استشهاد مسن كردي تحت التعذيب، قرية “قيبار” تحت الانتهاكات والتوطين، الحكم على أكاديمي بثلاث سنوات سجن
آلاف التقارير- من لجنة الأمم المتحدة المستقلة أيضاً- فضحت الانتهاكات والجرائم المختلفة المرتكبة بحق منطقة عفرين وأهاليها من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الميليشيات التابعة للائتلاف السوري- الإخواني، وبدأت تأتي أُكْلَهَا، لذا هرول وفدٌ من الأخير لزيارة إقليم كردستان بتوجيهٍ من مشغلها الاستخبارات التركية وعبر المجلس الوطني الكردي، لأجل تلميع وجهه ومحاولة التستر على تلك الموبقات أو اعتبارها أعمال فردية وإضفاء نوعٍ من الشرعية على الاحتلال على أقل تقدير؛ ولكن هيهات أن تُخفي المساحيق وجوهاً قبيحة ونفوساً مريضة. إليكم بعض الانتهاكات والجرائم التي وثَّقناها وهي تفند مزاعم مروجي مقولة “عفرين محررة وتعيش في أمان واستقرار”:
= استشهاد مسن تحت التعذيب:
بتاريخ 3 /3/2021م، اعتقل المواطن “شيخموس قاسم بن مصطفى /73/ عاماً – Şêxmûsê Mistî Mêremê” من أهالي قرية كوسا – راجو، المقيم لوحده- أفراد أسرته مُهجَّرين إلى حلب- في بلدة “ميدان أكبس” المجاورة مع اثنين آخرين “سعيد محمد قنبر- محمد خليل حج شيخو” من أهالي البلدة، بالتعاون بين ميليشيات “فيلق الشام” و”الشرطة العسكرية” في مركز ناحية راجو والاستخبارات التركية، بتهمة المشاركة في الحراسة الليلية لدى الإدارة الذاتية السابقة، واقتيدوا إلى مركز الشرطة؛ وصباح اليوم 6/3/2021م تم تبليغ أحد أقربائه في القرية للمثول إلى مشفى عفرين لأجل استلام جثمانه، حيث فقد حياته تحت التعذيب، الأمر الذي تؤكده مرافقة عناصر الشرطة و “فيلق الشام” للجنازة إلى المقبرة بشكل مباشر ودفنهم له بأياديهم دون السماح لأحد من مشاهدة الجثمان أو غسله وتشييعه من منزله. ولا يزال “قنبر و حج شيخو” قيد الاحتجاز لدى الشرطة في راجو.
يُذكر أن “قائد الشرطة العسكرية” في راجو هو “جراح الكماري” المنحدر من ريف دير الزور وهو أحد متزعمي ميليشيات “أحرار الشرقية” والذي تم ترفيعه في شهر كانون الثاني الماضي إلى رتبة “عميد” من قبل حكومة الائتلاف المؤقتة.
كما أن المدعو “أيهم القباع” رئيس الشرطة المدنية في راجو حالياً قد قتل المواطن “محمد حنيف حسين /30/ عاماً” من أهالي قرية بليلكو تحت التعذيب بتاريخ 9/9/2019م، وتم تبرئته لدى محاكم الاحتلال، علاوةً على ترقيته من رتبة نقيب إلى رائد في وقتٍ لاحق.
= قريبة قيبار:
تقع شمال شرق مدينة عفرين، وتبعد عنها بحوالي /3/كم، مؤلفة من حوالي /300/ منزل وكان أكثر من نصف أهاليها إيزيديون، بقي فيها من السكان الأصليين ما يقارب /190/ عائلة- أغلب أفرادها مسنون، بينما تم توطين /90/ عائلة من المستقدمين فيها، وهناك /10/ خيم للمستقدمين غرب القرية ضمن ممتلكات أهاليها؛ إبان احتلال القرية أواسط آذار 2018م سرقت ميليشيات “لواء المعتصم” و “فيلق الرحمن” محتويات معظم المنازل من مؤن وأدوات وتجهيزات كهرضوئية وأواني نحاسية و/10/ جرارات زراعية و /5/ سيارات بك آب و /10/ دراجات نارية وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي، كما استولت على:
– /110/ منازل لمواطنين مُهجَّرين قسراً، وسرقت كافة محتوياتها، منها منزلي المواطنيّن “حمود الموسى، محمد الموسى” من المكون العربي أصبحا مقرّين لـ “لواء المعتصم”، ومنزل المواطن “بطال غزال” مقرَّاً لـ “فيلق الرحمن”، ومنزل المواطن “عبد الرحمن مامو” بيتاً لمتزعم الفيلق المدعو “عبد الناصر شمير” المنحدر من الغوطة الشرقية. وأربعة منازل أخرى بالقرب من مفرق القرية.
