تأسس المجلس الوطني الكردي كضرورة فرضها الواقع السوري والكردي بآن معا وذلك بعد انطلاق الثورة السوريّة حيث كان من الضرورة بمكان تشكيل مظلة تجمع تحتها جميع القوى الكرديّة السوريّة من أحزاب وتنظيمات وتنسيقيّات شبابيّة وشخصيّات مستقلّة وتكون ممثلا حقيقيّا لشعب عانى خلال أربعة عقود ونيّف من سياسات حزب البعث الحاكم في سوريا .

كان حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا أحد الأحزاب المؤسسة للمجلس الوطني الكردي والداعمة له وبما أنّ حزب الوحدة كان قد طرح قبل اندلاع الثورة السوريّة رؤيته حول توحيد الصف الكردي من خلال عقد مؤتمر وطني كوردي وأجرى لقاءات عديدة مع مختلف القوى الكرديّة وطرح مبادرات عمليّة من أجل تشكيل جسم يجمع الجبهة الكردية والتحالف الكردي وعدد من الشخصيّات الوطنيّة الكرديّة بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني لكنه كان يتعثر دوما برفض من قبل بعض الأحزاب الكرديّة ( منها الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ومن خلال شخص السيد عبد الحكيم بشّار وهذه المعلومة نقلها لي المرحوم إسماعيل عمر في إحدى زياراته لي في دمشق وبحضور عدد من رفاق حزب الوحدة ) بمبررات واهية منها على سبيل المثال لا الحصر رفض مشاركة المستقلين في القرار السياسي الكردي والذي كان من أولويات وشروط حزب الوحدة نظرا لأهميّة تلك المشاركة .

لهذه الأسباب بالإضافة إلى أهمية هذا المشروع ( تأسيس المجلس) ودوره في إعادة ثقة الشعب الكردي بحركته الكرديّة عمل حزب الوحدة بكل طاقته من أجل هذا الهدف.

 وبالعودة إلى ماقبل تاريخ التأسيس وحتى الوقت الراهن يمكن إبداء عدة ملاحظات حول موقف حزب الوحدة من حزب الإتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتيّة التي تشكلت فيما بعد من جهة وموقفه من المجلس الوطني الكردي من جهة أخرى وقد حاولت إرفاقها دائما بما يؤكد صحتها لئلا يتهمني البعض بعدم الحياديّة وتوثيقا لبعض المواقف.

1 – في الاجتماع التحضيري الذي سبق المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني والذي حضره ممثلو حزب الإتحاد الديمقراطي رفض حزب الوحدة ما طرحه ممثلو الإتحاد الديمقراطي في أن تكون حصتهم في مقاعد المجلس أكبر من حصّة باقي الأحزاب بحجة وجود مؤسسات عدة تتبع لحزبهم الآمر الذي أغضبهم وجعلهم ينسحبون وهذا يدحض إدعاء المجلس وبعض من يدور في فلكه بوجود علاقة قديمة بين الوحدة وحزب الإتحاد الديمقراطي.

2 – كان حزب الوحدة سبّاقا قبل الثورة بسنوات من أجل توطيد علاقات طيّبة مع عدد من المعارضين العرب السوريين وكان أحد مؤسسي إعلان دمشق وبعد تأسيس المجلس الوطني السوري بعد قيام الثورة السوريّة و تحكّم الإخوان المسلمين بقراراته وعدم تقبلهم لمطالب الكورد وتهربهم ومن ثم صدور عدد من المواقف السلبيّة تجاه حقوق الكورد القومية من قبل الإئتلاف  قام حزب الوحدة بتبيان موقفه الرافض لتوجه المعارضة السوريّة للمجلس الوطني الكوردي وفي أكثر من مناسبة وعندما كان لا يزال ضمن صفوف المجلس وليس كما يدّعي البعض بأنه رد فعل على إستبعاد المجلس له فيما بعد أو تناغما مع مواقف حزب الإتحاد الديمقراطي.

ففي معرض إجابته عن سؤال لمذيع قناة أورينت حول الموقف من الائتلاف أّكّد سكرتير حزب الوحدة السيد محي الدين شيخ آلي على عدم تفاؤله بقبول الائتلاف للورقة الكورديّة وهذا اللقاء تمّ في الوقت الذي كان حزب الوحدة جزءا من المجلس الكردي ولمزيد من التوضيح يمكن العودة إلى هذا اللقاء على الرابط التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=3EYK-5Oxt3c

كما كان لحزب الوحدة ذات الموقف بعد إبعاده عن المجلس وقد عبر عنه سكرتيره وذلك في لقاء أجري معه من قبل راديو صوت أميركا بقسمه الكوردي .

