قريتي “بعرافا و قرقينا” المهجَّرتين، قرية “قلكِه” المنتهكة، بناء مساجد وقرى استيطانية نموجية بـ”أموال إغاثية”، ترسيخ التوطين
تحت اسم “أعمال إغاثية وإنسانية، ونشر الدين الحنيف” تنفذ حكومة العدالة والتنمية التركية أجنداتها في سوريا، وأبرزها محو وجود الكُـرد في سوريا وطمس دورهم، وبشكلٍ أساسي من خلال عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة في منطقة عفرين، أحد أساليبها محاربة تراثها وثقافتها بأنشطة دينية متشددة وكذلك بناء قرى استيطانية نموذجية وترسيخ توطين المستقدمين فيها.
فيما يلي نسرد الحقائق والوقائع التالية:
= قرية بعرافا- Berava:
تابعة لناحية شرّا/شرّان وتبعد عن مركزها بـ/5/كم، وهي مؤلفة من /85/ منزلاً، وكان فيها /100عائلة ≅ 400 نسمة/ سكان كُـرد أصليين وبقي فيها بعد الاحتلال /15/ نسمة فقط من كبار السن، حيث منعت سلطاته حوالي /45 عائلة ≅ 140 نسمة/ من العودة إلى ديارهم رغم وجودهم في مدينة عفرين وفي قرى مجاورة لقريتهم، أما البقية فهُجِّروا قسراً إلى خارج المنطقة، وتم توطين حوالي /45 عائلة ≅ 225 نسمة/ من المستقدمين في القرية.
أثناء العدوان تم تدمير /8/ منازل لـ(الشقيقين محمد و صادق رشيد عيسى، محمد حجي عارف محمد، رمضان سيدو عمر، خالد إبراهيم رشيد، المرحومين الأشقاء تتر و رشيد و حنان محمد محمد) بشكلٍ كامل و /4/ بشكلٍ جزئي، وتم تعفيش معظم المنازل وسرقة محتوياتها من مؤن وأدوات وتجهيزات واسطوانات الغاز وأواني نحاسية و/25/ مجموعة توليد كهربائية وغيرها من قبل ميليشيات “فرقة السلطان مراد” المسيطرة على القرية، التي اتخذت من منزلي المواطنين “عبد الرحمن شيخو، محمد مصطفى” مقرّين عسكريين، وكذلك سرقت /20/ مجموعة ضخ مياه الري وجرار زراعي عائد للمواطن “رمضان سيدو” وكوابل وتجهيزات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، واستولت على أكثر من /70/ منزلاً وحوالي /75%/ من ممتلكات أهالي القرية من أراضي وحقول زيتون وكروم عنب وغيرها، منها ما يقارب /25/ ألف شجرة زيتون، أسماء بعض ماليكها (عائلة مست خليلا – ما يقارب /10/ آلاف شجرة، أبناء منان عمر، أبناء منان عبدو، أبناء سيدو إيبش، أبناء عبدي صفر، محمد مصطفى، لقمان سيدو، فوزي عمر، رمضان إيبو، نصيب إيبو)، وتُفرض على المتبقي من انتاج المواسم إتاوة /10%/ عدا التي تفرضها الحواجز والدوريات. ومن جانب آخر أقدمت الميليشيات على نبش أنقاض المنازل المدمّرة وإخراج الحجارة السليمة وحديد التسليح وسرقته.
وكانت في القرية مدرسة ابتدائية، سُرقت محتوياتها وهي فارغة ومغلقة حالياً. وقد تم اعتقال بعض أبنائها بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
كما تم جرف تل أثري “سري كركيه” يقع شمال شرقي القرية بـ/500/م وحفره بالآليات الثقيلة من قبل ميليشيات المراد وسرقت كنوزه وآثاره صيف 2020م. وفي 9 حزيران 2019م أُضرمت النيران في الطرف الشمالي للقرية لتودي إلى حرق /300/ شجرة زيتون وألف شجيرة عنب ومنزل المرحوم رفعت ياسين.
وقطعت أشجار الأحراش المحيطة بالقرية (70% في كورتيه كريجيه- غربي القرية وعمرها بحدود 30 سنة، 90% في جبل قره خَلو- شرقي القرية) و /100/ شجرة زيتون عائدة للمرحومة زينب كنجو و/100/ لثلاثة من أبنائها. وتم قطع معظم أشجار الزيتون المستولى بشكلٍ جائر بغية التحطيب.
