سلاح الدولة الموازية لا يستطیع كسر إرادة شعب كوردستان في البناء
الدكتور سامان علي
 بالأمس أعلنت مجموعة إرهابية تطلق على نفسها “سرايا أولياء الدم”، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل السلام، مما أسفر، بحسب إعلان الناطق باسم القوات الأمريكية عن مقتل متعاقد مدني أمريكي وجرح ستة آخرين، بضمنهم جندي أمريكي. وهي نفس المجموعة التي طفت على السطح في الأشهر الأخيرة، يربطها المراقبون بكتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران والتي تبنت هجمات سابقة في بغداد وبعض المحافظات، إستهدفت أرتال منسحبة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ماهي الرسالة التي يريدون توجيهها من خلال هذه العملیة اللاإنسانیة؟
الهدف من هذه الهجمات الميليشياوية المدفوعة بعقلیة الثأر والإنتقام هو إذلال الحکومة العراقية وإرسال رسائل سياسية أجنبية بصواريخ الجبن المأجورة ونقل الفوضی والإرهاب الی مدن إقليم كوردستان الآمنة و إلحاق الأضرار بالمواطنين والمدنيين و محاولةنيائسة لزعزعة أمن واستقرار المدينة لإثبات عجز السلطات في بغداد عن حسم ملف السلاح الموازي، علی أساس أن هذه الميليشيات هي من تتحکم في المشهد الأمني العراقي و الكوردستاني، بحيث لن يسلم أحد من صواريخها. لكنهم يجهلون الحقيقة، بأنهم لا يستطيعون تفكيك وحدة الصف الكوردستاني وإفشال طموحاتە في الإستقلال والعيش في الحرية، فشعب كوردستان أثبت للمنطقة والعالم بأنە قادر وحده بالدفاع عن أرضه ومقدساته وحماية الأمن والإستقرار والتعايش السلمي و أن الحكومة الكوردستانية بقواتها الدفاعية والهجومية سوف تستمر مع حلفائها وأصدقائها في الحرب علی الإرهاب أينما وجد، و أنها سوف تقوم بتنظیف المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم من الميليشات الخارجة عن القانون لإنهاء خطرهم بغية إعادة الأمن والإستقرار الی كافة المناطق الكوردستانية.
إن الهجوم علی قوات التحالف الدولي هو بمثابة هجوم علی قوات البيشمرکة والمجتمع الكوردستاني، الذي سوف تستمر مسيرته في النهوض والإصلاح والتقدم ليشارك في صناعة الحضارة القائمة، علی سبيل التطوير والإضافة أما حكومة الإقليم فسوف تقاوم بکل قوة فايروس الإرهاب وجرثومة الطائفية المقيتة والغارقة في السكونية المطلقة والسائرة عکس التاريخ و عکس حركة الزمن.
لقد آن الأوان لشن حملة بلا هوادة علی سلاح الدولة الموازية، الذي لايخيفنا، فنحن تربينا في الخنادق و خرجنا من بين الصخور والجبال وأخذنا الوديان طريقاﹰ للمقاومة، لينعم شعب كوردستان والعراق بالأمن.
إن إقليم كوردستان بالنسبة لنا ليس وطناﹰ نعیش فیه، بل هو وطن يعيش فينا أینما نکون، لە الفضل علینا، نعيش به بكرامة ونشعر به بالأمن و الأمان والتعايش السلمي و هذا الشيء لايعوض وعلی المجتمع الدولي أخذ مخاطر الهجوم الأخير علی أربيل السلام بجدية.
الشعب الكوردستاني بكل أطيافه وتنوعه وأحزابه وتنظيماته وإعلامه لعبوا دوراً مهماً في حفظ أمن الإقليم على مر السنوات السابقة واجتازوا مراحل صعبة ليكون هذا الأمن محل إفتخار حكومة الإقليم وقيادته السياسية الحکيمة قبل أبناء شعبه، بحيث صار هذا الأمن نقطة تحول في استقطاب الاستثمار الأجنبي اليه وأصبح الإقليم منطقة تسعى الدول الى إقامة ممثلياتها الدبلوماسية طمعاً في لعب دور في بناء هذه التجربة الديمقراطية الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
“سرايا أولياء الدم” أو ما يسمی بسلاح الدولة الموازية (parallel state) والذي صاغه المؤرخ الأمريكي (Robert Paxton) هي إفراز طبيعي نتيجة الضعف و الفشل الذي يصيب النظام السياسي الرسمي في العراق، بالإضافة الی الفساد الاداري والاقتصادي والأمني والثقافي والسياسي وضعف الرقابة، هذا السلاح الموازي يدار من قبل مجموعة من الاحزاب والتيارات التي لاتؤمن بالدستور، ومنهم الشخصيات الخارجة عن القانون والمليشيات التي تملك المال والسلاح والرجال وتمتلك القوة والقدرة وتعمل على تحقيق مصالح وأجندات أجنبية، الهدف من نشاطاتهم هو نخر الدولة من الداخل لكي يستفحل سلاحهم فينقض على الجسد الحقيقي ويصادره تماماً.
علینا جميعا ككوردستانيين أن نوحد صفوفنا و نعزز جهودنا بمساعدة الدول الصديقة في المجتمع الدولي و قوات التحالف الدولي لكسر شوكة الإرهاب والخارجين عن القانون و إجهاض جميع المحاولات الرامية للزج بكوردستان في الفوضی العارمة.
ختاماﹰ نقول، هذه الأنظمة المبنية أساساً علی الخطأ والخلل أو إعتقادات و تصورات و قناعات و سياسات إستهدفت الجهود الوطنية لحماية أمن الإقليم وسلامة المواطنين، لکنها إستنفدت نفسها و بالأخير لا تولد سوی المساویء والمخاطر والكوارث. وليعلموا بأن التحدي الأكبر ليس في الهدم بل في البناء.
الدکتور سامان سوراني
yekiti