#عفرين_تحت_الاحتلال (118):
القتل العمد، سرقة سكة القطار والآثار، تفجير إرهابي واعتقالات… /65/ مليون دولار خسائر موسم الزيتون
تكبيرات وشعارات “ثورية جهادية” أطلقها أمس الجمعة وسط مدينة عفرين، مسلحون مدججون بالأسلحة، جابوا شوارع المدينة بقافلةٍ من السيارات، في استعراضٍ للقوة، معلنين عن تشكيل ميليشياوي جديد باسم “حركة أحرار سورية”، مدعومٌ من تركيا، ويضم /28/ ألف عنصر، ولا يتبع “الجيش الوطني السوري التابع للائتلاف السوري – الإخواني”، حسب تصريحٍ لأحد متزعميها؛ الأمر الذي يؤكد من جديد ولاء الميليشيات السورية الإرهابية لحكومة العدالة والتنمية التركية واستخباراتها التي تقوم بفكها وتركيبها بأسماء عديدة لأجل إعادة ضبط هيكلياتها وآليات التحكم بها، وفي مسعى إفلاتها من المسؤولية عن الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق المنطقة وأهاليها.
فيما يلي، بعض أوجه ووقائع الظلم والإجرام:
القتل العمد
بعد انتهاء عملية اقتحام واشتباك مجموعة مسلحة مع ميليشيا “فرقة الحمزات” المتمركزة في “جبل الأحلام المطل على بلدة باسوطة” وإصابة آليات لها، فجر الجمعة 27/11/2020م، وبحدود الساعة التاسعة صباحاً، بُعيد وصول فلاحين ورعاة أغنام مدنيين إلى أراضٍ بـ”وادي سماقوكيه” بين قريتي “كيمار و كورزيليه” المحتلتين والقريبة من موقع الاشتباك وتقع على مسافة /2/كم شمالاً من القاعدة التركية المتواجدة في قمة الجبل بالقرب من قرية “كيمار”، تم استهدافهم من قبل الميليشيات بوابلٍ من الرصاص الحي- ينم عن حقدٍ دفين- فاستشهد على إثره الشاب القاصر حمو جنكيز نجار /14/عاماً والمسن عبد الرحمن حسين حمو /75/ عاماً وأصيب المواطن مسعود مجيد حسين /30/ عاماً في ساقه، وهم من أهالي “كيمار”، وقُتلت الدابة التي كان يحرث بها الشاب أرضه، حيث تم تسليم جثماني الشهيدين من قبل الجيش التركي المتواجد في القرية إلى ذويهما. وفي ردة فعل عدوانية واصلت قوات الاحتلال وميليشياته قصفها لغاية المساء على محيط قرية سوغانكه بجبل ليلون– الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري- شرق قرية كيمار التي حُظر التجوال فيها ليلاً. ويُذكر أنه شاهدنا في مقطع فيديو وجود رصاصتي قناص على جثمان المغدور “حمو”، تم إخراجهما من جسده، مما يؤكد على استهداف المصابين عن بُعد بدايةً.
سرقات وآثار
– الجزء الممتد من خط قطار الشرق السريع الاستراتيجي والذي تم تأسيسه عام 1912م، بين مدينة حلب وإعزاز شمالاً (بطول≅ 40كم) قد تعرض للتخريب المتعمد وسرقة سككه الحديدية وعوارضه من قبل جماعات “الجيش السوري الحرّ” أثناء سيطرتها على ريف حلب الشمالي بين أعوام 2012-2016م، بينما بقي معظم جزئه التالي في منطقة عفرين أثناء الإدارة الذاتية السابقة سليماً، ولكن صور ومعلومات جديدة وصلتنا، تؤكد على أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي لها مقرّ في مبنى “صالة سليمان” – طريق راجو، بعد مفرق معبطلي، منذ أكثر من عامين، قد أقدمت على قلع وسرقة جزءٍ كامل من الخط بإشراف الاستخبارات التركية، بدءاً من جوار قرية “عين حجر شرقي” ولغاية جسر “حسن ميشكيه”- كتخ (بطول≅ 3كم)، ونقلت المسروقات بالآليات ليلاً، بعد ضبط الطرقات، حيث أن تلك السكك والعوارض على الأرجح قد نُقلت إلى تركيا على غرار معدات وآلات معامل حلب المسروقة، إذ تتوفر أسواق للبيع والاستفادة منها أو إعادة تصنيعها، وذلك بخطةٍ مبيتة لتدمير البنى التحتية السورية الاستراتيجية.
– وصور جديدة، لموقع “تل زرافكه” الأثري الذي تم تجريفه بحثاً عن الآثار وسرقة كنوزه منذ أكثر من عام من قبل ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، وكذلك لمزار “الشهيد شيخ جمال الدين”- الإسلامي ومقبرته العائدة لمتوفي قرى “كوكان، عين حجر، أومو”، الواقعة على الطريق الترابي (3 كم) بين قريتي “كوكان و جوقيه”، بعد نبشه وتخريبه في شهر أيلول 2019م، من قبل ميليشيا “فرقة الحمزات”.
