عفرين تحت الاحتلال ـ84
إصابة مدنيّين بالرصاص الحي… توطين، خطف وتعذيب، فدى وأتاوى تصل لـ /10/ ملايين ل.س، اعتقالات وقصف
“رزقك وأولادك بلاءٌ عليك”، بهذه الجملة أنهى مسن من أهالي عفرين حديثه المؤلم عن الأحوال السيئة السائدة في المنطقة، إذ يؤكد أن الممتلكات والأبناء- الشباب منهم خاصةً- عرضة للنهب والسرقات والانتهاكات والجرائم والابتزاز لتحصيل الأتاوى والفدى، مما يُشكل عبئاً على المالكين والآباء، في ظل سياساتٍ وممارساتٍ عدائية ممنهجة تَسوقها تركيا والميليشيات المتطرفة الموالية لها ضد الكُـرد في عفرين.
إطلاق الرصاص الحي على مدنيّين
مساء الأثنين 30 آذار، تعرض المواطن “دلكش عمر عربو الملقب بـ دلو، متزوج وله ابنتان” من الكُـرد الإيزديين، لرصاصٍ حي في قرية “باصوفان”- شيروا، أطلقته مجموعة من ميليشيات “فيلق الشام”، بعد أن رفض إخلاء منزله بناءً على أوامرها التي ترمي إلى توطين آخرين بدلاً عن أسرته، حيث أُسعف إلى مشفى “باب الهوى” وأُجريت له عملية جراحية لإخراج رصاصتين من بطنه ومعالجة جراحه، ولا يزال باقٍ في العناية المشددة ووضعه الصحي مستقر.
في 24 آذار، أثناء قيامه بتقليم أشجار زيتون عائدة لأحد أبناء عمه بموافقة متزعم ميليشيا “فرقة الحمزة” في قرية “قده”- راجو مقابل إعطائه نصف كمية الحطب، اعتدت مجموعة مسلحة من ذات الميليشيات على المواطن “محمد معروف إبراهيم” /40/ عاماً من أهالي القرية، وأطلقت عليه الرصاص الحي؛ جاءت بعضها بين رجليه وواحدة مرًّت بملامسة رأسه الذي أصيب بجرحٍ، مما استدعى نقله إلى مشفى لمعالجته، وذلك بعد أن أبدى عدم معرفته بحدود حقل زيتون مجاور عائد لمواطن غائب وكانت تلك المجموعة تقوم بقطع أشجارها.
توطين، خطف وتعذيب، فدى وأتاوى
بلدة شيه/شيخ الحديد- مركز ناحية وتقع غرب مدينة عفرين وهي قريبة من الحدود التركية، وتسيطر عليها ميليشيات “لواء السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو محمد الجاسم (أبو عمشة) المتحدر من ريف حماه الشمالي الشرقي… كان يقطنها حوالي /1200/ عائلة قبل الاحتلال، وعدد سكانها المسجلين في السجلات المدنية حوالي /9500/ نسمة، بينما الآن لم يبقى منهم سوى /3/ آلاف، وتم توطين حوالي /6/ آلاف من المستقدمين فيها؛ حيث أن البلدة تتعرض لأسواء الانتهاكات والجرائم، من قتلٍ مثلما جرى لمواطنها (أحمد شيخو بن محمد الذي استشهد بتاريخ 11/6/2018 نتيجة التعذيب الشديد) واعتقالات تعسفية متواصلة وحالات اختطاف وفرض أتاوى بأشكال ومبالغ لا تحصى واستيلاء على ممتلكات وهدم مئذنة مسجد قديم ومبانٍ عائدة له نتيجة الحفر تحته بحثاً عن الآثار، ومن بينهاً فرض إتاوة شهرية /10-15/ ألف ل.