دون تعليم اللغة لا يستطيع المرء المضي قدما في الحياة العملية

الدكتور محمد زينو

في بدايات وصولنا إلى ألمانيا قبل أكثر من عشرين عاما لم نكن نحصل على إمكانية تعلم اللغة الألمانية ضمن برنامج تعليم اللغة .
كانت عملية التعليم خاضعة إلى نوع من البيروقراطية المعقدة .
كان يحق لمن حصل على الإقامة وفق المادة 16 من قانون الهجرة وهي المادة التي كان الأجنبي يسميها مجازا ” سياسي ” تعليم اللغة لمدة 6 أشهر وهي دورة تعليمية مكثفة .
طبعا و كالعادة كان المهاجر يحاول كثيرا تقليص مدة الدوام لاسابيع كثيرة تارة بحجة المرض و تارة أخرى بحجة مواعيد في إحدى الدوائر الحكومية و وووو .
رغم ذلك استفاد الكثيرون من هذه الدورة في تحديد مستقبله في مجال العمل و المهنة .
كان هناك نوع آخر من الإقامة وفق المادة 51 و هي المسمى مجازا بالانساني . كان يحق لحامل هذا النوع من الإقامة الخضوع لدورة اللغة الألمانية ضمن برنامج تعليم اللغة في المدارس الشعبية و لمدة 3 أشهر.
وهي دورات بسيطة و مملة و غير منتجة و غير ذي فائدة مرجوة .
رغم ذلك دخل الكثيرون مجال العمل من خلال هذه الدورات على علاتها و قصرها .
أما اليوم……
لقد أتاحت الدولة إمكانية تعلم اللغة الألمانية أمام المهاجرين بشكل واسع جدا .
توجد في كل مدينة عدة مدارس
توجد في كل ناحية مدرسة و أكثر
توجد في كل قرية مدرسة.
لا تحدد الدولة مدة التعليم في أغلب الأحيان.
إنها دورات مفتوحة ، باستثناء بعض الولايات،
ان القائمين على شؤون الأجانب يرحبون بكل شخص يود تعليم اللغة و هو مؤشر جيد مقارنة مع ما كان سابقا .
إذ بدون تعليم اللغة لا يستطيع المرء المضي قدما في الحياة العملية.
من دون الإلمام باللغة لن يستطيع أحدنا الحصول على إمكانية العمل و دخول سوق العمل بسهولة مرضية .
من دون الإلمام باللغة لن يستطيع أحدنا التعامل مع المحيط الاجتماعي سواء بالمدرسة أو بالشارع أو مع الجيران.
انت أيها المهاجر و الوافد الجميل …..
من دون تعليم اللغة ستحتاج دائما إلى من يساعدك و يترجم لك و قد لا تجد من يساعدك دائما.

حاول قدر الإمكان الاستفادة من برامج تعليم اللغة.
انت إن رجعت إلى بلدك سترجع و انت تعلمت لغة جديدة
أنت إن لم ترجع إلى بلدك ستساعدك اللغة في مستقبلك هنا .
في كلا الحالتين أنت الرابح و أنت المستفيد .

yekiti