القصيدة الأولى : عندما يقضم الليل أشعة الشمس
تذبل نبرة صوتي
تختفي ابتسامتي
تشيخ أمنياتي
وأعود من جديد
إلى تراجيديا الحلم
اتسلق خيوط العتمة
أفتح ثغرة في
وسط الغيم
أحتضن الشوق
ألمس نقاء العشق
أصنع من حرير خدك
رداء يقيني من
كابوس الرحيل
قبل أن اتحول
إلى شجرة بائسة
نخرت أعماقها
معاول الزمن
وجردتها
رياح الخريف
من الورق والأمل
القصيدة الثانيّة : محطّم أنا
محطّم أنا
منذ انشطار لغة النبض
عن عبق ذاك الكتاب
الذي كان يدون التاريخ
بحروف من نور
منذ انحدار الدمعة الحارقة
من خدك الجوري
التي أشعلت ثورة
في الأعماق بلون من نار
محطّم أنا
منذ اليوم الذي أصبحت ضُحاه
أكثر غياهباً من ليله المرعب
كصخرة عاقبتها الحقب أنا
متكئ على شاطئ بعيد
تلطمني الأمواج…
تجتاحني الطحالب…
يأكل الصدأ أقدامي…
انتظر فرماناً يولد
من براعم يديكِ
يعيدني إلى محكمة أحداقكِ
قبل أن تبلعني أكوام الجنادب
عند قدوم عهد القحط والانحطاط
محطّم أنا
منذ مائة عام…
منذ مائة طعنة…
وألف خيبة
محطّم أنا
كَرماد لم يحترق بعد
كَقوافل السنابل المشتعلة
كَغريق معلق بأهداب
الدمعة الجافلة
فيا ومضة من الهلال
يا ومضة من الهلال البعيد
اكتبيني صرخةً في وجه الضباب
ثائراً يغتال الخوف قبل الإنبات
يا فراشة في ذاكرة أسفاري
اكتبيني مجنوناً ينفض الغبار
عن مدن العشق الخالدة
يواجه الإعصار على
شواطئ الوفاء
يصارع أطياف المحال
لجني فاكهة اللقاء..