عفرين تحت الاحتلال (85):
اعتقالات تعسفية، تطال أكاديمي وكبار في السن.. حكم جائر على مختل عقلياً، أتاوى واستيلاء، قصف متواصل على شمال حلب

تعمل سلطات الاحتلال التركي في مناطق سيطرتها الفعلية شمال سوريا، وخاصةً في المناطق الكردية منها، على التأسيس لبقاءٍ طويل الأمد، وتغيير بنية المجتمعات المحلية بشكلٍ جذري، حيث تدعم الشرائح والفئات الموالية لها وتدفعها للارتزاق والإجرام على حساب آخرين غير موالين لها، وبالتمييز بين الموالين أنفسهم، وبالتغيير الديمغرافي الممنهج؛ وكذلك تنشر ثقافة عثمانية- دينية متطرفة وعنصرية، وتفرض رموزها على المؤسسات والمباني والساحات وغيرها، آخرها رسم علمٍ تركي بمساحة /600/م2 على سفح جبل “كُر- Gir” المطل على بلدة بلبل.
اعتقالات تعسفية
قرية كفرزيت – عفرين مؤلفة من /150/ منزلاً، وعاد إليها معظم عوائلها الأصليين، بينما تم توطين حوالي /40/ عائلة من المستقدمين فيها، وفي 5 آذار، أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزات” على طرد المواطن “محمد صبحي” من منزله قسراً واعتقلته مدة أربعة أيام، وبعد أن دفع ذويه فدية ألف دولار أطلقت سراحه واستعاد منزله.
ومنذ أوائل آذار الماضي، اُختطف المواطن المسن “شعبان جمعة علي” /66/ عاماً من أهالي قرية كورزيليه، من قبل ميليشيا مسلحة، على خلفية مطالبته بإخلاء منزل له في مدينة عفرين من الذين تم توطينهم فيه واستعادته، إذ تطالب تلك الميليشيا بفدية مالية كبيرة لقاء إطلاق سراحه، ولا يزال مجهول المصير.
وفي عصر الثلاثاء 7 نيسان، اعتقل “الدكتور المهندس المدني فهمي عبدو” من أهالي قرية خربة شرّا، في مدينة عفرين، من قبل ما يسمى بـ (الأمن السياسي) لدى خروجه من مقرّ “غرفة المهندسين”، ولا يزال مجهول المصير.
وفي بلدة بعدينا، بتاريخ 6 نيسان، اُعتقل المواطنون (مصطفى محمد إيبش، أحمد عارف إيبش، محمد خليل شعبان- أطلق سراحه بعد ساعات)، وبتاريخ 9 نيسان اعتقل المواطنون (محمد بيرم علو أطلق سراحه بعد ساعات، عادل خليل سيدو حمتكو، حبش رشيد حبش)، من قبل الشرطة في مركز ناحية راجو بالتعاون مع ميليشيا “لواء 112” في البلدة، حيث أن مصير أولئك الأربعة لا يزال مجهولاً.
وفي بداية الشهر الجاري، ميليشيا “الجبهة الشامية” ألبست تهمة سرقة (3كغ ذهب و 3 آلاف ليرة تركية) من منزل أحد عناصرها إلى المواطن الكردي المسن علي عبدو حيدر الملقب بـ “حيدو” من أهالي مدينة جنديرس، حيث كان يعمل سابقاً سائقاً في بلدية الدولة، والذي نفى التهمة ودحضها، وبعد أسبوع من الاعتقال والتعذيب طُلب من ذويه دفع نصف قيمة المسروقات لقاء إطلاق سراحه، ولا يزال مجهول المصير.
وفي 8 نيسان، استدعت الشرطة المحلية في مركز ناحية بلبل المواطنين (حميد شيخو هورو /80/ عاماً- إمام جامع سابق، رشيد مصطفى إيبو /80/ عاماً- إمام جامع حالي، مصطفى أحمد إبراهيم /82/ عاماً، عبد الرحمن مصطفى علو /35/ عاماً- مدرس، عارف عبد الرحمن هورو /57/ عاماً، سامية زوجة فتحي خليل- مُدرِسة، محمد منان هورو /61/ عاماً) من أهالي بلدة كوتانا، وحوّلتهم لمراجعة إدارتها في عفرين والتي طلبت بدورها منهم /600/ ليرة تركية عن كل واحد.
أحكام جائرة في تركيا
في شهر أيار 2018، ولدى مداهمة بلدة جلمة- جنوب عفرين من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “فيلق الشام” تم اعتقال ثلاثة شبان، وهم:
1- كميران علي خلو /30/ عاماً، بسبب العثور على قرص صلب لفيديو عن “الشهيد كمال حنان” في منزله.
2- جوان محمد عرب /28/ عاماً، بسبب العثور على علم كردي (آلا رنكين) في منزله.
3- عبد القادر مستو /20/ عاماً من أهالي قرية “بعيه”- شيروا، أثناء تواجده في منزل خاله بالبلدة.
وقد تم نقلهم إلى ولاية هاتاي- التركية في حينها، والحكم عليهم بالحبس أربع سنوات وإيداعهم في سجن ييلاداغ بالولاية.
