في الثاني والعشرين من نيسان هذا العام , تصادف الذكرى السنوية التاسعة عشر بعد المئة لصدور الصحيفة الكردية الأولى \كردستان \ باللغة الكردية والأحرف العربية في القاهرة, من قبل الأمير مقداد مدحت بدرخان ,بعد مقارنته مستويات تطور الحركة الفكرية والثقافية والعلمية في مصر مع آ فات الجهل والتخلف السائد آنذاك في كردستان , وإيمانا” منه بالدور المتميز للصحافة في النهوض بحياة المجتمعات وتطورها .و بعد العدد الخامس ونقلها الى جنيف وتحريرها من قبل عبد الرحمن بدرخان ,اتخذت الجريدة منحى” سياسيا” واضحا” من خلال دعواتها إلى تكاتف الشعبين الكردي والأرمني ورص صفوفهما للتحرر والخلاص من الاستبداد العثماني
فالإعلام ,ومن خلال كافة قنواته \ الصحفية والمرئية والمسموعة ووسائل الاتصال \يمتلك أدوارا” وظيفية مختلفة تتميز بإيقاعات خاصة في التأثير على النمط السلوكي للأفراد والمجتمعات ,ولا يخلو أن يكون جهويا” وسياسيا” , فقد يكون هداما” ومدمرا” لبنية المجتمع , عند نشره للفتن والأكاذيب وتحويل الخلاف إلى اختلاف عبر تأجيج الصراعات البينية التي تخضع للتقلبات المزاجية أو للنزعات العصبوية التي تضع المجتمع في دوامة الفوضى القاتلة عبر الأقلام المأجورة والعناصر الثقافية والسياسية المتآلفة معها — كما يجري الآن في أتون الحرب العبثية الدائرة في سوريا –وقد يكون إيجابيا” داعيا” إلى التآلف والتكاتف بين فئات المجتمع المختلفة ,وإلى تجاوز ثقافة الصمت والتقوقع من خلال تنشيط الحوار البناء وقبول الآخر المختلف .
ولا يخفى على أحد مدى تعاظم ممارسات الأنظمة العروبية الشوفينية المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا ,ولاحقا في الإئتلاف المعارض , في تشويه الحقائق التاريخية وغزو عقول العروبيين ببث الحقد والكراهية في نفوسهم تجاه الكرد.
إننا في التحالف الوطني الكردي في سوريا, وفي الوقت الذي نستقبل فيه هذه المناسبة الرفيعة وذات الشأن في حياة الكرد , ندعو الحركة الكردية إلى وقفة مع الذات , للقيام بالمهام التاريخية المنوطة بها , وصيانة المكتسبات التي أنجزت على أرض الواقع بفضل التضحيات الجسام للكثير من الشهداء , وضرورة تجاوز الخلافات البينية والابتعاد عن الاشتباكات الإعلامية المسيئة ,والبدء بحوار أخوي بناء لصد كافة المحاولات المعادية والمتربصة النيل من الكرد وقضيته العادلة …
ألف تحية إلى روح الصحفي الكردي الأول مقداد بدرخان