بائع البسطة السابق في دمشق نوري المالكي الذي رمته اقدار الشعوب العراقية في واجهة المشهد السياسي كرئيس للوزراء بضربة حظ ، أو الاصح بفعل اللعبة السياسية الطائفية التي تمسك ايران وتتحكم بخيوطها بعد اسقاط التحالف الدولي الامريكي – الاوربي – العربي للنظام الفاشي العراقي وديكتاتورها المقبور صدام حسين ، بائع البسطة هذا يحاول جاهدا العمل عل ضرب الكورد ببعضهم عن طريق حس وتحفيز رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي بالسماح لحزب العمال الكوردستاني بفتح مكاتبه في جميع محافظات العراق اعتقادا منه بأنه يلعب لعبة سياسية ذكية سيضرب من خلالها كل العصافير الكوردية بحجرة طائفية مقيتة واحدة . بالعذر من بائعي البسطات الذين يكدحون صباحا مساءا للحصول على اقوات ايامهم وتحسين معيشتهم ، فهؤلاء لا يعتدون بعملهم هذا على احد ، ولا يتجاوزون حدود مهنتهم التي تكسبهم قوت يومهم بخلاف المالكي الذي تعلم من تجارة البسطة خبرات تجارية غاية في السوء اوصلته الى بيع القرار السياسي العراقي ، ومصالح شعوبها بمغامرات وطيش ارعن قل مثيله في تاريخ حكام البلد منذ استقلال العراق وانتهاء الانتداب البريطاني عليه ، ففي عهد هذا المحظوظ بحكم العراق حل النحس على البلاد برمته ، بلغ ارتهان القرار العراقي للجارة الطائفية التي يحكمها ثلة من آيات الله الفاشيين ذروتها ، واشتعلت في ظل حكمه الطائفي البغيض حرب المفخخات التي راح ضحيتها عشرات آلاف العراقيين ، وعم الفساد السياسي والمالي ارجاء البلاد ، وهدرت في عصره عشرات مليارات الدولارات من ميزانية العراق في عمليات اختلاس ورشى وشراء ذمم ، لا بل صار صيت مليرة المالكي وابنه على كل لسان ، حيث قدر البعض ما اختلسه المالكي وعائلته وحاشيته خلال حكمه باربعة مليارات دولار ، ولم تقتصر ازمة حكم بائع البسطة السابق على ما اسلفنا ذكره ، بل اوصل هذا المعتوه العراق الى مصاف الدول التي على حافة الفشل في جميع مجالات الحياة ، وحاول خلق ازمة سياسية بين العراق العربي واقليم كوردستان ، ولما فشل في هذا المسعى بفعل حنكة السياسة الكوردية والعربية والعالمية لإقليم كوردستان في تلك الفترة حاول حاكم العراق الفاشل هذا خلق ازمة ثقة بين القوى الكوردستانية ، وذلك بدعم الانشقاقات وايجاد ثغرات في اخطاء الاحزاب الكوردستانية وطريقة ادارة الحكم في الاقليم ، ولكن هذا المالكي فشل في جر الاحزاب الكوردستانية الى الصراع البيني المسلح ، فما كان منه إلا الاعتماد على ضرب الاعداء ببعضهم ، ويعتقد الكثيرون ان المالكي ومن خلفه ايات الله الحاكمين بأمر الله في ايران اداروا لعبة داعش الكوردية ، حيث حاول هؤلاء بالتنسيق مع نظام بشار الاسد في سوريا استغلال جموح داعش الوحشي ، وانتصاراته المتتالية على الجيش الحر وفصائله الاسلامية وغير الاسلامية ، وفي العراق بانتصاراته على قطعات الجيش العراقي ، حاول تحالف المالكي – الاسد – النظام الايراني استغلال جموح داعش وتقديم كل من الموصل والرقة كطعم لاجهاض الانتصارات والانجازات العسكرية والتنموية لكل من قوات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديموقراطي واعلانهم الادارة الذاتية في كوردستان سوريا ، وحالة الفيديرالية التنموية في كوردستان العراق ونجاحات ادارة الاقليم في جذب رؤوس الاموال الخليجية والتركية وبعض كبريات الشركات العالمية وظهور بوادر شبه استقلال وتصرفات وعلاقات اقرب الى الدولة منها الى حكم فيديرالي تابع للمركز اي بغداد ، كل هذا برأي بعض المراقبين ادى بتحالف الاسد – المالكي – النظام الايراني ، الى تآمرهم على الكورد في سوريا والعراق وخلق حالة لا استقرار هدفها اجهاض التجربتين الكورديتين اللتان كانتا تحققان الانجازات السالفة ذكرها ، مضيفا الى ذلك سيطرة كورد العراق الفيديرالي اداريا على كركوك التي يعتبرها الكورد قلب كوردستان لما لها من مزية اقتصادية لامتلاكها احتياطات ضخمة من النفط ، حيث جرى ما جرى من احتلال داعش لسنجار ووصولهم الى تخوم كركوك ومن ثم كوباني التي لولا مساعدة التحالف واستبسال البيشمرغة وقوات الحماية الشعبية وقوات حماية المرأة لكانت هناك كارثة رهيبة قد حلت بكورد الجزأين الكوردستانيين في سوريا والعراق . واليوم يحاول بائع البسطة الذي سلم الموصل لداعش بالتوازي مع تسليم الاسد الرقة وجوارها ومن ثم دير الزور لهؤلاء الوحوش، اذ بالتنسيق من بين اطراف هذا التحالف القذر تم تأسيس دولة الخلافة الداعشية في العراق والشام ، وكان ذلك بمثابة نعش للعراق وسوريا القديمتان .