كما أن المحاكم التركية في “كلس” قضت بالسجن ست سنوات على المواطن “محمد خليل معمو” من أهالي قرية عبودان الحدودية- ناحية بلبل، حسب شبكة نشطاء عفرين، وقد أكد لنا مصدر خاص أن “معمو” الملقب بـ “قره محمد” المختل عقلياً إلى حدٍ ما، اعتقل من قبل مرتزقة ميليشيا “جيش النخبة” أثناء اجتياحها للقرية أواخر كانون الثاني 2018م، وعثروا في جيبه على صورة مقاتل كردي، فتعرض للضرب والتعذيب الشديد.
ويُذكر أن الاستخبارات والأمن في تركيا تعتقل أي كردي يُعثر في هاتفه ولو على صورة واحدة لمقاتل أو لراية من الرايات الكردية، ويحكم عليه القضاء بما لا يقل عن أربع سنوات من السجن.
أتاوى واستيلاء
سوق الهال في مدينة عفرين مؤلف من حوالي /73/ محلاً لتجارة الخضار والفاكهة، إذ استولت ميليشيا “اللواء 51 – الجبهة الشامية” على إحداها، وهي تفرض إتاوة شهرية /20/ ألف ل.س على كل محل، كما يستحكم بجلب احتياجات السوق من الخارج عددٌ محدود من التجار المقربين من الميليشيات، ومن جهتها عمدت ميليشيا “أحرار الشرقية” المسيطرة على مركز ناحية راجو وبعص قراها إلى إجبار بائعي الخضار والفاكهة في عموم الناحية على الشراء من مركز خاص افتتحته في راجو، حيث يقوم مندوبان اثنان عنها بجلب ما يلزم من عفرين؛ لكي تستحوذ على تلك التجارة وتجني أكبر قدرٍ من الأرباح. ويُذكر أن نسبة الكُـرد من بائعي الخضار والفاكهة والمواد الغذائية والمنظفات قد انخفضت بشكل كبير بسبب الهجرة والتعديات وتراكم دينوهم على مسلحي الميليشيات وأقربائهم الذين يمتنعون عن دفعها.
وفي إطار الاستيلاء المتواصل على أملاكٍ عامة وخاصة، أقدمت مؤخراً ميليشيا مسلحة على هدم دكاكين وبراكيات وإزالتها في الحيز الواقع بين المنطقة الصناعية شمالاً وسور الفرن الآلي- قرب دوار كاوا في مدينة عفرين- لم نتمكن من معرفة المشروع البديل، واعتقلت من اعترض من أصحابها؛ مثلما استولت ميليشيا “اللواء 51” سابقاً على مبنى مديرية النقل السابقة وعقار القبان الأرضي الذي سُرقت كافة معداته، حيث تم بناء أربع محلات على الشارع الرئيسي في العقار مقابل سوق الهال وبيعها لمقربين منها.
قصف وتفجير
خلال الأيام الثلاثة الماضية واليوم واصل الجيش التركي والميليشيات الموالية له القصف المكثف على بعض قرى وبلدات شيروا والشهباء- شمال حلب، المكتظة بمُهجَّري عفرين، منها (بينيه، آقُئبيه،، دير جمال، شيخ هلال، كفرنايا، سوغانكيه، زيارة، مرعناز، المالكية، كشتعار، تنب، ارشادية، مخيم الشهباء قرب دير جمال، كوندي مزن، مطار منّغ)- غير آبهٍ بتداعيات وباء كورونا وموجباتها- فأدى إلى وقوع أضرار في المنازل والمباني، منها مبنى محطة “كرمين” لمياه الشرب في مدخل بلدة تل رفعت وحرق غرفة العُدَد، وإصابة المواطن “محمد سيدو سيدو” في قرية “آقُئبيه” والمواطن “خالد محمد أوسو” قرب قرية “شيخ هلال” بجروح متفاوتة، حيث أن موظفي محطة المياه كانوا في خطر داهم، إذ أخليت المحطة وتوقفت عن العمل، مما ينذر بمخاطر أخرى على السكان بسبب شح المياه في بلدتي تل رفعت وديرجمال وما حولهما. وأكد مصدر محلي أن قذائف سقطت على حاجز للجيش السوري في مدخل بلدة “بينيه” فاستشهد جندي وأصيب اثنان بجروح.
ومن جهةٍ أخرى، في 7 نيسان، سقطت عدة قذائف في حي الزيدية بعفرين. وفي 8 نيسان، بعبوة ناسفة انفجر خزان وقود ثابت في شارع السرفيس بحي الأشرفية- عفرين، لم نتمكن من معرفة الأضرار الناجمة.
وفي 7 نيسان، سقطت رصاصات على بلدة ميدانكي، كانت قد أُطلقت من جهة بلدة شرّا، فأصابت جدران منازل، ومواطنين (عثمان جبر /20/ عاماً، جميل يزدان جبر /18 عاماً) بجروح، وهناك أنباء عن إصابة مواطنين آخرين.
إن الجور الذي يقع على الكُـرد المتبقين في منطقة عفرين لا يُطاق، إذ يمارس عن سبق إصرار وتصميم، وفق سياسات ممنهجة، تُشرف على تنفيذها الاستخبارات التركية بشكلٍ مباشر، عبر أدواتها العديدة، مما يستدعي صب كل الجهود على تحرير المنطقة من الاحتلال وإنهاء وجود الميليشيات المرتزقة.
11/4/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
———————
الصور:
– العلم التركي على سفح جبل “كُر- Gir”- بلبل.
– الدكتور فهمي عبدو.
– كميران علي خلو .
– جوان محمد عرب.
– محمد خليل معمو بين أيدي ميليشا “جيش النخبة”، المصدر شبكة نشطاء عفرين.

yekiti