#عفرين_تحت_الاحتلال (78):
قصف متواصل على قرى شيروا واستشهاد مدنيين… اعتقالات وأحكام جائرة، توطين واستيلاء على الممتلكات

التكبر والغرور بلغ حده الأقصى لدى حكام أنقرة، إذ يهددون كل من يخالفهم في الموقف والممارسة بخصوص الشأن السوري، ويعاندون على سياساتهم وأجنداتهم وحمايتهم لتيارات وتنظيمات الإسلام السياسي، وإن كانت مدرجة على قوائم الإرهاب العالمي؛ فها هو الجيش التركي يعربد في ساحات إدلب إلى جانب ميليشيات (هيئة تحرير الشام- النصرة سابقاً) وغيرها الإرهابية، ومع مرتزقته من الميليشيات الجهادية المتطرفة المنتشرة في عفرين يواصل الانتهاكات وارتكاب الجرائم بحق المنطقة وأهاليها.
مع التصعيد الذي يشهده ريف إدلب الجنوبي والشرقي وبعض محاور ريف حلب الغربي، كثَّفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته خلال الأسبوع الفائت من قصفها على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، والمكتظة بمُهجًّري عفرين، وقد أكدت مصادر محلية أن القصف يأتي من جهة اعزاز وقرية تللف- عفرين التي فيها قواعد عسكرية تركية؛ وإذ استهدف (تل رفعت، ديرجمال، مرعناز، شوارغة، آقئُبيه، بينيه، سوغانَكيه، كالوته، مطحنة الفيصل، الزيارة، كفرنايا، علقمية، كفر أنطون، حربل، أم حوش، شيخ عيسى، نيربية، طعانة، سموقة، سد الشهباء، تل مضيق، حليصة، الوردية، تل جيجان…)، وأدت إلى وقوع أضرار مادية وضحايا قتلى وجرحى.
ففي مساء الإثنين 24 شباط، نتيجة قصف قرية “كالوته”- شيروا استشهدت المواطنة (أمونة منصور عمر /40/ عاماً) وأُصيب المواطن خليل بكر عمر بجروح بليغة، إضافةً إلى وقوع أضرار مادية في المنازل.
ومساء الثلاثاء 25 شباط، تم قصف منزل في قرية آقئُبيه- شيروا أيضاً يسكنها مُهجَّرون من عفرين، أدى إلى تدمير المنزل وجرح ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة- قرية كورزيليه (عصمت حمو، مفيدة رمزي حسن، الطفل جميل حمو)، ووفاة زوجين وابنتهما تحت الأنقاض، هم (حسن حاج عزت محمد /55/ عاماً من قرية بريمجة- معبطلي، فاطمة أحمد علي /46/ عاماً من بلدة بعدينا، سيروشت حسن محمد /12/ عاماً)، حيث تأخر انتشال الجثامين إلى الصباح بسبب استمرار القصف على القرية.
وقد تم تشييع جثامين الشهداء بمراسم لائقة من قبل مؤسسة عوائل الشهداء- الإدارة الذاتية في مناطق الشهباء وشيروا- شمال حلب ووريت الثرى في مقبرة الشهداء- فافين، بحضور حشدٍ جماهيري، وسط صرخات التنديد بجرائم الاحتلال التركي.
انتهاكات أخرى:
قطع جائر لأكثر من /100/ شجرة زيتون في سهول كتخ عائدة لمواطنين من عائلة جرجي- أهالي بلدة بعدينا، مع إفلات قطعان الغنم بين حقول الزيتون في تلك السهول لتحدث أضراراً بالمزروعات والأشجار، وذلك من قبل عناصر الميليشيات والمستقدمين.
ومنذ أسبوع تقريباً اعتقل الشابان (رشيد رياض فاتي سني، عبدو محمد جرجي) من أهالي بلدة بعدينا، من قبل الشرطة التركية في استنبول، على خلفية اتهامهما بالانتماء إلى أسايش الإدارة الذاتية السابقة. وكان منذ عام قد اعتقل الشاب (نضال أحمد يوسف) من أهالي البلدة في استنبول بتهمة العلاقة مع الإدارة السابقة والحكم عليه بالسجن عشرة أعوام.
وبتاريخ 23 شباط، اعتقل المواطنين (إبراهيم محمد إبراهيم، مصطفى أحمد سليمان) من قرية كوليكا- ناحية معبطلي، لأربعة أيام، اللذين اعتقلا في مرةٍ سابقة، مع اعتقال مواطن آخر بسبب تشابه اسمه لاسم (إبراهيم محمد إبراهيم) ليومٍ واحد.