س على كل عائلة كردية، التي لم يتمكن من دفعها بعض المواطنين أمثال (عبد الله محمد أحمد مصطفى، سربست يوسف عمر، إبراهيم سليمان دادو) الذين اختطفتهم ميليشا “أبو عمشة” وأخضعتهم لتعذيب شديد، ونظراً لتدهور صحة “إبراهيم سليمان دادو” أُفرج عنه وأُسعف إلى مشفى في عفرين لمعالجته، ولم تتخذ سلطات الاحتلال أية تحقيقات أو إجراءات بحق الفاعلين، ولايزال مصير الأثنين الآخرين مجهولاً. وبخصوص هدم مئذنة المسجد القديم في البلدة، استجوبت ميليشيا “أبو عمشة” معظم أهالي المنازل المحيطة به وأهانتهم وضربت البعض منهم بحثاً عن الذي قام بتصوير مئذنة المسجد المهدمة. هذا ومن جهةٍ أخرى كلَّفت ميليشيا “أبو عمشة” مخاتير “شيه” بتبليغ الأهالي على إنكار تلك الإتاوة الشهرية المفروضة عليهم، أمام لجنة من (الائتلاف السوري – الإخواني) قد تزور البلدة، في وقتٍ لم ترى فيه تلك اللجنة المزعومة كل تلك الانتهاكات والجرائم المرتكبة بشكل ممنهج في عفرين ونواحيها على مدار عامين من احتلال الجيش التركي ومرتزقته، بل وتتعامى عنها.
وبتاريخ 25 آذار، اختطف المواطن “محمد عثمان حبو” في قرية حسن- راجو من قبل ميليشيا “فرقة الحمزة” واقتادته إلى جهةٍ مجهولة، وأكد مصدر خاص أنه يتعرض لتعذيب شديد، وهو الذي اختطفت ابنته الفتاة العزباء “زليخة” في الأسبوع الأول من العام الحالي ولمدة /28/ يوماً، وكانت قد تعرضت للاعتداء والتعذيب، ولا زالت في حالة مرضية نفسية مزرية.
وفي قرية عمرا- ناحية راجو، تعرض السكان الكُـرد الأصليين لمضايقات وانتهاكات جمة ولا يزال، من اعتقالات تعسفية، بينها الحكم على /4/ من أبنائها بالسجن /12/ عاماً وعلى /7/ آخرين بالسجن المؤبد في محكمة جنايات ولاية “هاتاي” التركية بتهم زائفة، ومعتقلين آخرين مخفين قسراً منذ آذار 2018م، وحالات اعتقال متكررة أخرى، وكذلك استيلاء على ممتلكات وفرض أتاوى ونهب مواسم وتوطين؛ حيث أن ميليشيا “فرقة المنتصر بالله” قد حجزت أربع جرارات زراعية، ونقلت ثلاث منها إلى قرية قوبيه القريبة، عائدة للمواطنين “رمزي نعسان، حنيف محو، علي عزيز محمد، أحمد بلال بن أومر”، إذ تطالب كل واحدٍ منهم بدفع إتاوة /1.5/ مليون ليرة سورية لإعادتها، كما فرضت على أكثر من /100/عائلة كردية متبقية إتاوة ألف ليرة تركية، علاوةً على أن ذوي مختطف في القرية اضطروا على بيع حقل زيتون لدفع فدية /10/ ملايين ليرة سورية لقاء الإفراج عنه وعن جراره، إضافةً إلى أن تلك الميليشيا تتنصت على مكالمات الأهالي التلفونية وأحاديثهم بوقوف عملائها خلف الأبواب والجدران، مما حدا بالأهالي للإحجام عن أي حديث عنها وعن أفعالها.
اعتقالات تعسفية
في 1 آذار 2020، اُعتقلت الفتاة العزباء “شذى خليل مصطفى” من أهالي قرية قوبية ومقيمة في بلدة بعدينا- راجو، من قبل الشرطة والاستخبارات التركية.
