هذا الشعار سمعناه كثيرا ونحن صغارا ، وكنا نردده عند كل مواجهة بين طرفين كرديين .
تحول هذا الشعار وأصبح دم الكردي على الكردي مباحا وسهلا ، والغاية تبرر الوسيلة .
قابيل قتل أخاه هابيل والسبب كان تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة .
لقد سقط شعار دم الكردي على الكردي حرام مرارا وتكرارا ، سقط منذ ايام البارزاني الخالد ، وسقط ابان الثمانينيات وبمشاركة أحزاب كردية سورية ، وسقط بين أكراد ايران و أكراد العراق , و سقط في التسعينيات بين كرد العراق وبدعم من صدام و الملالي ,و سقط بين كرد تركيا وكرد العراق و بدعم من الملالي و من السوريين و الاتراك ، هذا كان حال الكرد حتى الألفية الثانية .
ثم كان سقوط صدام و بغداد …عندها تنفس الكرد الصعداء وتهيأ لهم بأن أيام السعد الكردي حان ولن يعكر صفوة الأخوة الكردية الكردية أية عوائق و وهكذا سارت الأمور حتى اشعال الثورة السورية وتباين المصالح وبداية الانقسام الكردي بين محايد و مؤيد و معارض للثورة .
كرد سوريا و ما أدراك كرد سوريا ، الأخ الأصغر ,المضحي والجاهز دائما لتلبية نداء الواجب القومي اينما كان .ضحوا بالغالي و النفيس في كردستان العراق ، وضحوا أضعافا مضاعفة ولايزالون في كردستان الكبرى .
لقد وقع المحظور بين كرد سوريا ، وهدر و سفك الدم الكردي السوري بيد اخيه الكردي السوري لأول مرة وكأنها حرب بالوكالة ، والسؤال لماذا تم اقحام بشمركة روزافا في شنكال ؟ لقد وقع المحظور بين كرد سوريا ؟ هل هو وسيلة ضغط حقيقية و تحريك عملي للضغط على سلطة ال ب ي د و العودة الى اتفاقيات هوليير و دهوك ؟ و هل هناك من أصابع أجنبية و اقليمية خفية وراءه ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟ هل هو تغطية لحدث ما لدى جهة كردية ولصرف انظار الإعلام عنه ؟ أم انه نتيجة لخلافات وتراكمات سنين طويلة بين المجلسيين الكرديين ؟ وليس سنجار سوى القشة التي قصمت ظهر البعير .
والسؤال كيف السبيل لمواجهة ما حدث اليوم ؟ و ماالعمل على منع تكراره ثانية وثالثة ؟
اذا يجب البحث عن السبب الرئيس لهذا الصراع و وضع الحلول الناجعة له ،و من بدايته.
ما حدث ليس حالة طارئة وانما نتيجة لتراكمات عمرها أكبر من عمر و ولادة المجلسيين وعمر بداية كتابة الذين يحرضون على الفتنة ، ما حدث هو نتيجة للصراع بين هوليير و قنديل وأدواتهم الاعلامية من المجلسيين في المحافل الدولية و الاجراءات التي مارستها و تمارسها ب ي د على الأرض ضد الانكسة من اعتقالات وطرد ، و ردات الفعل التي يقوم به المجلس الوطني الكردي في الاعلام و في المحافل الدولية ضد ب ي د و تشويه سمعتها لدرجة مطالبة الدول الغربية بوضع اسمه اعلى قائمة الارهاب .
ان اسباب هذا الصراع هوعدم تغليب المجلسيين للمصلحة القومية الوطنية الكردية السورية و انما العمل وفقا للمصالح الحزبية الضيقة لمراكز القرار والاستماع والسير حسب الأجندات الاقليمية التي لا تريد الخير للشعب الكردي السوري ..
ما حدث تم تطويقه آنيا وبحكمة الخيرين الشرفاء ، ولكن من الذي يضمن بان هذا الشيء لن يتكرر ثانية و ثالثة ،ما لم يتم معالجة أصل المشكلة و اسبابها ؟، وأصل المشكلة تكمن في عدم قبول ال ب ي د بشراكة المجلس الوطني الكردي ندا له وعدم قبول الأخير بسلطة غريمه على الأرض ..
لقد وقع المحظور ،ولأجل عدم تكرار ما حدث اليوم بين الحزبين ، حزب ب ك ك و الحزب الديمقراطي الكردستاني و أدواتهما بشمركة روشافا و قوات ال ي ب ك و ال ي ب ج, فان على مراكز القرار الثلاث في هولير- السليمانية و قنديل و برعاية الضامن الأكبر أمريكا الجلوس على طاولة المفاوضات و إحياء هوليير و دهوك و تعديله على ضوء المتغيرات الجديدة والسريعة على أرض الواقع.