#عفرين تحت الاحتلال (77):
توطين مكثف، ومع عوائل من السكان الأصليين قسراً… اعتقال مسنين، قصف قرى وبلدات نزوح مُهجري عفرين
وجدت سلطات الاحتلال التركي وميليشيات الائتلاف السوري- الإخواني الموالية لها ضالتها في استجلاب مئات الآلاف الفارين من معارك ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الغربي وتوطينهم في عفرين، لتواصل عمليات التغيير الديمغرافي في المنطقة، تحت غطاء “إنقاذ المدنيين وحمايتهم” والتباكي على “معاناتهم”، في وقتٍ تستمر فيه بممارسة الانتهاكات وارتكاب الجرائم بحق أهالي عفرين- سكانها ألأصليين، إذ باتت المنطقة تعجُّ بمن تم توطينهم ضمن ممتلكاتهم ومساكنهم، فلم يَعُد هناك من عمران فارغة، بل وتنتشر الخيم والتجمعات العشوائية في معظم أنحاء عفرين، وتُجبر عوائل كردية في القرى قسراً على إسكان المستقدمين معها، وتُؤجر العقارات المستولى عليها من قبل الميليشيات بأسعار باهظة؛ وما نقله “المجلس الوطني الكردي” عبر تصريحٍ بتاريخ 19/2/2020عن مولود جاويش أوغلو- وزير خارجية تركيا من “دعمهم لكافة مكونات الشعب السوري دون تمييز، وتأييدهم لحقوق الكرد وضمانها دستوريا، ورفضهم لممارسات بعض الفصائل المسلحة وضرورة محاسبة مرتكبيها، ورفضهم لأي تغيير ديمغرافي وضرورة عودة النازحين إلى ديارهم بأمان” سوى أكاذيب وافتراءات لا تنطلي على أحدٍ من أبناء عفرين.
إن هذا التوطين الكثيف في المنطقة يشكل عاملاً إضافياً في تدهور الحياة المعيشية، وكذلك لممارسة المزيد من الانتهاكات وارتكاب الجرائم، منها مواصلة قطع مساحات شاسعة من الغابات والأشجار الحراجية والقطع الجائر لعشرات الآلاف من أشجار الزيتون، بل وإزالة قسمٍ منها بشكل نهائي.
وقد أُجبرت عوائل كردية في قرية “تل سلور”- جنديرس بقوة السلاح على قبول إسكان أكثر من خمس عائلات فارة من إدلب في منازلها.
هذا ويضطر الفارون من إدلب على بيع ما في حوزتهم من زيت الزيتون إلى المركز التركي في جنديرس بأسعارٍ متدنية، كما جلب البعض منهم مسروقاتٍ من ممتلكات أهالي عفرين (آلات وآليات وسيارات…) قد استحوذوا عليها بطريقةٍ ما، حيث أكد لنا مصدر على جلب معدات معمل بيرين ومعصرة زيتون – تعود بالأصل لمواطنين في عفرين- كانت قد سُرقت إبان اجتياح المنطقة.
وفي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس اعتقلت المواطنة “عشون خليل كدرو” من قبل ميليشيا “العاصي- لواء سمرقند” والإفراج عنها بعد يوم مقابل دفع ذويها لفدية مالية.
وفي قرية “ماراتيه” التي لم يبقى فيه غرفةً واحدة داخل منازلها إلا وأُسكن فيها المستقدمين عنوةً، بتاريخ 20 شباط، اعتقلت الشرط العسكرية والاستخبارات التركية المواطنين المسنين (أحمد حيدو /78/ عاماً، خليل أيوبي /77/ عاماً)، اللذين اعتقلا في مرةٍ سابقة بُعيد اجتياح القرية وتم ضربهما في حينها مما أدى لفقدان “أحمد حيدو” لأحد عينيه، ومنذ شهر كان قد اعتقل ثماني مواطنين من القرية، أفرج عن ستٍ منهم وبقي المواطنان (أحمد قليج، روكان مستو) رهن الاعتقال.
وفي ليلة 18 شباط استهدف الجيش التركي ومرتزقته بالمدفعية الثقيلة أكثر من /20/ نقطة مدنية وعسكرية في ريف حلب الشمالي، قرى وبلدات (تل جيجان، سد الشهباء، حليصة، تل مضيق، حربل، أم حوش، المالكية، شوارغة، دير جمال، الزيارة، عقيبة، صوغانة، خريبكة، مخيم العودة) التي يقطن في أغلبها مهجرو منطقة عفرين المحتلة. وبنفس التاريخ سقطت أربع قذائف مدفعية مجهولة المصدر على قرية “علي- جارو”- ناحية بلبل أودت بحياة امرأة وابنتها من مهجري ريفي إدلب وحلب. وتواصل القصف في ليلة 20 شباط على معظم قرى الشهباء وجبل ليلون وبلدتي نبل والزهراء – شمال حلب، مما استدعى استنفار قوات الجيش السوري والرديفة لها، وخلق حالةً من الخوف والقلق في صفوف مهجري عفرين خشية اندلاع حربٍ تُجبرهم على نزوحٍ آخر.
إن أبناء عفرين يُدركون جيداً مدى العداء والحقد الذي تكنُّه حكومة العدالة والتنمية التركية والميليشيات الجهادية المتطرفة نحوهم، كونهم كُـرداً لهم حضورهم التاريخي على أرضهم ودورهم الفعَّال في سوريا، وهم يشهدون يومياً الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم والتغيير الديمغرافي الذي يطالهم، فلا يمثلهم طرفاً يتغاضى عن أفعال الاحتلال التركي ومرتزقته البغيضة.
22/2/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
—————–
الصور:
– خيم للفارين من معارك ريفي إدلب وحلب، ضمن حقل للمواطن مصطفى جمو- قرية آشكان شرقي.
– مهجرو ن من عفرين في قرية حليصة – شمال حلب، يتدفؤون على نارٍ خارج المنازل خوفاً من قصفٍ تركي.