= قرية قرقينا- Qerqîna:
تُجاور قرية “بعرافا”، مؤلفة من /25/ منزلاً، وكان فيها حوالي /100/ نسمة وبقي منهم /11/ نسمة فقط، ثلاثة عوائل في عفرين ممنوعة من العودة إلى القرية، بينما البقية هُجِّروا قسراً إلى خارج المنطقة؛ وتم توطين حوالي /100/ نسمة من المستقدمين فيها؛ نتيجة الحرب تم تدمير منزلي المواطنين (عمر منان رشيد، المرحوم أحمد حسن إبراهيم) بشكلٍ كامل و/3/ منازل بشكلٍ جزئي؛ ومثل “بعرافا” تعرضت القرية لمختلف السرقات، منها جرار زراعي استعاده مالكه بعد دفع إتاوة باهظة؛ علاوةً على استباحة المنازل استولت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” على حوالي /3/ آلاف شجرة زيتون وألفي شجيرة عنب؛ وقد تعرض المواطن “أحمد محمد أحمد” لاعتقال وإخفاءٍ قسري منذ 15/4/2018م لغاية الإفراج عنه في 10/9/2020م، حيث قضى مدة عام في سجن المعصرة- سجو بأعزاز، وستة أشهر في سجن معسكر كفرجنة والبقية في سجن ماراتِه، إضافةً إلى دفع رشاوى وغرامات وصلت إلى حوالي /6/ آلاف دولار. أما المرأة العزباء “زينب إسماعيل محمد /40/ عاماً”، فقد توفيت بتاريخ 24/3/2018م نتيجة انفجار لغمٍ أرضي في منزل شقيقتها، لدى عودتها إليه.
يُذكر أن أهالي القريتين المهجَّرتين لا يزالوا ممنوعين من العودة إليهما، رغم وجود ما تسمى بـ “لجنة رد المظالم”. وكانت بعض العائلات قد عادت للقريتين بعد انتهاء الحرب أواسط آذار، ولكن الميليشيات بعد فرض سيطرتها الفعلية بداية نيسان 2018م طردتهم.
= قرية قلكِه- Qulkê:
تقع جنوب مدينة جنديرس بـ /5/ كم وتتبعها، ومؤلفة من /38/ منزلاً، وكان فيها حوالي /180/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، عاد منهم حوالي /25 عائلة ≅ 75 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /12 عائلة ≅ 60 نسمة/ من المستقدمين فيها، حيث تم الاستيلاء على /12/ منزل؛ وإبان اجتياح القرية سرقت ميليشيات “فيلق الشام” حوالي /50/ رأس غنم عائد للمواطن “بركات خالد كدلو” المهجّر قسراً، وبعض محتويات منازل المواطنين “بركات كدلو، خليل و محمد فاروق كدلو” مع إتلاف القسم الأكبر المتبقي منها.
وقد تعرض أهالي القرية لمختلف الانتهاكات، منها اعتقال المواطن “خالد صبري كدلو” وإخفائه قسراً منذ أيار 2018م، ولا يزال مصيره مجهولاً.
كما أن البعض من الذين تم توطينهم في القرية يتنمرون على أهاليها المتبقين، ويسرحون بقطعان أغناهم ضمن أملاكهم بشكلٍ جائر.
= بناء مساجد وقرى استيطانية نموذجية:
حسب صفحتها على الفيس بوك ووفق معلومات وصلتنا، جمعية الأيادي البيضاء- تركيا التي يديرها المدعو “أحمد حياني”، وأحياناً بالتعاون مع جمعيات أخرى (جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48، جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية- دولة الكويت…الخ)، وفي إطار ما يسمى بـ”مشروع نور الهدى لإعمار المساجد” ضمن حركة دينية نشطة ومتشددة تشهدها عفرين، بنت /9/ مساجد أو قيد البناء في قرى (عتمانا- راجو، “قربِه، تل حمو”- جنديرس، شوربه- مابتا/معبطلي، “قطمه، قسطل كشك، إيكدام، شرّا”- شرّا/شرّان، تل طويل- عفرين) منذ خريف 2020م لغاية ربيع 2021م. وتواصل أعمال بناء قرية استيطانية نموذجية في قطعة أرض عائدة للمواطن “زياد حبيب من أهالي قرية شاديرِه- شيروا، الذي أجبر على بيعها” بموقع “وادي شاديرِه- تاقلكِه”- جنوبي القرية، تحت اسم “مشروع قرية بسمة” بالتعاون مع “الجمعية العالمية للتنمية والتطوير (تنمية)- دولة الكويت” والذي أُطلق في شباط 2021م، حيث المرحلة الأولى مؤلفة من /8 وحدات سكنية = 96 شقة، كل شقة 50م2/ ومسجد ومدرسة ومركز صحي وبنية تحتية كاملة (مياه شرب وكهرباء وشبكة طرق وصرف صحي)، بغية توطين المستقدمين فيها. وقد تحدثنا سابقاً عن ست مشاريع قرى استيطانية أخرى في (جبل “شيخ محمد” شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس، موقع “ليجه- Lêçe” بين قريتي “قرمتلق و جقلا تحتاني”- شيه/شيخ الحديد، موقع قرب المستوصف في بلدة شيه/شيخ الحديد، موقعٍ جبلي قرب قرية “حج حسنا”- جنديرس، موقعٍ قرب قرية “خالتا”- شيروا).