في هذه الاجواء يحاول بائع البسطة ومن خلفها ايران الخامنئية والمجرم الارعن بشار الاسد الاصطياد في الماء العكر ، الماء الذي يغرقنا فيه القوى الكوردية المتصارعة والمرتبطة بأحلاف وهمية مع القوى الاقليمية العدوة لأماني شعبنا الكوردي في التحرر والانعتاق من جريمة تقسيم كوردستان التي حصلت منذ مئة عام بموجب اتفاقية سايكس بيكو السيئة الصيت ، يحاول هؤلاء تأليب القوى الكوردية المتصارعة فيما بينها لجرها الى الإقتتال عن طريق تشجيع الحكومة العراقية للسماح بفتح مكاتب لحزب العمال الكوردستاني في بغداد وباقي المحافظات العراقية ، لاستخدام هذا الاخير كورقة ضغط ضد رئاسة اقليم كوردستان بزعامة السيد مسعود البرزاني مستغلا في هذا المسعى الازمة السياسية والانقسام الحاصل بين القوى والاحزاب الكوردستانية العراقية التي ظهرت تراكماتها على السطح قبل اكثر من سنة في ازمة رئاسة الاقليم وعدم السماح لرئيس البرلمان الكوردستاني بالدخول الى اربيل لمعاودة مهامه الوظيفية كرئيس للبرلمان . ظهرت اول بوادر العلاقة التحالفية بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة العراقية اثناء احتلال داعش لسنجار على شكل مقاومة ودفاع عن الايزيديين وقيام العمال الكوردستاني بتشكيل وحدات مقاتلة وتطورت تلك الحالة تحالف بين الحوزة الطائفية المتمثلة بالمالكي الايراني الهوى ، والحوزة الديموقراطية الشعبية المتمثلة بجميل بايق سيد كهوف جبال قنديل على الذي اوعز الى احد تلاميذ حوزته المدعوحسن سعيد بالانضمام مع قواته ( قوات حماية سنجار ) للانضمام الى الحشد الشعبي الشيعي ، معلنا في كانون الثاني من العام الحالي ان الحكومة العراقية تزود عناصره بالرواتب والاحتياجات اللوجستية للمقاتلين والمدافع والاسلحة الثقيلة وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية على لسان فالح الفياض مستشار الامن القومي العراقي ورئيس ما يسمى بالحشد الشعبي حيث اكد هذا في تموز من هذا العام على ضم هذه القوات التابعة للعمال الكوردستاني الى الحشد الشعبي واعتبروا هذه القوة ، قوة عراقية ، وهم على اهبة الاستعداد لاستخدام هذه القوة الكوردية التي ظاهرها هو تحرير الموصل من داعش ، ومضمونها او المضمر فيها هو ايجاد مخرج معين لاستخدامها ضد قوات البيشمركة التي تحضر منذ فترة وتجهز كل امكانياتها لانجاز نصر عسكري على داعش وتسجيل موقف وكوبسة احلام القوى العراقية المريضة المتربصة بإقليم كوردستان . الغريب في امر هذه القوات المرتبطة بالعمال الكوردستاني في سنجار انها تأخذ اوامرها من زعامة غير عراقية ، وأن بائع البسطة العراقي يريد استخدامها ضد قوى كوردية عراقية فهل تعي قيادة العمال الكوردستاني وحوزتها الديموقراطية تداعيات ونتائج ما يخطط له اعداء شعبنا الكوردي متمثلا ببائع البسطة المالكي ؟ الايام والاشهر القادمة سوف تسقط الرهان في ان القوى السياسية الكوردية سوف تستوعب اخطار مكائد ايران والمالكي والاسد ، وبالتالي ستجهض احلامهم المريضة في المناوشات والاقتتال البيني ، او انها اي القوى الكوردية ستنجر الى ما لا يحمد عقباها من اقتتال وتصدع في الجبهة الكوردية الطامحة الى تكريس النضال الكوردي بمزيد من الانجازات ، وبالتالي تحويل الحلم الوردي الى كابوس على الشعب الكوردي .