كان سجيناً في زمن صدام حسين، ولم تؤثر عليه ظروف التحقيق والاعتقال ، بقي مرحا، ينشر الابتسامة بين نزلاء المعتقل، واشتهر باسم عزيز الكردي، ولدى عودته من كل جولة تعذيب، يروي النكت التي حدثت معه أثناء التحقيق.
يقول مثلاً عندما عجز المحقق عن سحب اية اعترافات منه، حضر السيد العام نفسه ( الرئيس بالذات) وضربني على بطني فوقعت أرضاً وضرطت ضرطة قوية، لم يتمالك السيد العام نفسه من الضحك ووقع جانبي على الأرض.. ثم قام وقال للمحققين اتركوه ما بيطلع معه غير الضراط….
وظل ينشر الضحكة في المعتقل، وبعد آخر جولة تحقيق معه عاد حزيناً، صامتاً، لا يتفوه بكلمة واحدة، إحتار المعتقلون في أمره وحزنه المفاجئ…. لم يخبر أحدا بسبب ذلك، ومات حزيناً.
دخل سجين آخر مكان عزيز الكردي، روى له السجناء قصة حزنه الغامضة، فسألهم النزيل الجديد عن تاريخ جلسة التحقيق الأخيرة، وعندما أخبروه، بدأ بالبكاء، وأخبر السجناء، بأنّهما كانا سوياً في تلك الجلسة المشؤومة، وعندما نال التعب من الجلاد، وضعنا، أنا وعزيز، وجها لوجه، وطلب منا أن نضرب بعضنا البعض، إلاّ إنه رفض، وقد رجوته كثيراً، أن يضربني، لكنه لم يفعل، وضربوه امامي حتى غاب عن الوعي…