عفرين تحت الاحتلال (80):
توطين مكثف في “آشكان شرقي”، تهديم مِئذنة ومحلات جامع “شيه”… تدهور أمني، شيوع حمل السلاح دون الأكراد
في لوحة معاناة أهالي عفرين، ما بين السطور أكثر إيلاماً عما هو مكشوفٌ ومعلن، جورٌ وتنمر ضد من بقي في الداخل، التشرد وفقدان الأرض والديار للمُهجّرين منهم قسراً؛ والأكثر فظاعةً وقوف ابن البلد إلى جانب المحتل التركي وإمعانه في ارتكاب الانتهاكات والجرائم بحقهم، ذاك الذي يُفترض أن تحمي وتبني معه وطناً مشتركاً.
قرية آشكان شرقي- ناحية جنديرس، كان عدد منازلها حوالي الـ /100/ وعدد سكانها قبل الاحتلال التركي حوالي /700/ نسمة، أما الآن وبعد التهجير القسري الذي تعرضت له عموم منطقة عفرين، بقي من سكانها الأصليين حوالي الـ/100/ نسمة فقط، وبلغ عدد الذين تم توطينهم وأُسكنوا قسراً في منازلهم وفي /200/ خيمة تم تنصيبها داخل القرية وفي الأراضي الزراعية المحيطة بها حوالي /4/ آلاف نسمة، حيث أن الميلشيات التي تسيطر على القرية هي من عناصر “نورالدين الزنكي”، وقد تعرض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات وسلب ونهب الممتلكات، لاسيما أن أحد أبنائها معتقل ومخفي قسراً منذ أكثر من سنة.
منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، ميليشيات “لواء السلطان سليمان شاه- العمشات” تحفر تحت مباني المسجد القديم- القرية التحتانية، الذي يتجاوز عمره الـ /100/ عام ويعتبر مَعْلَماً دينياً، في مركز ناحية شيه (شيخ الحديد)، بعد تغطيتها بالشوادر، بحثاً عن اللقى والكنوز الثمينة، باعتبار أن أرض الجامع والمنازل التي تقع جنوبه تحوي آثار قديمة، مما تسبب الحفر بانهيار مئذنة المسجد وسبع محلات عائدة له، حيث أشرنا إلى تلك الأعمال المشبوهة في تقريرنا (69) بتاريخ 4/1/2020؛ ويُذكر أن الجيش التركي ومرتزقته من ميليشيات ما تسمى بـ (الجيش الوطني السوري والحرّ) قد استهدفت بشكل ممنهج ممتلكات عفرين الثقافية، إذ تعمدوا منذ بدايات عدوانهم على المنطقة تدمير أو حفر ونبش العشرات من المواقع الأثرية التاريخية والمزارات الإسلامية والإيزدية، في الليل والنهار وبالآليات الثقيلة، بغاية إمحاء التراث الثقافي للكُـرد وإضعاف ارتباطهم التاريخي وسرقة اللقى والكنوز الدفينة، بمعرفة الاستخبارات التركية وكبار المسؤولين الأتراك في المنطقة وإشرافهم.
وفي سياق حالة الفوضى والفلتان والتدهور الأمني، والاقتتال والتنازع بين الميليشيات، انفجرت عبوة ناسفة ضمن سيارة بيك آب مركونة في شارع البازار القديم، وسط مدينة عفرين، صباح الأحد 8 آذار، أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح متفاوتة؛ وبعد ظهيرة نفس اليوم، انفجرت دراجة نارية بالقرب من مستودعات التموين، في شارع طريق راجو بالمدينة، بدون إصابة أحد؛ وذكر “الدفاع المدني السوري- الخوذ البيضاء” انفجار عبوة ناسفة داخل سيارة بعفرين أيضاً، صباح الثلاثاء 10 آذار، أدى لإصابة رجل.
وفي نفس السياق، تجارة الأسلحة الفردية رائجة ومباحة في عفرين، فهناك العديد من التجار والأفراد يعملون بها، ضمن محلات في المدينة وفي مراكز النواحي أو بشكلٍ مباشر بين الأفراد، دون أية قيود، حيث أن حمل السلاح مباح لعناصر الميليشيات ولجميع المستقدمين الذين تم توطينهم في المنطقة، فهم يُروعون السكان الأصليين في تعاملاتهم اليومية وتواصلهم معهم، لاسيما بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي والتهديد باستخدام السلاح، إذ أن المظاهر المسلحة بين المدنيين شائعة؛ ودون السماح لأي مواطن كردي من أهالي المنطقة بحمل السلاح، وإن كان هناك ضرورة قصوى، حتى ولو كان بارودة صيد، وإذا مُنح أحدهم ترخيصاً به فلا يجرأ على الحمل تفادياً لتهمة (الانتماء إلى PKK) أو إلباسه جرماً ما أو تشليح السلاح منه بأية حجة.
ومن جهةٍ أخرى، الجيش التركي واصل قصفه المتقطع لبعض قرى وبلدات الشهباء وشيروا- شمال حلب، خلال الأيام الماضية.
ومنذ ما يقارب خمسة أشهر، في مدينة استنبول، اعتقل المواطن المسن “اسماعيل شكري حنان” وابنته الشابة “كردستان” من أهالي بلدة بعدينا، على خلفية اتهامهما بالعلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
وقد وردتنا معلومات أن الميليشيات قامت بقطعٍ جائر للكثير من أشجار الزيتون في سهول قرية جوقيه، يتخوف معظم أصحابها الإبلاغ عنها أو الشكوى ضد المجرمين تجنباً للعقاب، منها /110/ شجرة عائدة للمواطن “جميل أحمد حسين”، و/100/ شجرة عائدة للمرحوم “أحمد منلا محمد”، و/40/ شجرة لأبناء “محرم”، كان قد تم سرقة محصولها أثناء الموسم أيضاً.
إن أهالي عفرين ينتظرون بفارغ الصبر أن يساعدهم محبو الإنسانية والمدافعون عن حقوق الإنسان وأنصار السلم والحرية والمساواة والوطنيون الشرفاء في رفع الحيف والضيم عنهم، اليوم قبل الغد.
14/3/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
———————
الصور: – قرية آشكان شرقي، – مئذنة جامع شيه قبل وبعد الهدم، – موقع تفجير عبوة ناسفة في سيارة بك آب وسط عفرين. ، – حقل أشجار الزيتون تم قطعها بشكلٍ جائر. المصدر: صفحات التواصل الاجتماعي.