حين تعتكف زاهدا في محراب (اسماعيل عمر) تنساب عليك نسائم الحب والحنان، تشعر بأنك في خلوة مع الفكر والثقافة،في فضاء من الشهامة والرجولة.
في محرابه تحاول أمواج السياسة والساسة جاهدة أن تأخذك بعيدا الى متاهات الزوابع والأعاصير وعتمة الليل ،ولكن من نواميس الكون تأبى الا أن تنتصر إرادة الخير في نهاية المطاف على إرادة الشر ، لذلك توصلك سفينة العلم والمعرفة في محرابه ـ في نهاية هذه الرحلة الهوجاء ـ إلى شاطىء الأمان .
ما زلنا في محرابه نتذكر تواضع هذا الرجل وبشاشته ونبل أخلاقه، وجمال مظهره رغم بساطة ما كان يلبس .
ما زلنا نتذكر ذلك الخجل الجميل لهذه القامة الشماء هذا الخجل الذي ظل مرافقا له طيلة عمره رغم محاولاته ـ كرجل سياسة ـ جاهدا أن يخفيه ولكن هيهات فالطبع يغلب التطبع بل ان ذلك أضاف إلى جماله جمالا وربما كان ذلك هوالسر الذي حمل الكل على حبه وتقديره وجعلت الأبواب كلها مفتوحة أمامه وكأنها أبواب منزله .
في غيابه ما زلنا نتحسر على رحيله نستشهد بآرائه ،نتذكر مواقفه وقربه من أهله ورفاقه وذويه وكم كان لصيقا بواقعه يحاول لملمة الشتات وجمع الطاقات .
هذا الرجل من اجل قضيته لم يكن يهدأ أو يكل أو يمل يتحرك هنا وهناك وفي كل مكان كان في كل حركته مستمعا جيدا قليل الكلام لذلك كانت جل أفكاره مستوحاة ونتاج هذا النشاط وكان هذا سر نجاحه وسر صوابية مواقفه وبعد نظره في السياسة.
كان أبا شيار قليل الحظ في مختلف متطلبات حياته اليومية ولكن قل إن وجد رجل حاز على حظوة واحترام وتقدير البعيد قبل القريب ولا أقول العدو قبل الصديق كما حاز عليه إسماعيل عمر والدليل انه ما زل يعيش في قلوب رفاقه وأهله وكأنه رحل عنهم للتو .
في محراب إسماعيل عمر أتذكر مقولة أحدهم وهو يتحدث عنه بعيد رحيله إن إسماعيل عمر لم يمت إسماعيل عمر مات قهرا لأنه كان يعمل بطاقة تفوق طاقة عشر رجال من اجل توحيد صفوف الحركة الكردية وتوحيد مواقفها ولكن الأنا الحزبية والشخصية كانت له دوما بالمرصاد وتفشل مساعيه لذلك مات قهرا .
إسماعيل عمر مات على ما عاش عليه من صدق مع نفسه وإخلاص ونبل لأهله ورفاقه وقضيته فطوبى لك على ما مت عليه ولأنك مت على ما عشت عليه فانك تستحق ان تكون… مثلا …..ووالله لو كنت حيا ما قلت هذا فيك.