انتهاكات وجرائم في قرية “برج عبدالو”، اعتقالات كيفية وتعسفية، مشاريع مستوطنات في “شاديريه و قرمتلق”
لم تُفرق تركيا- العدالة والتنمية ومرتزقتها من ميليشيات الائتلاف السوري- الإخواني بين كرديٍ وآخر، بل تنظر إليه كإرهابي أو انفصالي أو كافر، حتى مؤيدي الائتلاف والبعض ممن كانوا محبين لـ”الجيش الحرّ” ومعارضين للإدارة الذاتية السابقة، تعرضوا للانتهاكات والجرائم، وشهدت قراهم تغييراً ديموغرافياً.
إن الوقائع التالية والتي وثقناها خلال الأسبوع الفائت جرت في مختلف قرى وبلدات عفرين، وهي:
= قرية برج عبدالو- شيروا:
من القرى البديعة على ضفاف نهر عفرين، تعرضت لمختلف صنوف الانتهاكات منذ احتلالها أواسط آذار 2018م، فهي مؤلفة من حوالي /200/ منزل، لم تتمكن حوالي /50/ عائلة من سكانها الأصليين بالعودة إليها، وتم توطين حوالي /75/ عائلة من المستقدمين بدلاً عنهم، إضافةً إلى مخيمٍ شُيِّد بالقرب منها في موقع “تل موس- مغارة دودرِه”- ولديهم قطعان من الغنم، يسرحون بها على هواهم وإن تضررت الممتلكات الزراعية؛ أثناء الاجتياح تم تدمير منزل المواطن “محمد علو” والاستيلاء على منازل المُهجَّرين قسراً، وسرقة معظم محتويات المنازل من مؤن ومفروشات وأواني نحاسية وزيت زيتون وتجهيزات الطاقة الكهربائية وغيرها و/7/ سيارات عائدة للمواطنين (زكريا أوسو، محمد مستو، كمال عزيز، محمد أبو سوار، حسين خالد مماش، زهير عثمان، وآخر لم نتمكن من معرفة اسمه) و /4/ جرارات (3 للمرحوم بحري آغا، زكريا أوسو).
وقد استولت ميليشيات “فرقة الحمزات”، التي لها مقرّ في منزل المرحوم “بحري آغا” ويتزعمها في القرية المدعو “عبدو عثمان- أبو محمود”، إبان غزو القرية، على جميع أملاك الغائبين، والتي تُقدر بحوالي /350/ هكتار أراضي زراعية متنوعة (أشجار زيتون وفاكهة ورمان وغيرها)، منها حوالي /200/ هكتار لأبناء المرحوم بحري آغا، وكذلك سرقت /20/ مجموعة ضخ مياه الري من الآبار مع المضخات.
وخلال الشهر الماضي سَرقت كوابل وأعمدة وتجهيزات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة وكذلك محولة الكهرباء الرئيسية في القرية، ومنذ أسبوع سَرقت أربعة ألواح طاقة كهرضوئية مع بطاريتين ومرش جرار وبطاريته من منزل المواطن “خليل عثمان”.
أما مجموعة ضخ مياه الشرب الخاصة بقريتي “باسوطة و برج عبدالو”، فسُرقت منذ الأيام الأولى للاجتياح، وتم تجهيز واحدة أخرى على حساب أهالي القريتين، فلم يدم تشغيلها طويلاً لتتعطل وتُسرق بعض أجزائها من جديد وتتوقف المحطة عن العمل.
وعدا الاعتقالات المتكررة والتعذيب وفرض الأتاوى والفدى المالية، قامت الميليشيات باقتحام منزل السيد “نظمي سيدو محمد” في القرية ليلة 9/11/2018م، واعتدت على والدته المسنة “عائشة حنان” وقتلتها خنقاً، وسرقت ما بداخل المنزل من مصاغ وأموال. كما اعتدت على المواطن “زكريا أوسو” المتبقي الوحيد من بين أشقائه في القرية، وأخضعته للتعذيب والإهانات بشكل متكرر، فأجبرته مع أسرته على الهجرة القسرية منذ عام، لتستولي على كامل أملاكه وأملاك أشقائه وهي (/4/ منازل، /5/ هكتار أراضي، براد فاكهة وخضروات، جرار وسيارة).
وأقدمت أيضاً على قطع حوالي /4/ آلاف شجرة من الفاكهة والرمان والزيتون، ومعظم الأشجار الحراجية في حرشٍ شمالي القرية كان يحوي حوالي /10/ آلاف شجرة. كما جرفت وحفرت تل برج عبدالو الأثري وسرقت منه الكنوز الدفينة.
ومنذ ثلاث سنوات، تقوم سلطات الاحتلال بتوزيع المساعدات بمختلف أنواعها أسبوعياً على المستقدمين الذين تم توطينهم، دون سكان القرية الأصليين، بل أن “الحمزات” بالتعاون مع لجنة القرية أقدمت على بيع حوالي /800/ كيس سماد، بسعر /22/ دولار للكيس الواحد، دون أن توزعها على المسجلين عليه سابقاً (200 شخص) برسم /7/ ليرة تركية على أساس مساعدة لهم (4 أكياس للفلاح الواحد).
