مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بإتجاه مدينة الرقة عاصمة دولة الخلافة الاسلامية المزعومة (داعش) وإحرازها لنجاحات ملموسة في إلحاق هزائم ميدانية بجحافل هذه الأخيرة، وذلك بدعم من التحالف الدولي، إثر ثبوت فعالية ومصداقية مقاتلي (قسد) من بينهم وحـدات حماية الشعب YPG ودورها البناء في تأطير وتآلف مكوناتها السورية بصرف النظر عن إنتماءاتها القومية والدينية، بات من الضرورة بمكان أن تبادر الأحزاب السياسية السورية وفعاليات المجتمع المدني وكذلك الأهلي وأصحاب الفكر والقلم، لتقييم المشهد الميداني ومراجعة مواقفهم، بغية توفير سبل وأشكال التضامن والإسناد من إعلامية سياسية ودبلوماسية لجهود وتضحيات قوات سوريا الديمقراطية وتعبيرها السياسي المتمثل بمجلس سوريا الديمقراطي، وذلك على قاعدة أن دحرّ داعش ومثيلاته من قوى التكفير والتفجير ليس نصراً لـ (قسد) والكُـرد فحسب، بل لعموم السوريين وجميع محبي السلم وقيم الصداقة والعيش المشترك، بعيداً عن الكراهيات الدينية – المذهبية أو الاستعلاء القومي الممجوج.
وأما التعتيم الاعلامي على نجاحات (قسد) ودورها، تزامناً مع مواصلة بعض الجهات المحلية والإقليمية في حملات التشكيك والإساءة ضد وحـدات حماية الشعب وكُـرد سوريا عموماً، إستجابة لضغوط وتوجهات قوى الاسلام السياسي وماكنة شبكاتها الاعلامية والمالية عبرة القارات، يبقى أمراً عبثياً، مرده عجز وانسداد الأفق أمام تلك (الفتاوى الشرعية) التي لطالما أساءت وتُسيء إلى الاسلام والمسلمين قبل غيرهم وألحقت الأذى بالجميع بما فيه العشرات من عواصم ومدن المنطقة والعالم.
* جريدة الوحـدة – العدد /284/ – آذار 2017 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)