للاستماع يمكن زيارة الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=FilAccuSNrg

 

3 – كانت لدعوة السيّد مسعود البرزاني رئيس إقليم كوردستان للسيد محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة للقاء بسيادته ومن ثم اللقاء بالسيّد جميل بايق القيادي في حزب العمال الكردستاني من أجل تقريب وجهات النظر بين المجلسين والذي تمخّضت عنها اتفاقيّة دهوك وتأسيس الهيئة الكرديّة العليا أثره في شعور بعض أحزاب المجلس بالإنزعاج وعدم الرضى لظنهم أنّهم الوحيدون الذين يجب أن يحظوا باهتمام رئاسة الإقليم كونهم هم من يمثلون نهج ( البرزانيّة ) في كوردستان سوريا  لذلك بدؤوا بالبحث عن طريقة لإبعاد حزب الوحدة من المجلس الوطني الكردي .

يمكن متابعة تقرير فضائية روداو حول الدور الذي لعبه الأستاذ محي الدين شيخ آلي من خلال الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=5TWZHsVHL7E

 

4 – جاءت الفرصة على طبق من ذهب حين عقد المجلس اجتماعا من أجل انتخاب أعضاء من المجلسين الكرديين لشغل مقاعد الهيئة الكرديّة العليا وبقرار مفاجئ وسريع – على غير عادة المجلس الذي كان بطيئا جدا في إتخاذ القرارات بسبب التناقضات الحزبية وحالة الترهل واللامبالاة – أصدر المجلس قراره بفصل ثلاثة أحزاب كورديّة من بينها حزب الوحدة بتهمة تصويتهم لأشخاص محسوبين على مجلس الشعب لغرب كردستان.

حينها أصدرت الهيئة القيادية لحزب الوحدة تصريحا قالت فيه : إنّ الذين صوتوا لغير مرشحيهم هم أناس غيرنا أرادوا من وراء فعلتهم توتير الأجواء بعد صفوها وخلط الأوراق بعد فرزها … أرادوا النيل من العمل المشترك ومن اتفاق دهوك والمرجعية المنشودة كما من دور حزبنا ومصداقيته في العمل المشترك ورؤيته السياسية ، ليرضوا بذلك نزعة الأنا الحزبية وليخدموا بها أجندات لا تريد الخير لشعبنا.

إذا : رفضت قيادة حزب الوحدة هذه التهمة وطلبت من المجلس الوطني التريث وأكّد ممثل حزب الوحدة في المجلس عدم تصويته لصالح الفريق الثاني وطالبت قيادة الحزب المجلس بإبراز أوراق التصويت والاستعانة بخبراء للخطوط إلا أنّ المجلس رفض التحقيق بالأمر فقامت قيادة حزب الوحدة بتشكيل لجنة من الحقوقيين لمتابعة الموضوع مع المجلس لكنّ المجلس رفض المتابعة .

رابط التصريح ومزيد من التوضيح :

http://www.yek-dem.com/?p=1601

 

وقد قامت لجنة المتابعة آنذاك بتوجيه رسالة للمجلس الوطني الكردي جاء فيها :

الأخوة في مكتب الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا المحترمون

تحية احترام وتقدير:

بداية، نعبّر عن أسفنا لما يشهده المجلس الوطني الكردي من حالة انقسام والذي كان نتيجة القرار المتسرع والمجحف بحق ثلاثة أحزاب من مكونات المجلس من بينها حزبنا. وانطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية للحفاظ على وحدة المجلس وصيانته وتفعيله، في هذه المرحلة المفصلية والدقيقة من تاريخ شعبنا، فإننا نطالب أن تضعونا في صورة الأدلة والثبوتيات والقرائن التي على ضوئها اتخذ القرار المذكور إما من خلالكم، أو من خلال لجنة التدقيق المكلفة بمقارنة خطوط المقترعين مع أوراق الاقتراع، ومع لجنة الإشراف على سير انتخابات المتممين للمرجعية خارج الإطارين، أو إحالة هذا الملف برمته إلى اللجنة القانونية للمجلس الوطني الكردي للتحقيق فيه وإفساح المجال أمام لجنة المتابعة والدفاع لحزبنا للتعاون والدفاع عن موقف الحزب بهذا الشأن للوصول إلى الحقيقة دون سواها، ولا نبغي من وراء ذلك سوى إحقاق الحق والحفاظ على وحدة المجلس وتنفيذ بنود اتفاقية دهوك التي باركها شعبنا وكل أصدقائه في كل مكان من المعمورة، والتي تمت بإشراف ورعاية رئيس إقليم كردستان الأخ مسعود البرزاني.

