(جئتك الآن سابحاً في بحر من الدم ، لكن اذا كان هناك فرصة لحل مشرّف لقضية شعبي فانني مستعد) مسعود البارزاني 1991 في رده على صدام حسين وكان يشير في ذلك الى 180 الف شهيد من ضحايا الانفال وحلبجة من بينهم 10000 شهيد من عشيرته بما فيهم ثلاثة من اخوته .
جئتكم بهذه المقولة المشهورة كمقدمة لعلكم تُفقهون يا من تلقون بالاتهامات جُزافاً بادئ ذي بدء فان لكل انسان او حزب سياسي قناعته ورؤيته الخاصة لمجمل القضايا والأمور قد يتفق بذلك مع غيره وقد يختلف ويجب ان تكون تلك الرؤى والقناعات محل الاحترام لدى الآخر سواء اتفق معها او اختلف ومن غير المنطق ان ألقي بالتهم جزافاً على الاخر لمجرد ان رؤيته لحل قضية ما من القضايا تختلف عن رؤيتي ولا تتطابق معه بل يتوجب علي أخلاقيا ومن منطلق المسؤولية ان أحاول تقديم ما هو افضل مما قدمه الآخرون واترك حرية التقييم والحكم لأبناء الشعب.
كلنا نعلم بان سوريا أصبحت دولة فاقدة لسيادتها وواقعة تحت الانتداب الروسي الذي له اليد الطولى في المشكلة السورية بتفويض ضمني شبه أممي ومن بيده الان قرار السلم والحرب في سوريا ليس الطاغية بشار وانما الحاكم العسكري الروسي كما كان الجنرال بول بريمر الأمريكي في العراق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان التحجج بان روسيا يدها ملوثة بدماء الشعب السوري تارة وبان مكان اللقاء لا يليق بعدالة القضية تارة أخرى فهي حجج واهية ولا تؤثر سلباً على جوهر القضية فروسيا لم تدخل الحرب الى جانب النظام اليوم وانما منذ اليوم الأول وبالتالي هي شريكة مع النظام في قتل الشعب منذ ذلك الوقت ومن يرفض اللقاء بهم اليوم بحجة ذلك بالرغم من احترامنا لوجهة نظرهم هم انفسهم التقوا بالروس لأكثر من مرة وبالنسبة للمكان اعتقد بان ليس حميميم وحدها تتبع للسيادة الروسية وانما سوريا بكاملها كما اسلفت والتاريخ حافل باللقاءات والمفاوضات التي كانت تجري بين الأطراف المتنازعة سواءً في الجبهات او القواعد العسكرية فالحرب والتفاوض حدثان متلازمان في كل الأمكنة والازمنة فضلا عن ان كل الحروب تنهي بالمفاوضات في نهاية الامر والتفاوض لا يعني بالضرورة التنازل او المقايضة او المساومة على الحقوق كما يتم الترويج له شعبويا ومن يرفض التفاوض عليه ان يحمل في جعبته بدائل أخرى وأول تلك البدائل هو الاستعداد للحرب والقدرة على خوضها والانتصار فيها وانتزاع حقوقه بالقوة فمن منا لديه القدرة على انتهاج هذا الخيار؟؟؟
علينا ان نتحلى بالواقعية وان لا نعيّش شعبنا في أحلام وردية ونبيعهم الأوهام ونقودهم الى الهاوية (((سنين من المفاوضات هي افضل من ساعة حرب)) كما قالها الرئيس مسعود البارزاني ما هو الضرر من تلبية دعوة الحاكم العسكري الروسي واحاطته بالحقوق والمطالب الكوردية من جهة والاطلاع على وجهة نظر الروس ورؤيتهم لحل القضية الكوردية ؟؟؟
الكورد في سوريا الان هم امام منعطف خطير جدا وينتظرهم أيام صعبة في المدى المنظور ويقع على عاتق حركته السياسية بمختلف أطرافها اتخاذ الحيطة والحذر والعمل بقدر عال من المسؤولية بعيدا عن العواطف والانفعال و ردّات فعله وأسلوب التهكم والسخرية وبعيدا عن الحسابات والاجندات الحزبية الضيقة وبعيدا عن الدخول في مزادات بيع الوطنيات والعنتريات واطلاق تهم الخيانة والعمالة وذلك للتحضير لما هو آتٍ مستقبلا فمن يرفض دعوة الحاكم العسكري والممثل لدولة عظمى وبحضور ممثلين عن وزارة خارجيتها بحجة ان مبادئه لا تسمح له بالجلوس مع شخصية امنية وعسكرية لبحث مستقبل قضيته ويجد في الطرف الاخر الذي يقبل بتلك الدعوة بانه خائن للقضية وعميل للنظام كان حريٌ به ان لا يقبل دعوة او استدعاء ضابط امني ان لم نقل مساعداً في احد الفروع الأمنية سابقاً ذاكرتنا ليست مثقوبة الى هذه الدرجة ولم يمض زمنٌ بعيد على لقاءات القيادات الكوردية بالضباط الأمنيين سواء كان ذلك في قامشلو او دمشق او حلب !!!! فهل يعني ذلك بان كل قيادات الحركة هم كانوا عملاء وخونة إن اعتمدنا معيار من يصب جام حممه البركانية من الاتهامات على الاخرين لمجرد تلبية دعوة حميميم ؟؟؟؟ انه منطقٌ اعوج ومنطق من لا منطق لديه ولا في جعبته شيء علينا الابتعاد عنه والبحث عن المشتركات ونقاط التلاقي قبل ان يقع الفأس بالرأس فالأيام الحالكة تنتظرنا ولا احد منا سيكون بمنأى عن ذلك علينا ان نتفق اليوم قبل الغد بإرادتنا الحرة وانطلاقا من شعورنا بالمسؤولية التاريخية وادراكاً للمخاطر المحدقة بنا قبل ان نندم في يوم من الأيام ونرغم على الالتقاء والاتفاق في الباصات الخضر لا سمح الله.
لمن قبل الدعوة أتمنى بان تكلل جهودهم بالنجاح لما فيه مصلحة شعبنا ولمن رفض ذلك أتمنى منهم بان يقدموا ما هو افضل مما يقدمه الاخرون.
husein
yekiti