أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها للدخول في سوريا عبر شمالها لمواجهة تنظيم ” داعش” برياً ضمن حلف إقليمي إسلامي بقيادة أمريكية . فقد سبقتها روسيا في الحجة وتدخلت في سوريا عبر غربها وهي الآن تحارب خصوم النظام وفق مفهوم الأخير xalidللإرهاب والمعارضة ,وهذا التدخل أدى إلى تقدم كبير للقوات النظامية في الآونة الأخيرة على حساب انحسار السيطرة للمعارضة في أكثر من موقع ومكان. الحجة المعلنة للسعودية وحلفاءها مشابهة لحجة روسيا في بداية تدخلها العملي والكبير في الشأن السوري والحقيقة مغايرة تماماً. فمثلما تهدف روسيا والنظام إلى إضعاف الخصوم ومن ثم القضاء عليهم أو على الأقل القبول بشروطهم, تماماً سيسير الحلف السعودي ـ التركي على نفس المنوال لصالح المعارضة وأقلها إحداث التوازن بهدف التقاسم للنفوذ في أي حل سياسي مستقبلي. وستجد تركيا هي الأخرى هذا التدخل مظلة مناسبة لها لتحقيق بعض من أهدافها التي طالما استنجدت بالغرب ولم تلق آذاناً صاغية
.
أصبح الإرهاب حجة لكل من لا حجة له للتدخل في شؤون الآخرين لتحقيق مصالحه. فلماذا لم تتدخل هذه الدول المؤيدة للمعارضة منذ 5 سنوات برياً ضد النظام وفيما بعد الإرهاب ؟ لا بل اكتفت بالتمويل والتسليح وتسهيل العبور للمقاتلين . لماذا لم يشكل هذا التحالف عندما كان تنظيم “داعش” في أوج قوته في سوريا والعراق لتدميره برياً؟ لماذا لا يقضي الحلف الروسي والحلف الأميركي على الإرهاب ؟ بل وضعوا نهاية له في المنطقة بعد عقد. تبقى الموافقة النهائية لهذا التدخل بيد أمريكا فهي من الصعب أن توافق حالياً على دخول أكثر من 150 ألف عسكري من جنسيات مختلفة في سوريا وهي تعلم جيداً حساسية الوضع الإقليمي الطائفي والدولي التنافسي وخاصة بعد التدخل الروسي. إن لزم الأمر, ستوافق على أعداد محدودة ولتدخل محدود بهدف الضغط على الخصوم وليس إلا, زائدا إن السعودية لم تفلح بعد في حربها على الحوثيين في اليمن . إدارة الفوضى وتغيير مسرح العمليات ما يزال ساري المفعول في كل الاتجاهات.
yekiti