س 1 :باسم موقع يكيتي دوت أورغ نرحب بك أستاذ مچو ونوّد في البداية أن تعرف القرّاء بك وكيف بدأ مشوارك الفني . ؟
مرحبا بكم.
سوف يكون صعبا عليّ أن اعرّف القارئ العزيز بي من خلال بضعة اسطر, كوني في الواقع عشت حياة صاخبة جدا, حياة أقرب الى الرواية منها الى الواقع كما لو أنّني كنت أرتّب كل شئ لتكون مسيرتي هكذا غير عادية.
ولدت في كوباني بروجآفا تحت سقف عائلة كردية متوسطة الحال و في مرحلة تميّزت بحقبة التحولات الاجتماعية و السياسية و حتى البيئية.
ثورة القائد ملا مصطفى برزاني و المستجدات السياسية في سوريا و ظهور حزب البعث كقوة سياسية ساهمت بشكل مباشر في دعم هذه التحولات و كان لا بدّ من أن تتاثر طفولتي بهذه المتغيرات بشكل أو بآخر. في الواقع انا لا أتذكّر متى غنيّت و لكن مشواري الفني بدأ من أيام المدرسة الإبتدائية حيث كان أول ظهور لي على مسرح المركز الثقافي في كوباني عندما كان عمري تسع سنوات حيث شاركت في مسرحية غنائيّة بعنوان بائع العرقسوس.
بعدها تعاونت مع أحمد جب, محمد احمد قادر, أخي باران و غيرهم… تعلمت العزف على البزق قبل أن انتقل لدراسة الإعدادية في حلب حيث قمت بدراسة الموسيقى و تعرّفت على موسيقيين مهمّين أمثال الأستاذ رشيد صوفي, الأستاذ نوري اسكندر, عبد الرحمن جبقجي
و الأستاذ محمود عزيز و غيرهم…
سجّلت أول أعمالي مع أخي و صديقي باران و العزيز أحمد جب… سجّلت العمل الثاني بعنوان (جما) و بعدها سافرت الى سويسرا…
س 2: مايميّزك في معظم الحفلات التي تشارك بها هو أداءك لأغاني الفولكلور والملاحم الكورديّة ما سرّ تعلّقك بهذا اللون ؟
برأيي يعود هذا الى أسباب عدّة, فمن الناحية النفسيّة قد يعبّر اللجوء الى الماضي المجيد عن شكل من اشكال البحث عن الهويّة المسلوبة في الحاضر.
أما من الناحية الفنيّة فأعتقد أنّ الدافع هو طبيعة صوتي الذي يجد قوّته و تألقه في هذا الشكل من الغناء.
س 3: سأسألك عن (عيشانا علي) والتي أشاد فنانون كورد بالمهارة التي تتمتع بها عند غنائها .
هل هناك أسباب معينة لتميّز أداءك فيها تحديدا.؟
عيشانا علي التي اؤديها هي تجسيد لاحساسي العميق بالجمال الحسيّ الكردي في أبهى أوصافه بالإضافة إلى ذلك أنّ عيشانتي هي مجموعة العيشانات التي وصفت من قبل لحنا و كلمات فهي عيشانة العيشانات و فاتنة الفاتنات.
لقد اضفت إليها كل ما يلزم لتصبح عيشانتي كما أتخيّلها و كما أعشقها.
س 4: عانى عدد من فناني كوباني خلال مسيرتهم الفنيّة من عدم قبول المجتمع الكوباني لفكرة الغناء خصوصا والفن عموم .
الآن يبدو أنّ النظرة قد تغيرت فأبناء وبنات كوباني يشاركون حاليا في برامج فنية مثل كورد آيدل بالإضافة إلى ظهورهم من خلال وسائل الإعلام .
هل عانى الفنان مچو كندش من تلك القيود الاجتماعية وكيف تغلب عليها وهل يرى أن الفن قد تحرّر تماما من العقليّة الاجتماعيّة التي كانت تقف عائقا أمامه؟
في البداية اهنئ كوباني و الكوبانيين و خاصة الفنانة جيندا كنجو و أشدّ على يديها في تألقها الفني كما أتمنى لها ان تكون خير مثال للشابات و الشباب الكوبانيين.
شخصيّا لم أعاني من قبول المجتمع الكوباني لي كفنان كوني ظهرت في فترة أصبح فيها الفن كشكل من أشكال النضال وإثبات وجود ضد القومجيين البعثيين.
