنا طالب مركز ياسا الخارجية الألمانية ببذل جهودها لعدم استبعاد القوى الكردية من المفاوضات وخاصة المجموعات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني التي كان لها الدور الرئيسي في الثورة، ويمكن للكرد أن يلعبوا دور أساسيا في حل الأزمة السورية.
كما ناشد المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية- ياسا الحكومة الألمانية تقديم الدعم والمساعدة من أجل تقريب وجهات النظر والتعاون بين الأحزاب الكردية ولعب دور الوسيط بين الأحزاب الكردية. وقد اتفق كل المشاركين في الاجتماع على أن الكرد في غربي كردستان بحاجة للمساعدة والدعم، حيث هناك نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والمياه والكهرباء والخدمات، لاسيما في المناطق المحاصرة وتلك التي تعرضت للتدمير أثناء المعارك.
تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع دام ساعتين وقد وثقت مسؤؤلة الملف السوري في الوزارة كل ما تم بحثه ومناقشته خلال اللقاء.