معظم الفعاليات التي قام بها الكرد في اوربا خلال الفترة الماضية ,احتجاجية كانت ام تضامنية , لم تكن مدروسة بشكل جيد , لذلك لم تعطي المردود المأمول منها رغم توفر المناخ ,اعداد المشاركين , شغف المهتمين , قوة الحجة و عدالة القضية .
خلال الايام الاخيرة تكررت حلقات بائسة أخرى وهذه المرة من الداخل المكلوم !.
– العرض الذي اقامه نازحو عفرين في مخيمات الشهباء من اجل فك الحصار عن السيد عبد اوجلان وكذلك المظاهرة التي خرجت في القامشلي من اجل وحدة الصف.
أولاً – كل الاحترام للسروك اوجلان و كل التضامن معه كأقدم سجين سياسي من الضروري رفع الاصوات لفك الحصار عنه و اطلاق سراحه… لكن بالله عليكم هل هذا مطلوب من اناس يعيشون في جحيم ؟
هل هذا مطلوب فقط من أسر و عوائل مشردة , في بقعة منسية, محاصرين من كل الجهات , يشاهدون بيتوهم و قراهم كيف تستباح و حقولهم و أرزاقهم كيف تنهب , يبكون فلذات اكبادهم التي استشهدت و التي تشتت بين مناطق النظام و الاحتلال و المهاجر .. ؟ يموتون في اليوم الواحد الف ميتة قهرا و كمداً , يحتاجون هم أنفسهم إلى التضامن و الإغاثة و حتى الانقاذ .
اليس الاولى ان يتظاهر هؤلاء – أولاً- من اجل العودة الى بيوتهم ..إلى الحياة ؟
ثانياً – مع كل الإحترام للقيادات و الساسة الذين نظموا مسيرة توحيد الصف ,و مع الاقرار بخطورة المرحلة و ضرورة استبدال العقلية و الوسائل التقليدية بأخرى عصرية و لكن… ما هي – بالله غليكم -غاية التظاهرة؟ تطالبون بوحدة الصف مِمّن و مع مَن ؟ أنتم 26 حزباً اذا توحدتم أصبحتم 26 صفاً متناسقاً سيشكل أكبر إطار سياسي ممكن و الآخرين اما سينضمون لاحقا او سيشكلون أطراً موازية و هذا هو الممكن حالياً . ألم يكن من الأجدى بدل التوقيع على اعلان المشاركة في تظاهرة , اعلان مشروح كردي سوري و صياغة مطالب و خطاب يحمل 26 توقيعاً يوزع على القواعد الروسية و الأمريكية و مقرات النظام في المنطقة و حتى على الجيش التركي؟ يتم ارساله و لو من خلال النت الى ايميلات المنظمات و الحكومات …
باختصار :
فعالية الشهباء كانت -برأي- استخفافاً بجرح ابناء عفرين ,ابتزالاً لارادة الكرد السوريين و قضيتهم و قضماً لرصيدهم من المتضامنين و المؤيدين لحقوقهم و الصداقات التي حظيوا بها خلال السنوات الاخيرة كرمى لدم بناتنا و ابنائنا .
أما فعالية الجزيرة فستكون نتائجها عكس غايتها تماماً , سيفهم المتابع بأن المشاركين فيها عبارة عن ارقام ليست الا , تعجز عن تشكيل أي اطار فعال بدون الانكسة و بالتالي فإن المظاهرة ليست سوى دعوة للأخيرة من اجل قبولها بالتحالف مع ال ب ي د , أي شريكا في الادارة , أي ان المظاهرة خدمت الانكسة اكثر من كل المشاركين فيها بدلاً من هدفها المفترض في تشكيل رأي كردي عام يفضح تخندق الأنكسة المخزي إلى جانب الاحتلال الترك-إخواني .
صلاح علمداري