عفرين تحت الاحتلال (73):
لقرية داركير وماراتيه نصيبٌ من الاعتقالات والإخفاء قسراً… حفر تلال، توطين وأتاوات وقطع الأشجار
عندما قرر أردوغان أن عفرين ليست للكُـرد، وصرَّح في 21 كانون الثاني 2018م، أي في اليوم الثاني من عمليات غزو جيشه لعفرين، إن “55% بالمئة من سكان عفرين عرب، و35% هم أكراد جاؤوا لاحقاً، والهدف الأساسي لعملية عفرين هو إعادتها لأصحابها الأصليين”، يبدو و10% مكونات أخرى!!! عكس حقائق التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا التي تؤكد أن هوية منطقة عفرين هي كردية- سورية ونسبة الكُـرد فيها تتجاوز 95%… بدأ بتنفيذ سياساته العدائية نحوهم والمضي في تغيير ديموغرافي ممنهج، ليُهجر قسماً كبيراً منهم قسراً، وليُوطِّن المرتزقة السوريين وعوائلهم وعشرات آلاف العوائل من نازحي الغوطة وأرياف حمص وحماه وإدلب وغرب حلب في المنطقة، فيُخَفِض نسبة الكُـرد إلى ما دون 25%… أين هم سكان عفرين الأصليين الذين أعادهم أردوغان إلى منطقتهم؟!، وهل بإمكانه أن يُغير ويُعدِّل سجلات النفوس لدى دوائر الدولة السورية، حتى يَخدم مخططه العنصري الإرهابي؟
خلال الأسبوع الفائت رصدنا ما يلي:
– قرية داركير- ناحية معبطلي مؤلفة من حوالي /250/ منزلاً، بقي فيها أغلب سكانها الأصليين وتم توطين حوالي /20/ عائلة من المستقدمين فيها، ولم يسلم أهلها من الانتهاكات والجرائم، نهب وسلب وقطع جائر لأشجار الزيتون ومضايقات واعتقالات عشوائية، من بينها اعتقال ستة عشر مواطناً، ما بين شهري آذار وتموز 2018م، من قبل ميليشيا “فرقة الحمزات” والجنود الأتراك وإخفائهم قسراً، ولايزال مصيرهم مجهولاً ويخشى ذويهم على فقدانهم لحياتهم، فلم يتلقوا أي اتصال أو معلومة عنهم، وهم (مصطفى مجيد بن بطال مواليد 1967، وليد عليكو بن جودت مواليد 1975، بكر بكر بن مصطفى مواليد 1982، عصمت حنان بن محمود مواليد 1985، محمد عمر بن مصطفى /23/ عاماً، محمد حجي مصطفى بن منان مواليد 1967ونجله ديار حجي مصطفى بن محمد، الزوجان عزيز حجي مصطفى بن منان و روشين أموني بنت محمد أمين وولديهما محمد أمين و لاوند،، كاوا عمر بن جمال /25/ عاماً وزوجته روكان ملا محمد بنت منان، كاوا عليكو بن رشيد، عارف خليق الله بن جميل /35/ عاماً)، فهم مدنيون وبينهم نساء. ويُذكر أنه تم اعتقال أكثر من /20/ شخصاً آخر من القرية نفسها ولأكثر من مرة، وأمضوا بين /20-40/ يوماً في السجن مع دفع غرامات متكررة بين /100-200/ ألف ل.س.
– في السادسة صباحاً، يوم 23 كانون الثاني 2020م، حوالي عشرين سيارة محملة بميليشيا “الشرطة العسكرية” وجنود أتراك مدججين بالسلاح طوَّقت قرية ماراتيه، وداهم المسلحون بشكلٍ همجي منازل /10/ مواطنين واعتقلوهم، وهم (علي خليل حسن، صلاح عبد الرحمن معمو، صلاح عبد الرحمن رشو، صلاح محمد عزت، علي حنان جنجي، سعيد خليل الأيوبي، الشقيقان روكان و عمر حيدر مستو، أحمد قليج، ريزان خليل طاوي) أعمارهم تتراوح بين (25-38) عاماً، مع تفتيشها بشكل دقيق والعبث بأثاثها. وهذه هي المرة الرابعة لاعتقال هؤلاء بنفس التهم والحجج، والذين أمضوا مدد مختلفة في السجن ودفعوا غرامات مالية متكررة.
– اعتقل الشابان الشقيقان (م،ع،م) من قرية كفروم- ناحية شرَّا مرتين سابقاً، في ربيع 2018، وتم تغريم كل واحدٍ منهما في كل مرة بمبلغ /100/ ألف ل.س، وفي بداية العام الحالي اعتقلا مرةً ثالثة من قبل “الشرطة العسكرية” بإشراف تركي ليُودِعا سجن ماراتيه بعفرين، ويقع ذويهما في شباك ابتزاز (محامي وقضاة الحرّ) ويدفعوا /1500/ دولار إضافةً إلى غرامات مالية بمجموع /450/ ألف ل.س لقاء الإفراج عنهما. وهناك ثلاثة شبان آخرين من القرية قيد الاعتقال، حيث أن الميليشيات تبتز المواطنين بتهم وأشكال عديدة، إذ يفرض الحاجز المسلح داخل القرية على المنازل المجاورة تقديم الطعام لعناصره متى ما أرادوا، وإن كان في منتصف الليل.