– داهمت مجموعة مسلحة منذ عشرة أيام منزل المواطن “أسعد سعيد” في قرية “قيلة”- جنديرس، وسرقت منه مبلغاً كبيراً من المال ومصاغ ذهب وأجهزة هواتف ذكية، دون أن تتمكن الأسرة من الشكوى ضد أحد، أو تتجرأ على الكشف عن كمية المال والمصاغ المسروق خوفاً من عاقبة فضح اللصوص.
– أكد مصدر خاص في الناحية، على أن أحد متزعمي ميليشيات “اللواء ١١٢” المدعو أسامة رحال الملقب بـ”أبو حسن أوباما” والمتحدر من قرية معللي بجبل الزاوية- إدلب، قد استولى على ما يقارب /٧/ آلاف شجرة زيتون في محيط قرى “خازانيه، شيتكا، حبو” – ناحية مابته/معبطلي، العائدة لسكان كُـرد مهجرين قسراً إبان احتلال المنطقة، وهو يُشغِّل مواطني القرى الواقعة تحت سيطرة اللواء مع آلياتهم في خدمة الحقول المستولى عليها دون دفع أية أجور، الأمر الذي جعله يجني أموال طائلة، ليُقدم مع شريكٍ له على تركيب معصرة زيتون جديدة، بداية موسم هذا العام، ضمن مبنى قديم- استولى عليه أيضاً في قرية دومليا، عائد للمواطن حبش حبش بطال، كما أجبر بعض أهالي تلك القرى على عصر محصولهم في معصرته.
فوضى وفلتان
– شهدت مدينة عفرين، يوم الثلاثاء 24/11/2020م- الساعة 16:20، عملية تفجير إرهابية، بسيارة شاحنة مفخخة، التي وقعت أمام “فرن جودي” والمقرّ الاقتصادي لميليشيات “الجبهة الشامية” في المنطقة الصناعية، وهي تحمل بصمات تنظيمات متطرفة، فأدت إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بالمحلات والممتلكات والمنازل في محيط الموقع، وكذلك ضحايا /3/ قتلى، و/24/ جرحى- حسب الدفاع المدني، من بينهم (الشهيد محمد عثمان مصطفى /58/عاماً، الجرحى: سمير حنان نجار، عبدو عدنان نجار، عصمت جميل حسو، إدريس عبدو مصطفى) من أهالي قرية قيبار، وأكد لنا شاهد عيان أن التفجير كان مروعاً، ومئات اللصوص قد حضروا للموقع بالدراجات النارية وقاموا بسرقة ما تسنى لهم من محتويات المحلات ومن جيوب الضحايا القتلى والجرحى من نقود وأجهزة هواتف، وميليشيا من الجبهة الشامية في حي الأشرفية قد نهبت منزل المغدور “محمد عثمان مصطفى” واستولت عليه بعد غياب ساكنيه لأجل تشييع جثمانه في القرية.
– ذكرت وسائل إعلام محلية “معارضة” أن المواطنة “عائشة محمد منصور” /25/ عاماً من مستقدمي مدينة الرستن- حمص، قد تعرضت لإطلاق الرصاص الحي داخل سيارة جيب سانتافيه، وتوفيت على الفور، وذلك يوم السبت 21/11/2020م، ضمن حقلٍ للزيتون بين قريتي “قجوما و قوربيه”- جنديرس، من قبل ميليشيا “فرقة الحمزات”.
اعتقالات تعسفية
– اعتقال المواطن “صلاح مصطفى شعبو” من أهالي بلدة مابتا من قبل الشرطة والاستخبارات التركية منذ شهرين تقريباً، وكذلك شقيقه “زهير” بتاريخ 22/11/2020م، حيث تعرضا للتعذيب الشديد، وتم نقلهما إلى سجن ماراتيه- عفرين، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وبانتظار عقوبات جائرة. ويُذكر أن البلدة قد تعرضت لحملة اعتقالات بنفس التهمة الموجهة لمواطنين من سكانها الكُـرد الأصليين، ولايزال ستة منهم (كانوا موظفين وأعضاء في المجلس المحلي) معتقلين في سجن ماراتيه، رغم تعاونهم السابق مع سلطات الاحتلال، وقد تعرضوا للتعذيب الشديد والصعق بالكهرباء في مسعى إلصاق تهمة التواصل مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بهم.
– يوم الأحد 22/11/2020م، أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية” على التحقيق مع خمسة مواطنين كُـرد في قرية “بافلور”- جنديرس، بينهم أربعة نساء، وتركتهم بعد احتجازهم ليومٍ واحد وسلب فدى مالية من ذويهم، بتهمة العمل في “الكومين”- مجلس القرية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وذلك في إطار حملة تحقيقات واعتقالات للمرة الثانية بحق أهالي القرية.
– يوم الإثنين 23/11/2020م، أقدمت الاستخبارات التركية على اعتقال المواطن “هوكر مصطفى علو” /27/ عاماً من أهالي قرية ديكيه- بلبل، من منزله بمدينة عفرين، بعد أيام من الإفراج عن والده “مصطفى كولين علو” الذي اعتقل من قبل الحاجز المسلح في مفرق قرية كوكان- طريق راجو عفرين وسجنه عدة أيام.