وفي 18 شباط الماضي عقد فريق من الجمعية برئاسة حياني اجتماعاً مع “أورهان نائب والي هاتاي ومنسق منطقة عفرين” و “ايرجان كايباش قائم مقام قوملو ومنسق ناحية جنديرس” وغيرهما، وتناقشوا فيه المشاريع التي تنفذها الجمعية في عفرين من قرى سكنية ومساجد وغيرها وبحثوا آليات التعاون والتنسيق والأمور اللوجستية. وفي 20 شباط وقّع فريق الجمعية مع ايرجان كايباش اتفاقية لبناء قرية مؤلفة من عشر وحدات سكنية= 120 شقة في جنديرس (لم نتمكن بَعد من الحصول على معلومات كافية عنها).
كما أن “جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48” قد بنت وافتتحت “مسجداً ودار القرآن الكريم” بقرية مَشالِه/مشعلة- شرّا في شهر نيسان 2021، وهي بصدد بناء “مسجد ومركز تحفيظ القرآن الكريم” ضمن مشروع “قرية بسمة” جنوبي قرية “شاديرِه”- شيروا ذات الأغلبية الإيزيدية.
ومن المسلمات و”الفرائض” لدى الميليشيات وتلك الجمعيات ألاّ يغيب رفع العلم التركي بمقاسات مختلفة عن افتتاح مشاريعها وإبقائه عالياً وبشكلٍ دائم على مبانيها.
= شراء أراضي وعقارات:
إحدى الركائز الأساسية لعملية التغيير الديمغرافي التي تُطبق في منطقة عفرين منذ احتلالها في الربع الأول من 2018م، هي قطع علاقة سكّانها الأصليين بممتلكاتهم بأي شكلٍ كان (استيلاء، سلب ونهب، توطين، تغيير أوصاف، تحويل إلى مساجد ومرافق عامة، توثيق عقاري جديد دون حضور ما يقارب 80% من المالكين، تشجيع المستقدمين على فتح المشاريع وشراء العقارات والتوطين الدائم… الخ) بإشرافٍ مباشر من الإدارات والاستخبارات التركية، وفي ظل الأوضاع المتردية معظم أهالي عفرين يحجمون عن بيع ممتلكاتهم إلاّ في حالات الحاجة الماسة وفي إطار المعارف، خاصةً وأن نقل ملكية عقارات عفرين لدى دوائر الدولة الرسمية غير ممكنة حالياً؛ ولكن في مدينة جنديرس لوحظ مؤخراً ارتفاعٌ غير متوقع في أسعار العقارات والأراضي، وهناك حركة نشطة لشراء الأراضي بغاية بناء المساكن والمحلات التجارية وتشجيع ومساعدة المستقدمين على التمليك بغية ترسيخ وجودهم، نذكر منها:
– شراء حقل زيتون بحدود /100/ شجرة غربي جنديرس وجنوب طريق حمام عائد للمواطن “صبري جاويش”، بحوالي /20/ ألف دولار، من قبل المتعهد (م.ب) بالتنسيق مع ميليشيات “جيش الشرقية”؛ تم تحويله إلى محاضر للبيع والبناء.
– شراء حقل زيتون /200/ شجرة بمحاذاة الطريق العام قبل مدخل جنديرس الشرقي، عائد لأولاد عدنان آغا من قرية رمادية، بحوالي /200/ ألف دولار من قبل شخص مستقدم من دارة عزة- جبل سمعان بمساعدة المتعهد (م.ب).
– شراء أراضٍ وفيلا عائدة للمغترب كمال أحمد زين علوش، تقع على طريق جنديرس- سيندانكِه، ، بحوالي /170/ ألف دولار، من قبل شخص مستقدم من دارة عزة- جبل سمعان بمساعدة المتعهد (م.ب) وبالتنسيق مع ميليشيات “نور الدين زنكي و أحرار الشام”؛ وتم تحويلها إلى محاضر للبيع والبناء.
