عفرين تحت الاحتلال (95)
تفجير، حرائق في الحقول وقطع أشجار الزيتون، قصف، استيلاء على محطة للري، فرض أتاوى على مواسم القمح والشعير
لم تعد خافية على أحد المطامع التوسعية – العثمانية الجديدة لتركيا، ليس في عفرين و سري كانية/رأس العين و كري سبي/تل أبيض فحسب، وإنما في باقي المناطق والمحافظات السورية والعراقية كالموصل وكركوك والحسكة وحلب حتى تصل بلداناً أخرى أيضاً، وعملية “مخلب النسر” التي يقوم بها الجيش التركي في إقليم كردستان العراق، بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني – التي يتبجح بها ليل نهار، خير دليل على تلك الأطماع، ورد مباشر على حوارات “وحدة الصف الكردي” الجارية حالياً؛ والتصريحات المتكررة للرئيس رجب طيب أردوغان وأعضاء كابينته الحكومية، تُعد تعبيرات صارخة عن تلك السياسات التوسعية؛ كما أن الصمت الدولي إزاء أعمال تركيا العدائية اتجاه شعوب المنطقة – خاصة في عفرين- لدليل واضح على تخاذل المجتمع الدولي وخاصة أمريكا وروسيا.
وفي إطار السياسات العدائية التي يُطبقها الاحتلال التركي في عفرين استطعنا متابعة و توثيق الانتهاكات التالية:
– تفجير سيارة بيك آب صغيرة على طريق “ماراتيه” في عفرين، يوم السبت الماضي 13 حزيران، ولم نتمكن من معرفة ماهية الإصابات والأضرار.
– أفاد أحد مصادرنا باندلاع نيران بالأراضي الزراعية الواقعة في قرية “ترندة” التابعة لمركز مدينة عفرين، والواقعة بجانب الحرش، والعائدة ملكيتها لأولاد مختار القرية المدعو “كنجو”، أدى إلى حرق قسم من محصول القمح, وبمساعدة الاهالي وبكل ما يملكون من آليات ومعدات بسيطة تمت السيطرة على النيران وإخمادها. ويذكر أن ما تسمى بمديرية الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) لم تتدخل لإطفاء الحريق.
– إضرام نيران منذ ثلاثة أيام في المنطقة الواقعة بين قريتي “براد و برج القاص” – جبل ليلون، وما زالت الحرائق مشتعلة، تأكل الأخضر واليابس، ولا يستطيع أحد الاقتراب منها لإطفائها، نظراً لوجود ألغام مزروعة في المنطقة من قبل الجيش السوري من جهة قرية “برج القاص”، وكذلك من جهة قرية “براد” من قبل الفصائل الجهادية التابعة للاحتلال التركي.
– ميليشيا “أحرار الشرقية” تمنع صاحب حقل زيتون في قرية “قربة” – ناحية جنديرس من حراثة حقله والاعتناء به، فأدى ذلك إلى يبسان أشجاره وتحوله لأرض جرداء. وخوفاً من من عقوبات تفرضها الميليشيا، امتنع صاحب الحقل عن ذكر اسمه.
– قصف الاحتلال التركي ومرتزقته مناطق “تل رفعت و ديرجمال” وقرى أخرى – شمال حلب، بتاريخ 15/6/2020، حيث كان نصيب بلدة “تل رفعت” لوحدها ستة قذائف، مما تسبب في نشر الخوف والهلع بين مُهجَّري عفرين القاطنين فيها.
– قامت ميليشيا “لواء الوقاص” المسيطرة على قرية “هيكجة”- ناحية شيخ الحديد (شيه) بقطع ما يقارب/٦٠٠/ شجرة زيتون العائدة للمواطن “مصطفى محمد دالو” و /٥٠/ شجرة للمواطن “لقمان قازقلي دالو” و /١٠٠/ شجرة للمواطن “محمد سليمان إبراهيم” و/١٥٠/ شجرة للمواطن “وليد سليمان إبراهيم”، منذ حوالي شهر ونصف، بغية تحطيبه وإرساله لتركيا، وذلك حسب مصدر محلي موثوق.
– وفي سياق قطع أشجار الزيتون أفاد موقع “عفرين بوست” أن مستقدمين من بلدة “حيان”- شمال حلب، أقدموا على قطع /٧٠/ شجرة زيتون للمواطن الخمسيني ” معمو محمد محمد” من أهالي قرية “شيخورز”- ناحية بلبل، والمختطف منذ نيسان ٢٠١٨.