موسم الزيتون
شارف موسم الزيتون لعام 2020م في منطقة عفرين على الانتهاء، عكس ما كان معتاداً، والذي كان يبدأ أواسط تشرين الأول لغاية أواخر كانون الثاني في العام التالي، بسبب تهافت الميليشيات وكثيرين ممن تم توطينهم على سرقة منتوج الزيتون منذ بدايات شهر أيلول، واضطرار الأهالي إلى البدء بالقطاف مبكراً وبأعداد زائدة من العمال، عسى أن يجنوا محصولهم ويحموه من النهب والسرقات، فأثر هذا الأمر سلباً على كمية الإنتاج ونسبة الزيت أيضاً، وازداد الهدر. ويُشار إلى أن انتاج موسم هذا العام قد تدنى لأسباب عديدة، منها استيلاء الميليشيات على ملايين أشجار الزيتون وقطع مئات آلاف منها للتحطيب، وكذلك تراجع الخدمة الزراعية المقدمة من الأهالي بسبب الغلاء والنهب الذي يتعرض له محصولهم. إذ يُقدر انتاج هذا العام بحوالي /2/ مليون صفيحة زيت (16 كغ صافي) بأقل /1/ مليون صفيحة عن مواسم رئيسية سابقة- تسبب به احتلال المنطقة، وتُقدر نسبة شراء المركز التركي (مقره معصرة “رفعتية” – جنديرس) منه بـ /80%/ أي حوالي /1600000/ صفيحة (25600 طن زيت) والتي تُنقل إلى تركيا وتُباع في الأسواق الأوربية والأمريكية عبر شبكات عديدة؛ أما نسبة الضياعات في الانتاج (سرقة ثمار الزيتون + أتاوى الميليشيات المسلحة وسلطات الاحتلال + مصادرات الزيتون والزيت + استيلاء على حقول الزيتون…) تصل إلى حوالي /70%/ أي /1400000/ صفيحة زيت، وكذلك تم فرض سعر الشراء بـ /20-30/ دولار من قبل “تعاونيات الائتمان الزراعي التركي” بأقل من السابق بحوالي /15/ دولار وما يقارب سعر الزيت النباتي الرائج في سوريا. وبالتالي تصل خسائر هذا الموسم إلى حوالي /65/ مليون دولار عدا تكاليف الخدمة الزراعية والقطاف وعدا انتاج ملايين من أشجار زيتون برية مثمرة، كان يُستفاد منه، ولم يعد بالإمكان الآن.
انتهاكات أخرى
– في بلدة كفرصفرة، بتاريخ 23/11/2020م، اعتدت ميليشيا “لواء سمرقند” على المواطن “محمد نوري رشو” بالضرب المبرح، وسلبت منه مولدة كهرباء (الأمبيرات) وكبلٍ لها، بسبب رفضه تسليمهما، ومنعت أي شخص من مساعدته أو إسعافه، وهو في حالةٍ صحية متردية. وفي عصر 24/11/2020م، قام مسلحون من اللواء بقطع أشجار صنوبر كبيرة ضمن منزل المواطن “خليل حاج عبدو بن حنان”، دون أن يتمكن من منعهم، عدا الإهانات والتهديدات التي تلقاها.
– بسبب خلاف على كميات زيت الزيتون التي ينهبها متزعمو ميليشيا “لواء سمرقند” المسيطرة على بلدة كفرصفرة وقرية حسيركيه- جنديرس من انتاج معصرة “عرب” في القرية، بتاريخ 23/11/2020م، أقدمت الميليشا على احتجاز كل من “عبد الله خليل مراد” من كفرصفرة والأشقاء “عبود و خليل و مصطفى عرب” – أصحاب المعصرة وتعذيبهم تعذيباً شديداً، رغم تعاونهم السابق معها، وتركتهم بعد سلب فدى مالية من ذويهم، فوقع “مراد” مريضاً، وتم طرد كامل عائلة “عرب” من قريتها الخاصة والمؤلفة من حوالي /12/ منزلاً واستولت الميليشيا على معصرتها أيضاً، ويُرجح أنه تم تسوية الوضع بين العائلة والميليشيات فيما بعد.
إن حجم الانتهاكات والجرائم الكبير والتي تُرتكب على نطاقٍ واسع ومتواصل، يدل على إصرار حكومة أنقرة في إدامة حالة الفوضى والفلتان بعفرين وبث الفتنة والفساد بين السوريين على نحوٍ ممنهج، ولأجل القضاء على الدور والوجود الكردي في سوريا وإطالة أمد أزمة بلدنا ودون حلٍ سياسي يرضي الجميع.
27/11/2020م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– الشهيدين “حمو جنكيز نجار، عبد الرحمن حسين حمو”.
– خط القطار الحديدي، قبل وبعد الاحتلال.
– تل زرافكه الأثري بعد تجريفه.
– تفجير عفرين في المنطقة الصناعية، 24/11/2020م.