#عفرين_تحت_الاحتلال (107):
اعتقالات واسعة في ماباتا وجنديرس، مواصلة الاستيلاء على الأملاك، سرقة تجهيزات لشبكة الهاتف الأرضي

إن التدخل التركي في سوريا يعتبر انتهاكاً جسيماً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة الخاصة باحترام السيادة الوطنية للدول المجاورة، وقد وصفناه “احتلالاً” في منطقة عفرين منذ بداية العدوان عليها في 20 كانون الأول 2018م ولازال.
إن تلاعب السلطات التركية بمشاعر وعقول الكثير من السوريين واستغلالها للدين ولتيارات الإسلام السياسي وتدخلها السافر في الشؤون السورية، لغاياتٍ باتت معروفة للجميع، قد أضرَّ بكل مكونات الشعب السوري، ويُعتبر الائتلاف السوري- الإخواني وحكومته المؤقتة ومسؤوليهما شركاء فعليين مع الاحتلال التركي وعبر مرتزقة ميليشيات ما تسمى بـ “الجيش الوطني السوري” في تحمل المسؤوليات السياسية والقانونية والإدارية عن كافة الأوضاع السائدة في منطقة عفرين وما يمارس فيها من انتهاكات وجرائم ترتكب بحق البشر والشجر والحجر، وعن التغيير الديموغرافي الذي يرتقي إلى مستوى التطهير العرقي بحق الكُـرد- السكان الأصليين، ولا تزال الانتهاكات والجرائم مستمرة حتى هذه اللحظة، وقد رصدنا خلال الأسبوع الفائت البعض منها:
– بتاريخ 9/9/2020م داهمت قوة عسكرية تركية مزودة بمدرعات وبرفقة ما تسمى بالشرطة العسكرية مقرّ المجلس المحلي- المشكل من قبل سلطات الاحتلال- في مدينة جنديرس، واعتقلت رئيسه المدعو “صبحي رزق” الذي استلم مهامه منذ بداية احتلال المنطقة، وعدد من أعضاء المجلس منهم “كمال يوسف- ترميشا، لقمان يوسف- ترميشا، خديجة سري- جنديرس، جميل حمو ونجله دلكش- جوبانا، محمد بكر – قرمتلق، عصام البكرو- ترمانين” لأسباب مجهولة، وبعد فترة وجيزة داهمت نفس القوة منزلي “صبحي رزق” والمدعو “أبو دلو”، واستولت على بعض محتوياتهما.
– في 6/9/2020م، قامت الاستخبارات التركية وبرفقة ما تسمى بالشرطة العسكرية بحملة اعتقالات واسعة في بلدة ماباتا طالت حوالي /20/ مواطناً، بينهم نساء وبعض أعضاء مجلسها المحلي، عُرف منهم “إبراهيم خنجر وابنته ميديا، محمد منان منان، تولين رشيد، مصطفى مامش حميد، جلال حسين قروكي) وقد طال الاعتقال حتى بعض عمال البلدية، وتم فرض غرامة على كل واحد منهم قدرها /600/ ل.ت، على أن يستكمل المبلغ إلى /1000/ ل.ت، بعد تقديمهم لمحاكمةٍ صورية.
إذ قال مواطن كردي من البلدة عن أحوالها في اتصال خاص: “كلنا مشروع شهادة أو اعتقال، مجرد أنك كردي فأنت مستهدف، وأي شخصٍ في أيام الإدارة الذاتية شارك في الحماية الذاتية أو حتى اشترك بأمبيرات كهربائية أو استفاد من مياه الشركة يعتبر الآن مجرماً لدى الميليشيات والاستخبارات التركية، وهناك حالات اغتصاب للنساء ولكن ذويهن لايكشفونها حفاظاً على سمعتهن”.
ويُذكر أن الميليشيا المسيطرة على البلدة هي “الجبهة الشامية” وفيها مركز للجيش والاستخبارات التركية ومركز لما تسمى بـ “الشرطة المدنية”.
– بغية الضغط على السكان الكُـرد المتبقين في عفرين، ودفعهم إلى الهجرة والنزوح، يتم قطع دابر عيشهم ومصادر أرزاقهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قامت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه- العمشات” بالاستيلاء على عددٍ من المحلات وسط بلدة شيه – شيخ الحديد عائدة لأهاليها، وذلك لمصلحة متزعمها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، لأجل افتتاح مركز تجاري فيها بعد ترميمها وتجهيزها، وكذلك تقوم تلك المليشيات بالكشف على منازل المواطنين في الناحية بقصد معرفة عدد القاطنين فيها من السكان الأصليين، ليتم إسكان المستقدمين معهم أو إجبارهم على ترك منازلهم والسكن مع آخرين. وكانت ذات الميليشيات قد حفرت تحت مبنى الجامع القديم في مركز “شيه” بحثاً عن الآثار مما أدى إلى سقوط مئذنته وبعض أجزاء من مبناه.
– قامت الاستخبارات التركية باعتقال المواطن “مصطفى رشيد زلفو” من منزله في بلدة بعدينا- راجو، بتاريخ 5/9/2020م، ولا يزال مجهول المصير.
– استكمالاً لما تقوم به ميليشيا “الحمزات” المسيطرة على قرية “داركير”، من سرقة الممتلكات العامة والخاصة، قامت مؤخراً بسرقة كافة الكوابل الهاتفية “الأرضية والمعلقة” الممتدة بين “ماباتا” و “داركير”، وكذلك قطع كافة الأعمدة الهاتفية الخشبية وعلب التوزيع والبواري المعدنية الخاصة بشبكة الهاتف الثابت.
إن المحاولات المستمرة والمتواصلة لسلطات الاحتلال التركي في كسر إرادة أهالي عفرين الصامدين وثنيهم عن مطالبتها بالانسحاب من المنطقة وعودة المُهجرين قسراً إلى ديارهم، لن تنجح بل ستزيدهم إصراراً على مطالبهم وعلى الدفاع عن عفرين والنضال من أجل إعادتها مع باقي المناطق السورية المحتلة إلى السيادة الوطنية وإدارة أهاليها.
12/9/2020
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي في ماباتا.
– جنديرس إبان العدوان التركي.

– مئذنة ومبنى جامع “شيه” القديم المهدم من قبل ميليشيا “العمشات”.

yekiti