– معصرة زيتون عائدة للمواطن “عبد الرحمن مامو”.
– /700/ شجرة زيتون عائدة للمرحوم “حميد منان” رغم تواجد اثنين من أولاده في القرية، بحجة أن حقولها قريبة من مقرّ “فيلق الرحمن”.
– مبنى البلدية مقرَّاً لـ “فيلق الرحمن”.
– ما يقارب /30/ هكتار أراضي زراعية، حيث ميليشيات “لواء المعتصم” تؤجر الهكتار الواحد في كل موسم بـ /200/ دولار، منها /15/ هكتار للمواطن “عبد الرحمن مامو” الذي استولت ميليشيات أخرى على ألفي شجرة زيتون من أملاكه خارج القرية، وقد توفي قهراً في 29/1/2021م بمدينة حلب.
– محطة وقود المواطن “صبري حسو” واستثمارها من قبل الميليشيات، وسرقة كافة تجهيزات ومخزونات معملي البيرين والصابون العائدين له، حيث المنشآت الثلاث تقع ضمن حدود القرية.
– نصف انتاج مواسم /5/ آلاف شجرة زيتون عائدة لمواطنين مُهجَّرين قسراً وموكلين لأقرباء لهم في القرية.
– مواقع المقالع في جبل القرية، وفتح /20/ ورشة لقلع الحجارة وإخراج البقايا والنحاتة، من قبل ميليشيات الفيلق والمعتصم.
– معسكر بجانب القرية تحتله ميليشيات “فيلق الرحمن” وتقيم فيه تدريبات عناصرها.
القرية تعاني من ارتفاع فواتير مياه الشرب وكثرة القمامة ومخلفات المنازل في الشوارع بسبب تأخر نقلها وإهمال المستقدمين، والسكان الأصليون لا يرسلون أبناءهم إلى المدرسة الوحيدة الموجودة لأنها مهملة والتعليم فيها ضعيف.
وكانت الميليشيات قد سرقت مقتنيات مسجد القرية أيضاً والذي تم توسيعه وترميمه فيما بعد، كما جرفت وحفرت تل قيبار الأثري- غربي القرية، مدة ستة أشهر وسرقت منها الكنوز الدفينة.
هذا وتعرض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من اعتقالات وقتل وسرقات وفرض أتاوى وفدى مالية، بإشراف الاستخبارات التركية، إذ قُتل المواطن المسن “عمر ممو شمو” بدم بارد أواخر آذار 2018م وآخرين في حوادث مختلفة، واعتقل المواطنان “سيدو بشار عمريكو، حنان علي شيخو” واخفيا قسراَ منذ ثلاث سنوات ولايزال مصيرهما مجهولاً، واعتقل المواطن “عبدو شوقي بكو” منذ أكثر من أربعة أشهر وهو في سجن ماراته؛ كما يُنظر إلى الإيزيديين منهم باحتقار من قبل الميليشيات كونهم “كفرة”، فلا يتمكنون من ممارسة معتقداتهم الدينية وإحياء مناسباتهم، علاوةً على تخريب ونبش مزاراتهم (شيخ حسين، ملك آدي، چيل خانه) المتواجدة في جنوب شرق القرية، إضافةً إلى تخريب شواهد وأضرحة موتى القرية.
