(رسالة قوية من الناخب الألماني، الرسالة وصلت ونحن فهمناها جيداً). بهذه الجملة بدأ مارتين شولتس رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD كلمته أمام انصار حزبه بعد الهزيمة الفادحة التي تلقاها حزبه مؤخرا.
أنجيلا ميركل رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي CDU قالت : سنستعيد تلك الأصوات مجدداً.
الأول خسر اكثر من ٥٪ من أصواته حيث حصل فقط على ٢٠،٥ بالمئة والثاني اكثر من ٧٪ وحصل على نحو ٣٣٪ منذ عام ٢٠١٣.
هذين الحزبين متحالفين فيما بينهما منذ عام ٢٠٠٩ و السبب في ذلك كان عدم حصول أي منهما على النسبة الكافية لتشكيل الحكومة أو التحالف مع الأحزاب الصغيرة مثل حزب الخضر DIE GRÜNEN والليبرالي الديمقراطي FDP .
لذلك كانوا مجبرين على التحالف فيما بينهما لتشكيل الحكومة وتفادي إعادة الانتخابات .
خسارة الأحزاب الرئيسية تعود لعدة أسباب :
السبب الرئيسي حسب اعتقادي كان فتح الحدود امام اكثر من مليون ومئتي الف لاجئ .
والسبب الثاني التحالف فيما بينهما ، حيث أنّ المفروض وكما العادة في المانيا يكون أحدهما في الحكومة والثاني في المعارضة.
المستفيد الأكبر من خسارة الحزبين هو حزب البديل الألماني AFD الذي تأسس في عام ٢٠١٣ معظم المؤسسين والقادة من الحزب النازي NPD (اليمين المتطرف) استفاد هذا الحزب من سياسة الحكومة والسبب الرئيس كما قلنا سابقاً ازمة اللاجئين والسبب الثاني الدعاية الحزبية في الشوارع من قبيل :
سنعيد المانيا الى أصحابها، ثق بنفسك انت الماني ، سننجب أطفالنا بأنفسنا وما شابه. بهذه الشعارات استطاع ان يحصل على اكثر من ١٢٪ من الأصوات ويدخل البرلمان لأول مرة .
كاولاند المرشح الرئيسي للحزب استطاع ان يجذب الناخب الى طرفه ، قبل أيام وأمام جمهوره قال: اذا كان الفرنسيون فخورين بقيصرهم والانكليز ب نيلسون وتشرشل، فيجب ان نكون فخورين بما أبدى العسكري الألماني من شجاعة في الحربين العالميين بهذه الجملة اعتقد يقصد شيئا ولكن لأسباب قانونية لم يكشف عنها . وآخرها سنصطادكم سنصطادك يا سيدة ميركل.
مارتين شولتس رئيس الاشتراكيين في ألمانيا كان رئيس البرلمان الأوروبي أحضره الحزب من مهمته كرئيس لبرلمان الاتّحاد الأوروبي ليقود الحزب في الانتخابات لأنّه ذو خبرة وانتخب رئيساً للحزب في آذار هذا العام ولكن النتائج تبين عكس ذلك هل سيبقى رئيساً للحزب هذا ما سوف يظهر في الأيام القليلة القادمة .
استفادت الأحزاب الصغيرة أيضا من خسارة الحزبين الرئيسين مثل الحزب الليبرالي الديمقراطي FDP الذي خسر في انتخابات ٢٠١٣ ولم يحصل على ٥٪ وبذلك خرج من البرلمان عاد هذه المرة قوياً بنسبة اكثر من ١٠٪ وحزب الخضر DIE GRÜNEN بنسبة تقريباً ٩٪ وبهذه النتيجة يصبح لدينا للمرة الثانية منذ عام ١٩٤٨ سبعة أحزاب في البرلمان الاتحادي.
الطلب لتشكيل الحكومة فوق طاولة السيدة ميركل رغم خسارة حزبها اكثر من ٧٪ من الأصوات تبقى القوة الأولى في البرلمان . مع من ستتحالف ميركل؟ امامها خيارين: مع حليفها السابق الليبراليين ولأول مرة مع الخضر أم مع الاشتراكي الديمقراطي .
أعتقد أنّ الخيار الأول لأنّ الاشتراكيين وعلى لسان شولتس واوبرمان أكّدوا بأنهم خارج الحكومة وسيسلكون درب المعارضة ومهمة المعارضة لا تقل مسؤولية عن الحكومة وسيقفون أمام حزب البديل .
الرسالة وصلت ونحن فهمناها بشكل جيد قالها شولتس . وميركل تريد استعادة الأصوات المسلوبة منها ، ماذا نفهم من هذا الكلام؟ هل سيكون لها تأثير على حياتنا نحن الأجانب؟