قريتي “علتانيا و شيخؤتكا” المحتلتين، اعتقالات تعسفية، إلغاء للوكالات واستيلاء على الأملاك، حرائق في الغابات، انتهاكات متفرقة
رغم نشر آلاف الوقائع والتقارير الموثقة عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة على نطاقٍ واسع في منطقة عفرين المحتلة، والتي تكشف وتفضح السياسات العدائية الممنهجة التي تتبعها تركيا والائتلاف السوري- الإخواني ضد وجود الكُـرد ودورهم، علاوةً على الانتقادات الشديدة والاتهامات التي توجًّه إلى النظام التركي من قبل منظمات وهيئات معنية ومهتمة وأوساط برلمانية وبعض الحكومات والرؤساء ومن الرأي العام العالمي، لاتزال أنقرة مستمرة في تنفيذ أجنداتها البغيضة عبر أدواتها المختلفة.
وإليكم جزءاً مما يؤكد على ذلك:
= قرية “علتانيا- Eltaniya”:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها بـ/6/كم شمالاً، مؤلفة من /80/ منزلاً، وكان فيها حوالي /350/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، وعاد إليها /10 عوائل = 35 نسمة/ فقط بعد ستة أشهر من النزوح والبقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي /80 عائلة = 450 نسمة/ من مستقدمي ريفي حمص وحلب فيها.
أثناء العدوان على القرية تم تدمير /3/ منازل بشكلٍ جزئي، واستشهد الطفل “خليل حسين بكر /10/ سنوات” والشاب “جلال صالح” أب لطفلين بتاريخ 15/2/2018م نتيجة القصف. وتتخذ ميليشيات “فيلق الشام” من منزلي “وليد طوبال، الحلاق أمير” مقرّين عسكريين.
لدى السماح لبعض الأهالي بالعودة بعد ستة أشهر من الاحتلال، وجدوا قريتهم منهوبةً بالكامل من قبل الميليشيات والمستقدمين، من تعفيش المنازل، إحداها كانت تضمُّ مكتبةً غنية، وسرقة /2/ سيارة لـ “عائلة صالح” وسيارة لـ “أحمد حسن صالح” و/10/ دراجات نارية وعددٍ من الآلات الزراعية (كلفتور، تريلا، سكة فلاحة…) وكابلات وتجهيزات ثلاث مجموعات توليد كهرباء (أمبيرات) وتجهيزات شبكة انترنت لـ “رشيد حيدر صالح” وكافة كوابل وأعمدة شبكة الكهرباء العامة.
كما استولت الميليشيات على أكثر من /15/ ألف شجرة مثمرة (زيتون وكرز وجوز ولوز…)، منها ألفا شجرة زيتون للأشقاء “محمد و نوري و خليل عثمان صالح” و ألف وخمسمائة شجرة زيتون لـ “محمد علي طوبال”.
وقطعت كافة أشجار الصنوبر في مدخل القرية والأشجار الحراجية الأخرى- بعضها معمّرة- في الجبال المحيطة بالقرية بغية التحطيب وصناعة الفحم، وقلعت /200/ شجرة زيتون على تلةٍ شرقي القرية لـ “حسن صالح من أهالي قرية جلا المجاورة” و “محمد رشك حجي” من “علتانيا”، لجعل الموقع مهبطاً للحوامات. بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان الماشية بين الحقول الزراعية.
واعتقلت سلطات الاحتلال المواطن “مسعود صالح /33/ عاماً” والشابين الشقيقين “هيثم و بشار رمضان طوبال” من أهالي القرية، في نيسان 2018م، ونقلتهم إلى مدينة كلس التركية، لتحكم على كل واحدٍ منهم بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
وقد بقيت جثامين /5/ شهداء من المقاتلين والمدنيين الكُـرد مرميةً في موقعٍ مطلّ على القرية- قرب مفرق قرية “جعنكا” المجاورة ومكشوفة لأكثر من خمسة أشهر، ودون أن يجرأ الأهالي على دفنها.
= قرية “شيخؤتكا- Şêxûtka”:
تتبع لناحية مابتا/معبطلي وتبعد عن مركزها بـ/13كم/، مؤلفة من /180/ منزل، وكان فيها حوالي /1300/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، نزح جميعهم إبان الحرب، وعاد منهم /115 عائلة= 500 نسمة/، والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين /60عائلة = 300 نسمة / من المستقدمين فيها.
تسيطر ميليشيا “جيش النخبة” على القرية وتتخذ من منزلي المواطنين المهجّرين “محمد مصطفى عبد الله، عبد الرحمن حميد” مقرّين عسكريين لها.
قبل عودة الأهالي للقرية تعرّض /35/ منزلاً لسرقة كامل أثاثها من قبل الميليشيا، وسرقت من البقية معظم الأواني النحاسية والمؤن وتجهيزات الطاقة الشمسية، وكذلك محتويات جامع القرية من أواني نحاسية وألواح الطاقة الكهربائية ومجموعة توليد كهربائية خاصة بها، كما سرقت جرارات زراعية وسيارات ﻷهالي القرية، منها “جرار نوع فورسن وسيارة فان (H1) وبيك آب هونداي” ﻷولاد بكر بخورو وسيارة فان لـ”صبري حنان”، وترانس شبكة الكهرباء العامة وكوابل التوتر العالي المغذي للقرية، وكابل الهاتف الأرضي المغذي للقرية بين مفرقي “مابتا و شيخؤتكا”.