– شراء قطعة أرض عائدة لعائلة “كالوف” وتقع مقابل فيلا كمال زين علوش، من قبل شخص مستقدم من قبتان الجبل- جبل سمعان بمساعدة المتعهد (م.ب) وبالتنسيق مع ميليشيات “نور الدين زنكي و أحرار الشام”؛ وتم تحويلها إلى محاضر للبيع والبناء.
– شراء أرض جنوب غربي تل جنديرس وشرقي طريق محمدية، عائدة لعائلة “كبوت” من المكون العربي، من قبل المتعهد (آ، م، إ) بالتنسيق مع ميليشيات “فيلق الشام”؛ وتم تحويله إلى دوَر سكنية للبيع.
يُذكر أن الميليشيات تفرض أتاوات باهظة على عمليات البيع والشراء، وهي التي تسمح بتحويل تلك الأراضي إلى محاضر للبيع والبناء، وإن لم تكن هناك تراخيص ممنوحة من “بلدية المجلس المحلي”.
= متفرقات:
– على خلفية مطالبة المواطن “شعبان نعسان” المقيم في مدينة عفرين باستلام منزله المستولى عليه في قرية “آفراز”- مابتا/معبطلي، لفَّقت ميليشيات “لواء الشمال” تهمة التعدي على نساءٍ من المستقدمين ضد شقيقه “خالد نعسان” وقبيل اختطافه أقدمت على اعتقال /3/ رجالٍ من أقربائه وجيرانه بتاريخ 5/5/2021م وضربهم، وأفرجت عنهم بعد أن سلّم “خالد” نفسه مضطراً، وكذلك اختطفت المواطن “يونس أحمد” المقيم في منزل شقيقة “خالد” وبجواره، وطردت أُسر “خالد” و “والده العجوز وشقيقه المريض عقلياً” و “يونس” من منازلها الثلاثة في القرية، وتم توطين عائلة من المستقدمين في منزل “يونس”؛ وقد أفرجت عن الإثنين في 12/5/2021م بعد أن تعرضا للتعذيب الشديد، دون أن تُسلَّم بَعد المنازل المستولى عليها.
– بتاريخ 12/5/2021، تم الإفراج عن المواطن “وليد حيدر معمو” من أهالي قرية إيسكا، المعتقل منذ أواسط شهر آب 2019م.
– بتاريخ 5/5/2021م، قطعت ميليشيات “أحرار الشرقية” حوالي /150/ شجرة زيتون عائدة للمواطن “حسين عبدو سيدو” من أهالي قرية “برجكِه”- جنديرس من الجذوع، الذي يقع بين قريتي “جقله جومِه و آشكان شرقي”، بعد اعتراض أحد أقارب صاحب الحقل المهجَّر قسراً على رعي قطيع أغنام فيه.
– بتاريخ 11/5/2021م، اندلعت النيران في حقولٍ من الحبوب في مناطق الشهباء- شمال حلب، نتيجة سقوط قذائف صاروخية أطلقتها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته؛ وبتاريخ 12/5/2021م، أضرمت الميليشيات النيران في حقولٍ من الحبوب بمحيط قرية “براد”- جبل ليلون المحتلة.
– حسب “مديرية الدفاع المدني”، فجر الأربعاء 13/5/2021م، انفجرت عبوة ناسفة مزروعة بسيارة في حي “الصناعة –عفرين”، فأدى إلى احتراق السيارة دون وقوع إصابات.
من شأن السياسات التركية العدائية ضد منطقة عفرين وبمشاركة الائتلاف السوري – الإخواني والميليشيات المرتبطة به، خلق صراعات مستدامة بين أبناء البلد الواحد، ولن يدخر الكُـرد جهداً في الوقوف ضدها وإفشالها.
15/05/2021م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– منزل “محمد حجي عارف محمد” المدمَّر في قرية “بعرافا”- شرّا.
– حرائق الطرف الشمالي من قرية “بعرافا”- شرَّا، 9 حزيران 2019م.
– قصف بين قريتي “جّما و بعرافا”- شرّا، 27/2/2018م.
– الشهيدة “زينب إسماعيل محمد”- قرية “قرقينا”- شرَّا.
– /9/ مساجد بنتها “جمعية الأيادي البيضاء” أو هي قيد البناء في قرى عفرين.
– مسجد قرية “مَشالِه”- شرَّا/شرّان- بنته “جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48”.
– مشروع قرية “بسمة” الاستيطانية النموذجية- جنوبي قرية “شاديرِه”- شيروا ذات الأغلبية الإيزدية.
yekiti