– الخط البياني لأداء المعارضة السورية بدأ بالانحدار مع عسكرة الثورة ورهانها على الخارج، حيث تراجعت الفعاليات المدنية والسياسية إلى الصفوف الخلفية، واختفت شعارات الحرية والكرامة من شوارع المدن لتحل مكانها أحاديث أبي هريرة وفتاوى ابن تيمية، وتصدُّر معادلة البندقية والبرميل للمشهد السوري، وتَحول الحراك الشعبي إلى مواجهات عنفية تطبعت فيما بعد بمظاهر دينية – مذهبية أيقظت الحقد الدفين منذ زمن معركة الجمل وصفين قبل قرابة 1400 سنة…. جماعة الإخوان المسلمين فرضت نفسها على السوريين وعلى المعارضة بدعم و تمويل إقليميين، وفتحت أبواب البلاد أمام كل مرتزقة العالم باسم الجهاد ضد (النصيرية)… في الطرف الآخر لم يتوانى النظام عن استثمار هذه الفرصة في استدعاء ميليشيات طائفية من لبنان والعراق وأفغانستان … ليتحول معظم الجغرافيا السورية إلى مشاعة للسلفيين والمتعصبين من الطرفين، ومرتع للمرتزقة، وملعب لتصفية حسابات إقليمية ودولية، تخللتها تفاهمات روسية – تركية- ايرانية وصفقة تسويات إخلاء حلب والكثير من البلدات والأحياء من المسلحين إثر سقوط عدد هائل من الضحايا وكثيرٍ من الدمار.
– ومنذ ثلاث سنوات ونيف شهدت المناطق الكردية في شمال سوريا تجربة إدارة ذاتية فتية وفرت سلماً أهلياً وأماناً ملحوظين، إلا أن دعوات التلاقي ووحـدة الصف الكردي لم تفلح في تحقيق نجاحاتٍ مأمولة، بعد إفشال تجربة الهيئة الكردية العليا، وإجهاض المرجعية السياسية – اتفاقية دهوك 2014، وانقسام الكرد السوريين بأحزابهم و فعالياتهم.
– التحالف الوطني الكردي، كعنوان حامل لمشروعٍ كرديٍ ينطلق من الأرضية السورية، ورغم مرور أكثر من سنة على تأسيسه لا زال بحاجة إلى توسيع وتفعيل وبلورة برنامج على الصعيد الكردي كما على الصعيد الوطني العام.
بعد مرور خمس سنوات وسنة … يمكن القول أن البعض ساهم مع النظام والاخوان المسلمين في إطالة عمر المأساة، وأصبح كامل اللوحة السورية بحاجة إلى مراجعة وتقييم، وقراءة موضوعية لتبيان مسارات العمل دون ضياع وتردد، دفاعاً عن قضايا السلم والحرية والمساواة.
* جريدة الوحـدة – العدد /284/ – آذار 2017 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)