نسمع كثيرا بأنه لو كان الراحل إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي موجودا لما كان موقف الحزب قد وصل الى هذا الدرك حسب اقوال من يتهم السيد شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الحالي بأنه قد أوصل الحزب الى درجة تابع ، وذيل لحزب العمال الكوردستاني .
طبعا هذا الكلام افتراضي مئة في المئة لأن الراحل ليس بيننا ، وسنظلمه ، ونظلم من يقود الحزب الآن اذا اغمضنا أعيننا عن هذه المقولة الافتراضية التي تصدر من لدن بعض ممن تركوا الحزب لهذا السبب الافتراضي ، ولعموم خصوم السيد محي الدين شيخ آلي في الحركة الوطنية الكوردية .
في الفترة التي كان يتبوأ فيها الراحل إسماعيل عمر رئاسة الحزب حدث انشقاق من قبيل نخبة ممن كانوا من حزب الاتحاد الشعبي الكوردي ، هؤلاء الذين لم يستطيعوا الصمود ، وفشلوا في الاندماج في الحزب الجديد ، وقالوا في حينها ما قالوه في شخصية الراحل ولا أود ذكرها في هذه العجالة ، ثم كان تصريحه اللافت للنظر والانتباه بعيد اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي حينها بدأ النفخ الدعائي في تاريخ الشهيد الخزنوي من قبل أحزاب أرادت استثمار اغتيال الشيخ الخزنوي لغايات حزبية دعائية ، حيث قال الراحل اسماعيل عمر في حينها ان الشهيد الخزنوي لم يتم اغتياله بسبب كورديته من قبل النظام فقامت قيامة تلك الأحزاب وقيل ما قيل حينها في قدح وذم الراحل إسماعيل عمر لأنه فضح اهداف تلك الأحزاب وغاياتها الدعائية .
كان موت الراحل إسماعيل عمر ، وتبوء السيد محي الدين شيخ آلي قيادة الحزب بمثابة القشة التي قصمت ظهر معاديه من أمناء عامي وقيادات بعض أحزاب الحركة الكوردية ، وبدأ هؤلاء يبحثون عن مساوئ وسلبيات السيد شيخ آلي ، ووصل بهم الامر الى درجة ربط الأخير بالاستخبارات السورية ، ولم يكتفوا بذلك ، لا بل اتهموه باغتيال الراحل إسماعيل عمر ، في حركة خبيثة هدفها إزاحة حزب الوحدة من الوجود وتعريضه لانشقاقات لا يهمهم فيها لا المصلحة الكوردية ولا الضمير في اتهام رجل وهب وقته ومعظم سنين حياته في النضال بطريقته ومفاهيمه الفكرية التي قد نتفق معه في بعضها ، ونختلف في بعضها الآخر .
اذن الحملة التي تطال السيد محي الدين شيخ آلي طالت الراحل إسماعيل عمر حين كان بيننا حيا يرزق ، وأما القول بأنه لو كان الراحل حيا لما كان قد حصل ما حصل للحزب ، ولما كان السيد السكرتير الحالي قد أدار دفة الحزب باتجاه آخر ، غير الذي كان في زمن الراحل إسماعيل عمر هو قول افتراضي بحت ، ولا نعرف بالضبط هل كان الوضع سيتغير وسياسات الحزب ستجنح الى الاوبجة ، ام الى الأتلفة ، والاسلمة التي نراها الآن في جبهة المجلس الوطني الكوردي ومشايعيه .
الأيام القادمة ستثبت صحة او فشل سياسات حزب الوحدة التي نتحفظ على بعضها ، ولكننا نجد ان الخطوط العامة لرؤاه وسياساته ما زالت كما هي .