للإطلاع على تصريح لجنة الدفاع والمتابعة بعد توجيه الرسالة وتماطل المجلس في إجراء التحقيق يمكن زيارة الرابط :

http://www.yek-dem.com/?p=1681

 

5 – ترهل المجلس وتباطؤه وعدم قدرته على اتخاذ خطوات عمليّة وضعف أدائه بالإضافة إلى تحكّم بعض قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا به وتأثيرهم على مسؤول ملف كورد سوريا في ديوان رئاسة إقليم كردستان وإخفاقه في مهمته جعله مجلسا غير فعّال وأدى إلى تجميد عمل الهيئة الكردية العليا وكان سببا طبيعيا لانسحاب عدد من الأحزاب الكورديّة والشخصيّات الوطنيّة المستقلة منها والتي اختار قسم منها الانضمام  إلى مجلس الشعب لغرب كردستان أو فيما بعد إلى تف – دم مما جعل المجلس ضعيفا وعاجزا أمام تفرد حزب الإتحاد الديمقراطي بالسلطة في المناطق الكرديّة فبعد أن كان يضم جميع الأحزاب الكورديّة في سوريا أصبح الآن يضم عددا قليلا منها وأهم الأحزاب التي أبعدت عن المجلس أو انسحبت منه هي :

-حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )

-الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – نصرالدين إبراهيم

-الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

-حزب السلام الكردي

– حزب الوفاق الكردي

– حزب اليسار الكردي

– الحزب الديمقراطي الكردي السوري

وقد اصدرت الهيئة القيادية لحزب الوحدة في بداية عام 2015 بيانا إلى الرأي العام بهذا الصدد  .

لمزيد من المعلومات حول موقف الحزب ولقراءة البيان من خلال الرابط :

 

http://www.yek-dem.com/?p=1675

 

6- لأول مرة في تاريخ الحركة الكوردية تقوم أحزاب كورديّة من داخل المجلس بتشجيع فريق صغير من حزب آخر وتقدم له الدعم لشق صفوف حزبه وتعده بضمّه للمجلس بدلا من الحزب الأم الذي تم طرده .

ليس هذا فحسب بل المساهمة فيما بعد في شق صفوف ذلك الفريق الصغير وتحويله إلى حزبين صغيرين وقبول أحدهما والضغط على الآخر لتغيير اسمه حتى يتسنى له الدخول إلى المجلس .

 

7 – حاولت بعض الشخصيّات التابعة لأحزاب المجلس على الترويج لفكرتها السابقة في كون حزب الوحدة تابعا لمحور قنديل بحجة أنّ الوحدة اعترف بالإدارة الذاتيّة القائمة وتقدم بطلبات لترخيص مكاتبه حتى أن بعض الكتّاب أو ممن يدّعون الحيادية ألصقوا تهم الارتزاق بالحزب بحجة أنّ تلك المكاتب تتقاضى أجرا من الإدارة الذاتيّة متناسين أنّ الوحدة لم يقبل منذ تأسيسه المال السياسي من أية جهة كوردستانيّة ليس هذا فحسب بل رفضتها رفضا قاطعا في حين قبلته بقية الأحزاب كما تناسوا أيضا بأنّ المجلس قد وقّع على مشروع الإدارة الذاتيّة كشكل من أشكال إدارة المناطق الكرديّة بعد الفراغ الذي شكله انسحاب مؤسسات النظام من تلك المناطق.

وبهذا الصدد قال سكرتير الوحدة في نفس اللقاء السابق وأيضا حين كان ضمن صفوف المجلس بأنّ المجلسين معا اتفقا على أن مشروع الإدارة الذاتيّة ضرورة حتمية وأن بطئ حركة المجلس من جهة وتسرع وتفرد الاتحاد الديمقراطي من جهة ثانية هي التي أدت إلى توتير العلاقات وأننا كحزب الوحدة لنا انتقادات على مجلس الشعب لغرب كوردستان لكنّ التناقضات يمكن حلها بالحوار وهي ليست تناقضات أساسية بل هي ثانوية ومن الدرجة الثانية والثالثة .

نفس الرابط السابق:

https://www.youtube.com/watch?v=3EYK-5Oxt3c

8 – يمكن تلخيص كل ما سبق بالقول أنّ المجلس الوطني الكردي لم يستطع خلال مسيرته من التخلص من حالة الترهل والبطئ في الحركة وكان يشعر بضعف الشخصيّة مقابل القوى الموجودة داخل الإئتلاف ولم يقدر للآن من بلورة شخصيته الكوردية أو خصوصيته في جميع الاجتماعات والمؤتمرات التي حضرها وفشل أن يكون قوة ضاغطة على التيارات الموجودة في جسم المعارضة والتي رفضت أكثر من مرة في إدراج الحقوق الكورديّة في جدول أعمالها وبشكل مقصود كما أخطأ المجلس حين تسبب في خروج الكثير من القوى من صفوفه والذي أدى إلى إضعافه أكثر وتسبب في خسارة المزيد من الفرص التي لو استغلها لكان في وضع أفضل بكثير مما هو عليه الآن .

yekiti