أتذكّر أنّ التحدث بالكردية كان ممنوعا منعا باتا في المدارس مما دفعني اكثر للتشبث بالغناء بلغتي الام.
أما القيود فكانت في مجملها عائليّة فوالدي كان يحب الغناء لكنّه كان يعتقد بان الموسيقى ليست مهنة يمكن العيش منها و لذلك, و من باب الحرص على مستقبلي, لم يشجّعنا على متابعة الموسيقى.
و لكن و بالرغم من العوائق السياسية و العائلية استطعت أن أشقّ طريقي و لو بصعوبة في درب الموسيقى.
س 5: هل هناك ما يميّز الأغنية الكوبانية إذا صحّ التعبير عن باقي الأغاني في مناطق غربي كوردستان؟
بكل تأكيد, مما لا شكّ فيه أن الاغنية الكوبانية هي سليلة الأغنيّة الكرديّة الاصيلة المنتشرة في جميع أنحاء كوردستان و لكن ما يميزها في الحقيقة هو سروجيتها (نسبة الى سهل سروج) و ظهور فنانين عمالقة كمشو بكبور و خدو هنداوي و غيرهم…
هذا بالاضافة الى طبيعة كوباني العشائرية و رعاية أمراء كوباني البرازيون للفنانين و دعوتهم الى مجالسهم.
س 6:هل كان لإقامتك في أوربا أثره في تطوير شخصيّتك الفنيّة؟ ماذا أضافت أوربا على شخصية مچو كندش الفنيّة؟
بدون شك ساهم وجودي في أوروبا على التأثر في شخصيّتي الفنيّة, فنمط الحياة و جديّة العمل و تعلم اللغات و التعمق في دراسة الموسيقى و سهولة الحصول على المصادر و المراجع و إتاحة الفرص للمشاركة في مهرجانات الموسيقى العالميّة و الرعاية الخاصة التي حظيت بها و العمل مع فنانيين مرموقين و غيرها.
كل هذا اضاف الكثير الى فني شكلا و مضمونا.
س 7:كيف تنظر إلى حاضر الأغنية الكورديّة في غربي كوردستان وهل الخط البياني لتطورها يتجه نحو الصعود أم الهبوط؟
كما هو معروف فان الاغنية تتاثر بالبيئة التي تنمو فيها, و البيئة التي تحيط بغربي كردستان في الوقت الحاضر تتميز بالصعوبات و عدم الاستقرار, لذلك تبقى الاغنية في روجافا مترنحة, كالواقع, بين صعود و هبوط.
س 8: هل تسنى لك المشاركة سابقا في مهرجانات دوليّة أو محليّة ؟ هلّا حدثتنا عنها وهل تم تكريمك في أحدها؟
بالطبع شاركت في مهرجانات عالمية عديدة كمهرجات سان فرانسيسكو للموسيقى العالميّة في أمريكا و مهرجان الاغنية
(شتيمن) في المانيا و مهرجان بابالميد في مرسيليا و غيرها.
التكريم كان يأتي عن طريق تسجيل الحوارات و الحفلات و
بثها في أجهرة الاعلام ك فرانس موزيك و غيرها…
س 9:أنت كفنان يغني الفلكلور و الأوپري ، هل تجد أن دخول بعض المفاهيم الفنية الحديثة ، و الآلات الغربية إلى الموسيقى
الكردية سينعكسان عليها بشكل سلبي أم ايجابي ؟
كل هذا يتوقف على الطريقة التي يتعامل بها الفنان مع هذه المفاهيم و الآلات و كيفية تسخيرها بحيث لا تغطّي على أصالة العمل الأصلي و عمق معرفته بموسيقى الثقافتين.
س 10 : لديك محاولات في تحديث الأغاني الفولكلورية أي أنك تعمل على إعادة إنتاجها بشكل آخر يواكب الأغنيّة المعاصرة وبوجود آلات موسيقية غربية .
حبّذا لو تحدثنا عن ذلك وأين وصلت في هذا المشروع ؟
عندما اشتغل على أغنيّة فلكلوريّة, في البداية أفكّر في اخراجها من رتابتها لتلائم عصر السرعة الذي نعيشه.
ثم أضيف عليها, أقصد الاغنيّة, ما يجعلنا نتفاعل معها و نشعر بها كأناس يعيشون في القرن الواحد و العشرين.
في بعض الأحيان أعدّل الكلمات لتواكب عصرنا.
أحرص دائما على إبقاء الأغنيّة على أصالتها و أحافظ على شخصيتها الاصليّة.