واستولت ميليشيا “جيش النخبة” على حوالي /5/ آلاف شجرة زيتون و/10/ هكتارات أراضي زراعية عائدة لمُهجَّرين قسراً، منها لـ “سفر مجيد بخورو وإخوته”، وميليشيات “أحرار الشرقية” استولت على منزل ومحطة وقود العائدتين للمُهجّر “حيدر بكر بخورو” والواقعتين بمفرق القرية – طريق راجو. كما سُرقت لـ “حيدر” آلات معصرة زيتون كاملة كانت خارج القرية.
وتم قطع أشجار الزيتون لبعض السكّان بشكلٍ جائر بغية التحطيب، وهناك رعي جائر لقطعان الماشية العائدة للمسلحين والمستقدمين بين الحقول الزراعية، كما تفرض الميليشيا أتاوى تتراوح ما بين /10%-15%/ على مواسم الزيتون، بالإضافة إلى /150/ ل.س على كل شجرة زيتون، وأحياناً تنكة زيت واحدة على كل عائلة.
وتعرّض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، منها الاختطاف والاعتقال التعسفي والاهانات والابتزاز المادي وسرقة انتاج المواسم الزراعية ومداهمة بعض المنازل، وإجبارهم أحياناً على ارتياد المساجد وحضور ندوات دينية.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ 29/7/2021م، المواطن “حنيف بريمو” من منزله في قرية “كؤرا”- راجو، دون معرفة الجهة التي اعتقلته أو التهمة الموجهة له، ولا يزال مجهول المصير، علماً أنه عضو في المجلس المحلي المشكل من قبل الاحتلال ومسؤول غرفة الزراعة فيه.
– بتاريخ 26/7/2021م، القاصر “ميرفان محمد علي شيخو /14/ عاماً” من أهالي قرية “حاج خليل”- راجو، من قبل شرطة راجو والاستخبارات التركية، بتهمة إضرام النيران في بعض منازل القرية في حزيران 2018م، أي حين كان طفلاً وعمره عشر سنوات ونصف، وأُطلق سراحه في 4/8/2021م. وكذلك الشاب “دوغان ممو بلال” من نفس القرية، بتهمة تصوير تلك المنازل والنيران تلتهما، ولا يزال قيد الاحتجاز.
= انتهاكات متفرقة:
– يوم الجمعة 30/7/2021م، تعرضت محطة مياه قرية “قوتا”- بلبل لسرقة كوابلها وبطارياتها وتجهيزات أخرى، بعد يومٍ واحد من التجهيز، حيث أن ميليشيات “فرقة السلطان مراد” كانت قد وضعت يدها على المحطة وسرقت أجزاءً منها في وقتٍ سابق. كما أن محطة مياه قرية “كيلا”- بلبل تعطلت عدة مرات بسبب السرقات التي طالتها، وهي متوقفة الآن.
– على غرار ميليشيات “فرقة السلطان مراد” أعلنت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” ومتزعمها محمد الجاسم مؤخراً للأهالي في بلدة شيه/شيخ الحديد، أنها بصدد تشكيل لجنة للاستيلاء على كامل أملاك الغائبين واستثمارها وإلغاء الوكالات، بعد إطلاق كلام معسول حول عودتهم، دون تقديم أية ضمانات أو اتخاذ إجراءات كفيلة لعودة آمنة من قبل سلطات الاحتلال.
– في سياق الاستيلاء على أملاك أهالي عفرين الغائبين، نشر مصدر إعلامي محلي صورة عن وثيقة صادرة عن “قوات الشرطة والأمن العام في عفرين” وموجهة إلى “النيابة العامة في عفرين” لإيقاف العمل بالوكالات العامة باسم ثلاثة مواطنين “علي عيسى بن مصطفى تولد جويق 1970، نيروز الكدرو بنت أحمد تولد عفرين 1976، سليمان شعبو بن محمد علي تولد معبطلي 1962” من أهالي عفرين الغائبين، تمهيداً لاستيلاء الميليشيات على أملاكهم.
– في 6/8/2021م، أفاد “الدفاع المدني في عفرين” أن فرقه أخمدت أربعة حرائق أُضرمت في غاباتٍ قرب قرى كفرجنة والقسطل وفي ناحيتي راجو ومعبطلي، فوقعت خسائر في الأشجار.
= صباح الأربعاء 4/8/2021م، هاجمت قوة مسلحة من ميليشيات “هيئة تحرير الشام- النصرة” موقع بالقرب من حاجز قرية الغزاوية المسلح لميليشيات “فيلق الشام” – معبر عفرين مع بلدة دارة عزة- واستولت على محطتين للوقود وفككت مضخاتها، بسبب التنازع على تجارة الوقود، رغم أن العلاقات بين الطرفين مضبوطة بإشراف الاستخبارات التركية.
من الأهمية القصوى أن تتضافر جهود الجميع حول توثيق الانتهاكات والجرائم المرتكبة في ظل الاحتلال التركي، فكتمها لا يفيد الضحايا، بل يجعل المجرمون يتمادون أكثر؛ ندعو من لديه المعلومة أو الخبر إلى التعاون، على طريق إنهاء وجود الاحتلال ومرتزقته.
06/08/2021م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– قرية “علتانيا”- راجو.
– قرية “شيخؤتكا”- مابتا/معبطلي.
– حريق في إحدى غابات عفرين، 6/8/2021م.
yekiti