وفي قرية آفراز- معبطلي اعتقل المواطنون (سيدو أمين حنان منذ ما يقارب الشهرين، أمين معمو منذ حوالي عشرين يوماً، خالد محمد نعسان منذ حوالي الشهر)، وذلك تنفيذاً لأحكام صدرت بحقهم من محاكم صورية إثر عمليات اعتقال سابقة والإفراج عنهم بكفالة، وأكد مصدر خاص أن “سيدو أمين حنان” محكوم بالسجن تسعة أشهر.
ومنذ أكثر من أسبوع اعتقل خمسة مواطنين من أهالي قرية عين الحجر- معبطلي، من قبل الشرطة والاستخبارات التركية، ولا يزال ثلاثة منهم قيد الاحتجاز وهم (شكري حنان عثمان، عزت عدنان عثمان، محمد صبري شيخو).
وفي 1 نيسان 2020، اعتقل المواطن “مراد أحمد بطال” /40/ عاماً في قرية معملا- راجو، وللمرة الثالثة، بتهمة العمل في صفوف الأسايش سابقاً.
انتهاكات أخرى
ليلة الخميس/الجمعة 3/4/2020، قامت عصابة مسلحة بسرقة ما لا يقل عن ثلاثة أدوات بث شبكات النت في بلدة جلمة، وقبل سبعة أيام سرقت لوحات الطاقة الشمسية الكهربائية من سطحي منزلين في البلدة ذاتها.
وتأكيداً على حالة الفوضى والفلتان أيضاً، عُثر على جثة مقطوعة الرأس مرمية في حي الزيدية بعفرين، وأكدت مصادر معارضة أنها عائدة لشابٍ قاصر من أهالي ريف حلب.
ونشر ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي صور حُفر بعمق حوالي /4/ أمتار، قامت بإحداثها ميليشيا مسلحة بين قبور مقبرة قرية “أبو كعب”- ناحية جنديرس، وذلك بحثاً عن الآثار الثمينة.
استمرار القصف
ومن جانبٍ آخر، خلال الأسبوع الفائت، ورغم انشغال العالم بمكافحة فيروس “كورونا” ومناشدات أنطونيو غوتيريش وغير بيدرسون لوقف إطلاق النار في جميع الأراض السورية، استمر الجيش التركي ومرتزقته في قصف بعض قرى وبلدات شيروا والشهباء- شمال حلب (سوغانك، آقئُبيه، الزيارة، كفرأنطون، شوارغة، إرشادية، احرص وغيرها)، المكتظة بمُهجَّري عفرين قسراً، وأوقع فيها أضراراً مادية، وأصاب جهود مكافحة “كورونا” بالإبطاء والتوقف أحياناً، حيث في 1 نيسان، أصابت شظايا بعض القذائف مركز طبي في بلدة “احرص” عائد للهلال الأحمر الكردي وأوقعت فيه أضراراً مادية، وبعضها أصابت مبنى مدرسة في البلدة تأوي مهجَّرين من عفرين.
نعود ونكرر أن بقاء المعتقلين والمختطفين من أبناء عفرين في سجونٍ مقيتة، يُشكل خطراً كبيراً على حياتهم، مخافة إصابتهم بفيروس “كورونا”، وبالتالي خطراً على المجتمعات المحلية، لاسيما وأن الوباء لا يميز بين بني البشر، فلابد من تحركٍ عاجل للضغط على الحكومة التركية، لأجل إطلاق سراحهم اليوم قبل الغد، ووقف إطلاق النار على قرى وبلدات شيروا والشهباء- شمال حلب، وكذلك الحد من الانتهاكات والجرائم، حتى يتمكن أهالي عفرين من تدبير أمورهم الحياتية إلى حدٍ ما في مواجهة تلك الجائحة.
4/4/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
———————
الصور:
– المصاب “دلكش عمر عربو”.
– بلدة “شيه” والمسجد القديم قبل الاحتلال.
– حفرة بعمق 4 أمتار في مقبرة قرية “أبو كعب”.
– مركز الهلال الأحمر الكردي في “احرص”.