س 11 : مچو أنت فنان و لك عدة مواهب ، الغناء ، العزف و كتابة الشعر . و سؤالي هو أين يجد مچو نفسه الأكثر إبداعا؟
بالنسبة لي الخلق الفني هو حالة خاصة استثنائية تحتاج الى أدوات كالكتابة و الموسيقى و غيرها للتعبير عنها.
فالخلق الفني هو المهم و ليست الأدوات.
س 12 : بتوفر ظروف جيدة وملائمة في أوربا تساعد الفنان أكثر على العطاء والإبداع .
لماذا لم نتلمس كمتابعين أو مستمعين هذا التطور والإبداع الفني عند فنانينا المقيمين في أوربا ولماذا لم تصل الأغنية الكورديّة إلى العالميّة؟
صحيح أنّه في أوروبا توجد فرص و امكانيات و لكن ليس لكل الناس. هناك مواهب كبيرة لدى شبابنا و بناتنا و لكن الموهبة وحدها لا تكفي. اذا كنت تعمل 12 ساعة في اليوم في بيع الصندويشات فكيف لك ان تجد الوقت لتنمية موهبتك؟ إذا كنت مشغولا بأهلك و أوضاعهم فكيف ستجد الشهيّة للإبداع؟ هذا بالاضافة إلى العداء الأخوي بين الكورد انفسهم و محاولة قصّ أجنحة المواهب التي لا تتفق مع سياساتهم الضيقة فهم بذلك و من غير دراية يساعدون أعداء الكورد لنبقى أمّة غبيّة و مستهلكة.
هناك تكاسل, إذا كان الكورد أنفسهم لا يعتنون بالفنان الكوردي فلماذا نطالب الاوروبيين بهذا؟ الأوروبيون لديهم مشاغلهم و مشاكلهم و مصالحهم.
س 13 : هل هناك فنانون معينون أثّروا على مسيرة مچو كندش الفنيّة وهل يعتبرهم مدرسة فنيّة ؟
بالتأكيد, لا أريد ذكر أسماء لأنّها كثيرة. اما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال أستطيع القول بأنّ كل فنان موهوب و أصيل هو مدرسة في كثير أو قليل فنحن نتعلّم من كل اللذين أتوا من قبلنا بدرجات متفاوتة.
س 14 : هل حاولت الغناء بلغات أخرى غير الكورديّة ؟
نعم, لقد غنيت بالانكليزيّة و العربيّة و الفرنسيّة و السريانيّة.
س 15 : ليس هناك أضواء كرديّة عليك من حيث التلفزيون أو الراديو و المواقع الإلكترونية ، هل سبب ذلك يعود إلى اختيارك الابتعاد عن الإعلام أم أن النمط الذي أخترته له دور في ذلك؟
هنا ادعوك عزيزي القاريء على ان تجيب عني, لماذا؟؟؟ علما بأنّني مبعد (بفتح العين) و لم أبتعد بإرادتي.
أما النمط فليس له أي دور لأنّنا نرى و نسمع على وسائل اعلامنا كل الأنماط حتى الرديئة.
أعتقد ان هناك نوع من الغباء و التخلف وراء كل هذه الخسارة.
فأنا أدعو كل الاعلام الكردي لدعوتي.
س 16 : هلّا تحّدثت لقرّاء الموقع عن أعمالك الفنيّة القادمة .. هل هناك من جديد؟
هناك عملين اشتغل عليهما, الأول بعنوان حوار المتصوفة حيث يجتمع فيه شعراء متصوفة كلاسيكيون من كردستان و إيران و تركيا و العالم العربي كل يغني بلغته الأم و لربه.
أما الثاني فهو آلي يتجسد في ارتجالات على الة البزق في خمسة
البومات.
س 17 : ماهي الرسالة التي تريد إيصالها إلى الشباب الكرد الذين يخطّون خطواتهم الأولى في مجال الغناء ؟
الغناء كسائر الإبداعات حيث تشكّل فيه الموهبة واحد بالمئة و العمل و الجهد 99 بالمئة.
فإلى العمل أعزائي, إذا كنتم تؤمنون بما تفعلونه فسوف تنجحون عاجلا ام آجلا.
اساندكم من كل قلبي و سأكون الى جانبكم اذا احتجتم أي شي.
مع تقديري و مودتي لكم.
و لا أنسى أن أشكرك الأخ سيف الدين على هذا الحوار.