وفي ناحية بلبل، يستدعي “قاضي النيابة” مواطنين – متهمين سابقاً لديه وأُخلي سبيلهم بكفالاتٍ مالية – بالمثول لـ “المحاكمة” ومواجهة أحكام جائرة بحقهم، كما قام متزعمو ميليشيا “صقور الشمال” في قريتي قزلباش وبيليه بمنع أصحاب الجرارات على حراثة أراضيهم، إلا بعد فلاحة حقولٍ مستولى عليها من قبلهم وتنظيفها من مخلفات قطع وتكسيح أشجار الزيتون وكروم العنب، وبالطبع على نفقة أصحاب الجرارات.
التوطين والاستيلاء:
شديا /25/ منزل و خرابيه سماقيه /30/ منزل و سوركيه /70/ منزل، قرى ريفية وديعة قريبة من الحدود التركية – غرب مركز ناحية راجو، وكان أهاليها يعملون في الزراعة والرعي، وقد عاد معظم سكان “شديا” الأصليين، وحوالي النصف ممن كانوا في “سوركيه”، ولم يعد أحداً ممن كانوا في “خرابيه سماقيه”، حيث تشتت المُهجَّرون منهم قسراً، وتم توطين مئات العوائل من المستقدمين بدلاً عنهم؛ ترافقاً مع الاستيلاء على حوالي نصف أملاك وممتلكات تلك القرى وفي سهول نبع بطمان القريبة منها، وكذلك حرق وقطع مساحات واسعة من أشجار جبال “سارسين” و “كريه” القريبة وآلاف أشجار الزيتون، مع قطع أشجار سنديان رومي معمرة (شجرة حبش كالو على سبيل المثال)، إضافةً إلى تعرض بعض المنازل في تلك القرى ومدرسة “سندرية” للقصف والتدمير أثناء الاجتياح، وتم تحويل مبنى مدرسة “سوركيه” الحديث إلى مقرّ عسكري لميليشيات “الفرقة التاسعة”.
هذا، وتتواصل عمليات التوطين في عفرين مع تزايد أعداد الفارين من أتون المعارك في ريفي إدلب وحلب، ترافقاً مع سياسة تضييق الخناق على من تبقى من الكُـرد- السكان الأصليين، بغية إجبارهم على الرحيل، وبالتالي إحداث تغيير ديموغرافي كبير في المنطقة؛ حيث أُسكن قسراً مئات الآلاف ضمن ممتلكات ومساكن أهالي عفرين، وانتشرت الخيم والتجمعات العشوائية، وتم نصب خيم على أسطح بعض المنازل والبنايات، مثلما جرى في جنديرس وقرية كوران. كما تتقاتل الميليشيات فيما بينها على اقتسام البيوت والأماكن وتأجيرها بأثمان باهظة للمستقدمين، مثلما حصل بين ميليشات “السلطان مراد” و “الشرطة العسكرية” في مركز عفرين وسقوط قتلى وجرحى من عناصرها؛ وفي مقطع فيديو منشور على صفحات التواصل الاجتماعي، يؤكد فيه المدعو “أبو الفهد” المتحدر من الغوطة على ممارسات الميليشيات في الاستيلاء والتنازع على منازل أهالي عفرين وتأجيرها للمستقدمين أو “بيعها كالفروغ” بمبالغ تتراوح بين /1-3/ ألاف دولار، حتى وإن كانت غير مكسية.
ومن جانبٍ آخر دعا الأئمة في عفرين أمس الجمعة، الموالين لتنظيم الإخوان المسلمين وحكومة العدالة والتنمية التركية، إلى أداء صلاة الغائب في المساجد والساحات على (أرواح قتلى الجيش التركي في إدلب) واعتبارهم (شهداء)، مثلما جرى في مناطق الاحتلال التركي (إدلب، اعزاز، الباب، جرابلس، كري سبي/تل أبيض، سري كانيه/رأس العين)، كما نظَّمت بعض الميليشيات الموالية لتركيا “تظاهرات” في عفرين برفع أعلامها وتأييداً للجيش التركي.
إن إنهاء الاحتلال التركي لمناطق عديدة في سوريا ودحر التنظيمات الإرهابية يمهد الطريق أمام أي حلٍ سياسي في سوريا، كما يسمح بعودة مُهجَّري عفرين إلى منطقتهم التي يبقى مكانها الطبيعي تحت السيادة السورية وإدارة أهاليها، ولاسيما إعادة الأوضاع إلى مجراها السلمي الطبيعي وإزالة مخلفات الاحتلال وتبعات التغيير الديموغرافي الممنهج.
29/2/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
—————–
الصور:
– الشهداء (أمونة منصور عامر، حسن حاج عزت محمد، فاطمة أحمد علي، سيروشت حسن محمد).
– سهول نبع بطمان وقرية شديا.
– مخيم في راجو.

 
yekiti