إنّ ما تتعرض له مدينة عفرين والحدود الإدارية لها من هجمات شرسة منذ البارحة من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته والمخاطر المحدقة بعفرين ليست وليدة اللحظة وليست وليدة مايتم الترتيب له في دوائر الغرف المظلمة للدول التي تتقاسم النفوذ في المنطقة بخصوص الاعلان عن المناطق الآمنة وإعادة ترتيب خرائط السيطرة والنفوذ على الارض بالنسبة للقوى المتصارعة وحلفائهم من الدول الاقليمية .
بل كانت هذه المخاطر موجودة ومازالت منذ سيطرة القوى الراديكالية الإرهابية على المناطق المحيطة بعفرين منذ سنوات ولم تخف تلك المجاميع المسلحة عن مطامعها في استباحة عفرين يوماً نظراً لموقع عفرين الجغرافي التي تتوسط مناطق سيطرتهم وتفصلها عن بعضها البعض ولطبيعتها الجغرافية الجبلية التي يطمعون بان تكون محمية طبيعية لهم على غرار جبال أفغانستان إضافة الى غنى منطقة عفرين بالموارد الطبيعية والغذائية وبعدها وفصلها عن عمقها الاستراتيجي القومي مع بقية المناطق الكوردية .
ولذلك لم تتردد تلك المجاميع يوما عن التكشير عن انيابها ومهاجمة عفرين وامطارها بالصواريخ والقذائف وحتى احتلال البعض من قرى منطقة روباريا بمؤازرة البعض من المرتزقة الكورد للأسف وآخر تلك الهجمات كانت غزوتهم المشؤومة (عين دقنة) التي عادوا فيها خائبين على اعقابهم محملين على اللودر ناهيكم عن فرضهم لحصار خانق عليها منذ سنين واعتقال واختطاف ابناءها من على الطرقات المؤدية لمدينة حلب واهانتهم وتعذيبهم واتخاذهم دروعاً بشرية ومصدرا للارتزاق من خلال الطلب للفدية وانطلاقاً من الادراك المبكر من قبلنا لهذه المخاطر المحدقة بعفرين والمتمثلة بخطر القوى الظلامية التي كانت ومازالت تنتظر الفرصة السانحة لها للانقضاض على عفرين واستباحة ارضه وعرضه كما حصل في كوباني وشنكال اعتبرنا بان الأولوية بالنسبة لنا هي حماية مناطقنا من خطر القوى الإرهابية والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز وحدة الصف الداخلي والنظر الى بقية الا مور على انها أمور ثانوية من قبيل تجاوزات الإدارة واخطاءها ونقص وفقدان للمواد الغذائية ليس من باب قبولنا ورضانا عن ذلك و التقليل من اضرار تلك الأمور ومخاطرها بل من باب مقارنتها مع الاخطار المصيرية التي نوهنا عنها آنفاً.
لذلك ما هو المطلوب الان من كل القوى السياسية والمجتمعية في عفرين هو ترك خلافاتهم الثانوية جانباً وتعزيز وحدة الصف الداخلي واتخاذ كافة وسائل الحيطة والحذر من الخطر الداخلي المتمثل بالخلايا النائمة التي تتبع بالولاء للقوى الإرهابية المحيطة بعفرين وابداء كل الدعم والمساندة للقوات الكوردية التي تخوض اشرس المعارك مع مرتزقة الاحتلال التركي ومساندتهم ودعمهم بكل السبل والوسائل لكي يكون النصر حليفهم ويتمكنوا من رد هذا العدوان الغاشم عن مدينة الحب والسلام عروسة كوردستان عفرين وليكن شعارنا اليوم كلنا نقف صفاً واحداً خلف قواتنا(YPG-YPJ) التي تستبسل في الدفاع عن قدسية تراب عفرين وللمرتزقة نقول هذه المرة لن نستخدم اللودر لحملكم الى مكب النفايات وانما معاصر الزيتون تنتظر عصركم يا مرتزقة اردوغان .
yekiti