بعد مرور مئة عام بمناسبة مرور مئة عام على ولادة وتوقيع اتفاقية سايكس بيكو بين كلٍ من وزير خارجية فرنسا انذاك السيد فرانسوا جورج بيكو ووزير خارجية بريطانية السيد مارك سايكس وباشراف ورعاية ومباركة من الامبراطورية الروسية في ايار عام 1916 والتي تم بموجبها تقسيم منطقة الهلال الخصيب وكوردستان الى ثلاث مناطق لتحديد مناطق النفوذ بين كلٍ من بريطانيا وفرنسا وتقسيم تركة الرجل المريض بعد تهاوي وانهيار الامبراطورية العثمانية. يكثر الحديث بهذه المناسبة عن مدى صلاحية هذه الاتفاقية وسريان مفعولها بحيث ذهب البعض منا بعيداً في تفاؤله وسرح بخياله الى درجة الاعتقاد بان مفعول تلك الاتفاقية قد انتهى بمرور هذه المدة الزمنية عليها دون ان يدرك ان سايكس بيكو كان بمثابة تفاهم سري بين اكثر من دولة اكثر مما هو اتفاق بين دولتين كاتفاقية استثمار قناة السويس او اقامة امريكا لقواعد عسكرية لها في المانيا او اليابان او استئجارها جزر من كوبا وووو الخ والتي تنتهي مفاعيلها بانتهاء المدة المنصوص عنها في الاتفاقية نفسها بموجب بند خاص.

لذلك لايمكن الحديث هنا عن التقادم الزمني وانتهاء مفعول تلك الاتفاقية بمجرد مرور مئة عام عليها لاسيما ان تلك الاتفاقية وذاك التفاههم السري قد عٌزّز باتفاقيات اخرى ( لوزان 1923) لارضاء اتاتورك من خلال التنازل لتركيا عن الاقاليم الشمالية من سوريا والذي يشمل القسم الاكبر من كوردستان الشمالية وتم شرعنة سايكس بيكو من خلال مؤتمر سان ريمون عام 1920 ذاك المؤتمر الذي عمّدت فيها كل من فرنسا وبريطانيا الى تحديد الحدود النهائية المرسومة وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو بشكل رسمي وبموافقة عصبة الامم آنذاك وانتساب الدول الوليدة بموجب تلك الاتفاقية الى الجمعية العامة واكتساب عضويتها فيما بعد واعتراف هيئة الامم المتحدة بهم كدول مستقلة وذات سيادة.

لذلك فان الحروب التي تشهدها المنطقة الان لن يكون بمقدورها في القريب العاجل على الاقل في ان تدفع تلك الاتفاقية ومعها الحدود المصطنعة التي رسمتها لان تلفظ انفاسها الاخيرة هذا ليس من باب التشاؤم ولكن من باب الواقعية السياسية لانه لايلوح في الافق القريب على الاقل اي مصلحة للدول الكبرى التي ساهمت في رسم تلك الحدود في اعادة رسمها او الاعتراف باعادة رسمها في الوقت الحاضر. لكن في نفس الوقت لن تتمتع تلك الدول مستقبلاً بسيادة قانونية كاملة بل سوف تكون سيادتهم منقوصة وذلك لانه لن يكون بإمكان واستطاعة تلك الدول التي ولدت نتيجة لتلك الاتفاقية في ان تمارس سلطاتها المطلقة التي منحها القانون الدولي في حدودها وعلى كامل مساحة جغرافيتها المعترف بها دوليا ًوقد لاتتغبر الحدود لكن سوف تتحول هذه الدول الى مايمكن تسميتها ( شبه او اشباه الدول ) وفقاً لرأي الخبير في العلوم السياسية ( روبرت جاكسون ) ومثال على ذلك العراق وكوردستان العراق الذي يمارس صلاحيات دولة كاملةً لكن دون اعتراف دولي صريح بكيانه ولبنان بعد الحرب الاهلية عام 1975 والتي قسّمت فعلياً الى عدة دويلات ضمن دولة واحدة لكن بقيت الحدود كما هي سوريا الان ومستقبلا. ً

في النهاية فان الحدود والخرائط التي وضعت ورسمت بالدم لايمكن ان تتغير بين ليلة وضحاها بالامنيات وبيانات الشجب والاستنكار واقامة مهرجانات التنديد بالرغم من مباركتي لتلك الانشطة لما لها من فوائد ايجابية في التأثير على الراي العام العالمي وكسب وٌدّهم وتعاطفهم ،،،خاصة في ظل فقداننا لارادة تحطيم تلك الحدود وازالة اسلاكها المغروسة في جسد الكيان الكوردي بين باشور وروج آفا بالرغم من اتاحة الفرصة لنا في الوقت الحاضر لوقوع المنطقتين تحت السيطرة الكوردية فان كان سايكس بيكو هو السبب قي تقسيم كوردستان وارضها الى اربعة اجزاء فان الايديولوجيات المختلفة والاجندات الحزبية ومصالحها المقيتة قد قسمت الشعب الكوردي الى عدة اقسام للاسف. فتغيير تلك الحدود يتطلب المزيد من النضال والتماسك وامتلاك الارادة الصادقة والمخلصة المجردة من الاجندات وتقديم للتضحيات و تقديم ضمانات ومغريات بما يجسد مصالح الدول الكبرى في احداث اي تغيير مستقبلي للحدود المرسومة 

yekiti