= اعتقالات تعسفية وإخفاء قسري:
– في تأكيدٍ آخر على وجود سجون سرية بإشراف الاستخبارات التركية، وعلى الإخفاء القسري للمئات من أبناء عفرين، أفرجت سلطات الاحتلال من سجن ماراتِه بتاريخ 1-2/3/2021م عن المواطنين:
1 – “محمد شحادة بن أحمد” من المكون العربي بقرية تل سلور- جنديرس، المعتقل والمخفي منذ آذار 2018م.
2 – “عبد المنان منلا محمد بن طاهر /64/ عاماً” ، من أهالي قرية جوقيه، المعتقل والمخفي منذ أيلول 2018م.
3 – “لاوند محمد شيخو /21/ عاماً” من قرية داركير، المعتقل والمخفي منذ أيلول 2018م.
– يوم الإثنين 1/3/2021م، حكمت سلطات الاحتلال على الأكاديمي الدكتور المهندس “محمد فهمي عبدو بن نبي /63/ عاماً” من أهالي قرية خرابة شران الموقوف في سجن ماراتِه والمعتقل منذ 7/4/2020م، بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مالية، بتهمة “نشر الروح العنصرية وإثارة النعرات الطائفية”، بما يشبه تماماً أحكام “قضاء أمن الدولة” سابقاً في دمشق بحق النشطاء والسياسيين الكُـرد، علماً أن “النائب العام في عفرين” كان قد قرر إخلاء سبيله بتاريخ 17/6/2020م ولكن دون أن يُنفذ القرار بتوجيهاتٍ من الاستخبارات التركية، مع الاستمرار في حبسه وتلفيق تهم باطلة ضده.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 2/3/2021، ذكرت وسائل إعلام محلية أن ميليشيات “الجبهة الشامية” اقتحمت منزلاً بالقرب من شارع الفيلات في مدينة عفرين وتسكنه أسرة من المستقدمين، فقُتل شخص وأصيبت زوجته وطفله بجروح، حيث تضاربت الأنباء ما بين أنه منتمي لداعش أو مدني قاوم أثناء مداهمة منزله.
– مساء الأربعاء 4/3/2021م، قصفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بعشرات القذائف قرى بينيه وكشتعار وشوارغة، ومساء الجمعة 6/3/2021م بلدة تل رفعت وأطراف قرية منغ بعدة قذائف، شمال حلب، المأهولة بمُهجَّري عفرين.
– تم الاعتداء مؤخراً بالضرب المبرح على المواطن المسن “علي حسو /70/ عاماً” من أهالي قرية كفرزيت، نتيجة اعتراضه على الرعي الجائر لقطيع من الماشية عائد للمستقدمين ضمن أرضه الزراعية، علاوةً على اقتياده إلى مقرّ عسكري للميليشيات وإهانته أيضاً.
– في إطار السعي لفرض المزيد من الأنشطة السيادية لتركيا، يتم بيع الخبز ومواد أخرى في مدينة عفرين حصراً بالليرة التركية، وكذلك دفع فواتير الخدمات.
إن الحفاوة التي اُستقبل بها وفد الائتلاف برئاسة نصر الحريري في كردستان العراق كانت موضع استهجان لدى معظم الكُـرد السوريين، لأنهم يدركون مدى تماهي ومشاركة الائتلاف و “جيشه الوطني” الميليشياوي مع سياسات وممارسات أنقرة العدائية ضد وجودهم ودورهم في سوريا؛ وإذ جاءت جريمة مقتل المواطن المسن شيخموس قاسم هدية اختتام تلك الزيارة، لُتُزيد من “قلق” مستضيفي الوفد وتُعكِّر صفو مزاجهم.
06/03/2021م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– الشهيد المسن “شيخموس قاسم”.
– متزعم فرع “الشرطة العسكرية” في راجو المدعو “العميد جراح الكماري”.
– مقرّ ميليشيات “فيلق الرحمن” في موقع معسكر قيبار.
– متزعم “فيلق الرحمن” المدعو “عبد الناصر شمير”.
– المرحوم “عبد الرحمن مامو” من أهالي “قيبار” الذي توفي قهراً.
– مقبرة “قيبار”، كسر شواهد وأضرحة قبور الموتى.
– الدكتور المهندس محمد فهمي عبدو.
 
yekiti