إن المواجهات العنيفة التي تشهدها مدينة (طوزخورماتو) الكردستانية، منذ عدة أيام بين قوات البيشمركة الباسلة، وقوات الحشد الشيعي الطائفي، هي رسالة مزدوجة من ملالي قم ودميتهم الحكومة الشيعية الحاكمة في بغداد، لإقليم جنوب كردستان بالدم، مفادها إما أن تفتحوا المجال لنا بالصول الى الحدود السورية، وإنجاز الهلال الشيعي على الأرض من خلال السيطرة على طوزخرماتو ومدينة كركوك وقسم من موصل، وإلا لن ندعكم أن تهنأوا بالأمن والأمان. والرسالة الإخرى هي موجه للبرزاني الذي تربطه بتركيا شبكة مصالح إقتصادية قوية، والقول له عليك التخفيف من إندفاعك نحو تركيا المنافس الرئيسي لها في العراق وسوريا.
إن النظامين الإيراني والسوري الشيعيي والعلوي، يعملان بمبدأ التقية، أي يعلنون غير ما يضمرون. وهم أخبث الأنظمة في المنطقة وأكثرها خطورة ودمومية على الأطلاق.
وهذين النظامين يعملان بهدوء وبعيدآ عن الأضواء، بعكس ما تفعله تركيا وتجاهر به.
إن النظام الإيراني الشرير والمعادي للشعب الكردي، قد إبتلع حوالي ستين بالمئة من العراق، وهو يرغب في إبتلاع الجزء المتبقي منه، أي إقليم كردستان والمناطق السنية التي مازالت بيد تنظيم داعش الإرهابي. ولتحقيق كل تلك الأهداف يسعى نظام الملالي الفارسي، الى الإخلال بأمن الإقليم، تارة من خلال قصف المناطق الحدودية داخل الإقليم، وتارة عن طريق خلق الفتن بين الأحزاب والقوى الكردستانية، وهذه المرة من خلال إفتعال الحوداث الأمنية في المناطق الكردستانية، وتحريض الحشد الشعبي الشيعي الطائفي، ضد قوات البيشمركة الكردية، والتصادم معها في منطقة طوزخرماتو وكركوك، على وجه التحديد لأهمية هاتين المنطقتين.
هذا من جهة، ومن الجهة الإخرى إن إيران تتحسس كثيرآ من تطور الإقليم إقتصاديآ
وسياسيآ، وخاصة ضم مدينة كركوك للإقليم، وولادة كيان كردي ثاني في غرب كردستان، بسبب تخوفها من إنتقال عدوى الفدرالية الكردية الى صفوف أكرادها، والذين يبلغ عددهم أكثر من عشرة ملايين مواطن يسكنون في اقليم شرق كردستان.
لقد خبرت المنطقة إيران في الفترة الماضية، على أنها قوة شريرة تعمل على خلخلة أوضاع دول المنطقة، وضرب النسيج الإجتماعي لمجتمعاتها المستقرة، كل ذلك بهدف خلق أذرع تابعة لها، تستطيع من خلالها فرض سياستها وإرادتها على تلك الدول، وجعلها بحاجة إليها دومآ.
لا يمكن مواجهة التوسع الإيراني الخبيث، وتدخلاتها في شؤون اقليم جنوب كردستان، إلا بتوحيد الصف الكردي وترتيب بيتهم، وللأسف هذا غير ممكن في ظل بقاء مسعود البرزاني وعائلته، وعائلة الطالباني في الحكم. كان الله في عون أبناء الشعب الكردي في جنوب كردستان، على مواجهة العدو الداخلي والعدو الخارجي معآ.
27 – 04 – 2016