– في بلدة بعدينا، ٢٢ كانون الثاني، ميليشيا مسلحة تستولي عنوةً على منزل الأرملة المسنة فاطمة محمد محمد وأثاثه لأجل توطين المستقدمين، مع إطلاق الرصاص بين أرجل نجلها روهات صبري محمد وضربه ضرباً مبرحاً لدى ممانعته للاستيلاء، كما أن المسن حسين بكر بري أصيب بجلطة لأنه تكمد كثيراً لما رأى من ظلمٍ يقع على قريبه وليس لديه مقدرة على مساعدته. كما أكمل المسلحون قطع معظم أشجار غابة حراجية، معظمها معمرة، التي كانت تُحيط بموقع مزار “بيرا بلنك” في الجبل المطل على البلدة، بينما لم تطالها أيادي أهالي البلدة منذ مئات السنين.
– في قرية بربنة- راجو، فرضت ميليشا “الحمزة” إتاوة /150/ ألف ل.س على المواطن أنور أحمد خليل بتهمة تسهيله لسفر- بسبب المرض- زوجة شقيقه الأكبر المسن إبراهيم المتواجد في حلب لأجل العلاج أيضاً، وقيامها بوضع بعض أثاث منزلها لدى قريبٍ لها؛ كما استولت الميليشيا على المنزل ومعظم أثاثه.
– في ظل الفوضى والفلتان الأمني السائدين، يوم الإثنين 20 كانون الثاني، سقطت أربعة قذائف وسط مدينة عفرين، بالقرب من حديقة الشريعة والملعب والبريد، أدت إلى وقوع أضرار مادية في المباني وإصابة بعض المواطنين بجروح متفاوتة، وكان هناك أنباء عن مقتل امرأة وطفلها من الذين تم توطينهم، لم نتمكن من توثيق اسميهما، وإذ فُرضت حالة طوارئ وتطويق على المدينة؛ ومن جهةٍ أخرى قصفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها صباح ذات اليوم، قرى الشوارغة والمالكية ومرعناز- جنوب غرب إعزاز والواقعة تحت سيطرة الجيش السوري. كما وقعت عصر اليوم اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة قرب “دوار نـوروز” بمدينة عفرين بين ميليشياتٍ تتقاتل على نطاق النفوذ والمسروقات ومصادر الارتزاق والنهب.
– تواصل الميليشيات وبعلم وإشراف أجهزة الاحتلال التركي عمليات الحفر والنبش وسرقة الآثار التاريخية، فمنذ 17/1/2020 باشرت ميليشيا من “أحرار الشرقية” بحفر ونبش تل أثري في مدخل مدينة راجو، على مرأى ومسمع الجميع، وعملت ميليشا من “فرقة الحمزات” على حفر وتخريب مزار “شيخ جمال” الواقع بين قريتي “جويق” و “كوكان” بحثاً عن الكنوز الدفينة، وطال الحفر مساحةً واسعة حوله، مما تسبب بقلع أشجار زيتون أيضاً.
– يوم الخميس 23 كانون الثاني، عقد متزعمي ميليشيا “العاصي- لواء سمرقند” اجتماعاً لحوالي /40/ مواطناً في بلدة كفرصفرة، وتدعي أنهم “أغنياء”، وذلك من أجل فرض إتاوة /300/ دولار على كل واحدٍ منهم، بحجة مساعدة “نازحي إدلب”، ولكن تم تأجيل الاجتماع إلى موعدٍ لاحق بسبب اعتراض البعض من الحاضرين.
– تمادياً في الإجرام بحق الشجر، تواصل الميليشيات قطع أشجار الزيتون بشكلٍ جائر لغاية التحطيب وصناعة الفحم والإضرار بمالكيها، ففي حقلٍ غربي قرية سندانكيه- جنديرس، تم قطع /75/ منها، أعمارها /40/ عاماً وعائدة للمواطن توفيق خورشيد من أهالي قرية كورا؛ و/73/ شجرة معمرة منها واقعة على طريق خالتا، تُقدر أعمارها بـ /100/ عام عائدة لمواطن من قرية آشكا شرقي؛ و/57/ منها في بلدة كفرصفرة عائدة للمواطن حسين محمد حاج عبدو. وكان قد تم قطع شجرة سنديان رومي معمرة واقعة بالقرب من طريق مسكة – خالتا بناحية جنديرس.
إن سكان عفرين الأصليون المتبقون، يعانون الأَمَرَّين، إذ تتصاعد عليهم الضغوطات، خاصةً مع عمليات التوطين الجديدة وانفلات الميليشات المرتزقة في ممارساتها الإجرامية، في ظل فقدان الأمن والأمان والاستقرار؛ مما يتطلب من جميع مناصري الحرية وحقوق الإنسان والشعوب العمل المتواصل على فضح الانتهاكات والجرائم والضغط على حكومة أنقرة لوضع حدٍ لها، في وقتٍ لا يلبي فيه طموحات الكُـرد والوطنيين السوريين جميعاً وأمانيهم سوى إنهاء الاحتلال ووجود التنظيمات والشبكات الإرهابية المسلحة على أرض البلاد.
25/1/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
—————–
الصور:
– قرية داركير.
– مصطفى مجيد بن بطال أحد معتقلي قرية داركير والمخفين قسراً.
– شجرة سنديان رومي معمرة قرب طريق مسكه- خالتا، قبل القطع.
– شجرة زيتون في حقل للمواطن توفيق خورشيد- قرية كورا، تم قطعها بشكلٍ جائر.