= اعتقالات كيفية تعسفية:
– منذ أسبوع أقدمت “الشرطة العسكرية” على اعتقال المواطن “شيخ أحمد عزت ألو /50/ عاماً” من أهالي قرية “عين الحجر الغربي”- مابتا، بسبب وشاية عليه، وسُرقت منه مبالغ مالية (/٧٠٠/ ألف ليرة سورية، /٦/ آلاف دولار، /٤٥٠٠/ ليرة تركية) ومقتنيات أخرى.
– نتيجة تطويق وحصار بلدة “كاخرة”- مابتا وتعرض أهاليها للتنكيل، بتاريخ 27/1/2021م، واعتقال /16/ من أبنائها وإخضاعهم للتعذيب الشديد، من قبل ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات”، تم نقل بعضهم للعلاج في المشافي بعفرين، كما أُعيد اعتقال الشاب “ريناس حسو” من قبل “الشرطة العسكرية”، بتاريخ 31/1/2021م، رغم وضعه الصحي المزري جراء التعذيب، ولا يزال مجهول المصير. وقد احتج جمعٌ من نساء البلدة بتاريخ 2/2/2021 رداً على تلك الممارسات.
– تعرضت بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، بتاريخ 3/2/2021م، لحملة اعتقالات طالت المواطنين “حسن حسين شير، مراد سيدو خلو، عبد الرحمن محمد حمو مجيد، أحمد حسن أحمد مامد، محمد خليل مراد”، حيث نقلتهم “الشرطة العسكرية” إلى جنديرس لاتخاذ إجراءات عقابية بحقهم.
= انتهاكات متفرقة:
– كان بين شهداء تفجير المنطقة الصناعية بعفرين، يوم السبت 30/1/2021م، المواطن “عبد الرحمن حمدان بن علي /40/ عاماً” ونجله “الطفل علي /12/ عاماً” من المكون العربي- عشيرة العميرات في مدينة عفرين.
– استولت مسلحو “فرقة السلطان مراد” ومتزعمها في بلدة شرّا المدعو “أبو حنيش”، على منزل المسنة “أم عمر /55/ عاماً”، وذلك تحت التهديد بالسلاح.
– في قرية شاديريه- شيروا، تم إجبار المواطن (ز.ح) من أهاليها، على بيع قطعة أرض من أملاكه، تقع خارج القرية باتجاه “دارة عزة”، تحت تهديد السلاح، وذلك لبناء مستوطنة كاملة، تضم عدة مباني سكنية ومستوصف ومدرسة، مقابل منحه شقة سكنية من المشروع.
– بعد قطعها لحوالي /200/ شجرة زيتون معمرة في حقلٍ عائد لعائلة “حيدر” بقرية قرمتلق- شيه/شيخ الحديد، وبالتعاون مع المجلس المحلي في الناحية، تحاول ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” بناء مستوطنة في تلك الأرض، ولدى مراجعة أحد أفراد العائلة للمجلس وتقديم ثبوتيات الملكية، تم تجاهل شكواه ورد طلبه، بحجة “أنه يملك منزلاً في عفرين”، وتم تهديده بالعقاب في حال الاستمرار بطلب ملكية الأرض.
– أقدمت ميليشيات “الفرقة التاسعة” في قرية ماسكا- راجو، على سرقة أخشاب الرصيف الجانبي والعوارض الخشبية للسكة في جسر “هردره/حشاركِه” الشهير- خط قطار الشرق السريع والذي يصل طوله إلى /450/م، حيث يتم تخريب الخط بشكلٍ متعمد.
– تعرض مؤخراً ضريح الشاعر الراحل “عارف خليل شيخو” الذي توفي في 7/4/20212م في قرية “كوسا”- راجو التي تسيطر عليها ميليشيات “فيلق الشام”، للتخريب المتعمد، بسبب وجود كتاباتٍ باللغة الكردية عليه، على غرار مقابر الشهداء وأضرحة مزارات وشخصيات كردية معروفة وقبور أخرى كثيرة في عفرين طالها التدمير والتخريب.
– بتاريخ 4/2/2021م، تعرض المواطن “رشيد أمونة” من أهالي قرية “قوتا”- بلبل للضرب الشديد على يد بعض مسلحي الميليشيات المتواجدة في قرية “بركاش” المجاورة، بحجة أنه تأخر في تأمين الخبز، باعتباره معتمد لبيعه.
إن سلطات الاحتلال في عفرين لا تأخذ التمنيات والترجي والتذلل أمام أبوابها بالاعتبار في تخفيف الانتهاكات على الأقل، بل من الواجب كشفها وفضحها أمام الرأي العام السوري والعالمي، وتبيان السياسات العدائية التي تقف خلفها، مع مواصلة العمل والنضال على كافة المستويات لأجل إنهاء الاحتلال ووجود المرتزقة الإرهابيين.
6/02/2021م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– قرية “برج عبدالو” قبل الاحتلال.
– تل “برج عبدالو” الأثري بعد تجريفه وحفره.
– الشهيد “عبد الرحمن حمدان بن علي”.
– جسر “هردره/حشاركِه”- راجو قبل الاحتلال.
– ضريح الشاعر “عارف خليل شيخو” قبل وبعد الاحتلال.
yekiti