– منذ /١/ أيار الفائت قامت الميليشيات بمساعدة أحد المخاتير بالاستيلاء على محطة ضخ مياه الري من سد قرية “كفيريه” السطحي/ نهر عفرين، والتي تروي أراضي ثلاثة قرى (برج عبدالو، غزاوية، شاديريه)، تُقدر مساحتها بحوالي ألف هكتار، وكانت تديرها لجنة أهلية، من القرى الثلاث (شخص عن كل قرية)، وكانت تقوم بجمع كلفة تشغيل المحطة فقط من المستفيدين… بينما الميليشيا طردت اللجنة وفرضت سعر /٥٠/ ألف ليرة سورية عن سقاية واحد هكتار أرض في كل مرّة.
– تم البدء بفرض أتاوى على مواسم القمح والشعير هذا العام في منطقة عفرين بنسبة ١٥% من المحصول، وذلك كما جرى في قرية “جومكة”- عفرين من قبل فصيل “لواء المعتصم”. ويحاول الاحتلال التركي بالاستيلاء على مواسم هذه السنة من خلال إدخال حصادات تركية إلى عفرين، للقيام بعملية الحصاد وشراء المنتوج بالسعر الذي يريده، وهناك أنباء أن سعر /١/كغ من القمح بـ/١،٣/ ليرة تركية والشعير بليرة تركية واحدة.
– منذ احتلال منطقة عفرين، وازدياد الانتهاكات المختلفة من قتل واعتقال وخطف وأحياناً إجبار البعض من الأهالي على تزويج بناتهم من عناصر الميليشيات المسلحة أو المستقدمين، ونتيجة الفقر المدقع للأهالي وخوفهم على مستقبل أولادهم وخاصة البنات منهم، يضطر البعض على تزويج بناتهم وهنَّ قاصرات وممن يكبرهنَّ سناً بكثير؛ وفي ظل الظروف التي أسلفناها سابقاً، مضافاً إليها ظروف التهجير القسري بين أبناء عفرين، كثرت الخلافات العائلية وعدد حالات الطلاق والتي كانت فيما مضى- ما قبل الاحتلال- نادرة جداً.
– إضافة لما سبق من الانتهاكات والضغوطات التي يعاني منها أهالي عفرين المتبقين، فالغلاء المعيشي وخاصة بعض المواد الأساسية بشكل فاحش يزيد الطين بلة، كمثال على ذلك: سعر /١/ أمبير لكل أسبوع /٢/ دولار، مما يضطر البعض إلى فصله والعيش بدون كهرباء. و كذلك ازداد سعر تبديل جرة الغاز الواحدة ليصل إلى/٣٠/ ألف ليرة سورية في بعض الأحيان، مما يجبر البعض وخاصة في القرى إلى استخدام الحطب للطهي. و نتيجة للارتفاع الجنوني لسعر مادة الخبز الأساسية للعيش، اضطر بعض العائلات إلى القيام بإعداد خبز الصاج أو خبز التنور، كمآ كان سابقاً في المنزل.
إن شعبنا الكردي وخاصةً أهالي منطقة عفرين يدركون ويعون تماماً، لما يدور حولهم ويحاك ضدهم، وهم على أمل أن تتحول جهود المتعاطفين من منظمات إنسانية وحقوقية والرأي العام الشعبي مع قضايا الشعوب ومن بينهم شعبنا الكردي، يوماً ما إلى أفعال على الأرض؛ ورغم الضغوطات التي يواجهونها والصعوبات اليومية التي يعانونها وخاصة المتبقين منهم داخل منطقة عفرين، لن تزيدهم إلا إلى المزيد من التشبث بأرض آبائهم وأجدادهم، ولن تثنيهم عن نضالهم الدؤوب حتى إخراج المحتل التركي والمتعاونين معه من المرتزقة من منطقتهم وعودة المُهجرين منهم بشكل آمن وإعادة عفرين إلى كنف الدولة السورية و إدارة سكانها الأصليين، و ذلك إيماناً منهم أنهم أصحاب قضية عادلة.
20/6/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
—————————-
الصور:
– حرائق حقل قمح في قرية “ترندة”- مدينة عفرين.
– حقل زيتون في قرية “قربة”- جنديرس آيل للزوال.
– حقل زيتون تم قطع أشجاره في قري”هيكجة”- ناحية شيخ الحديد “شيه”.