لا شكَ إنّ قرار الإدارة الأميركية الأخير، بتسليح قوات الحماية الشعبية (ي ب ك)، مهم وضروري، حتى تستطيع هذه القوات حماية الشعب الكردي من الإرهابيين وشرورهم، وتحرر ما تبقى من مناطقهم، التي مازالت تحت سيطرة تنظيم داعش وبقية التنظيمات الأخرى المدعومة من تركيا.

 إلا هذا الدعم الأمريكي يبقى ناقصآ من وجهة نظري، ما لم يشمل أولا، مضادات أرض – جو، تستخدم ضد الطيران الحربي وتحمل على الكتف، وثانيا، قذائف مضادة للدبابات والمدرعات المصفحة، وثالثا، أجهزة اتصال حديثة ومناظير ليلية، ورابعا، مدفعية ثقيلة بعيدة المدى، وخامسا، كاسحات ألغام، وسادسا، كم كافي من الذخائر، وسابعا، تدريب المقاتلين الكرد على استخدام تلك الأسلحة والذخائر.

 والأهم من كل هذا وذاك، هو الدعم السياسي الأمريكي، للقضية الكردية كقضية سياسية تخص شعب يتطلع للحرية في غرب كردستان. وهذا ما نفتقده حتى الأن، لأنّ أمريكا مازالت ترفض إلى اليوم ولأسباب غير مفهومة، التعامل مع الكرد سياسيآ، وحصرت علاقاتها بالكرد فقط بالجانب العسكري لهدف معين، ألا وهو محاربى تنظيم داعش.

وهذا الموقف الأمريكي الغامض، يدفع بالكرد إلى الشك في مصداقية الولايات المتحدة وخاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار، التجارب الكردية المريرة مع أمريكا عبر التاريخ.

 إنّ إمتلاك الكرد للسلاح مهم للحفاظ على وجوهم الجسدي، ولكن هذا الوجود بحاجة إلى دعم سياسي ومظلة دبلوماسية، لحمايتهم من شرور الدولة التركية الطورانية، والنظام المجرم، وكي يحصلوا على كيان فدرالي خاص بهم في إطار الدولة السورية.

إن امتناع أمريكا التعامل مع الكرد سياسيا، ومنحهم هذا الغطاء الدبلوماسي، يتركهم مكشوفين ومعرضين للخطر، وخاصة إنّ الأعداء يحيطون بهم من كل الجهات، وهنا مكمن الخطر. ورأينا قبل أيام معدودة كيف، تعرضت المناطق الكردية ومقراتهم للهجمات الجوية من قبل الطيران التركي، دون أن تحميهم أمريكا، وامتنعت عن إعلامهم بالحدث قبل وقوعه، بهدف إخلاء المكان ولم يستطيع الكرد فعل شيء، بسبب عدم امتلاكهم صواريخ مضادة للطيران، واكتفوا بالتنديد والصراخ.

 إنّ الشعب الكردي يعيش وسط بحر من الأعداء، ولا يحميه سوى ثلاثة أشياء وهي:

1- الوحدة الداخلية. 2- إمتلاك السلاح الثقيل والحديث. 3- غطاء سياسي من قبل دولة كبرى كأمريكا وروسيا.

 وبخلاف الكثيرين من الكرد، الذين هللوا وطبّلوا لتلك المساعدة العسكرية الأمريكية الأخيرة، لا أرى أي تحول جوهري في الموقف الأمريكي، حيال دعم القوات الكردية بالأسلحة النوعية والحديث، بحيث يمكنها من حماية نفسها وأهلها، وتراب إقليم غرب كردستان من هجمات الأعداء، برآ وجوآ. ولهذا على القيادة الكردية في إقليم غرب كردستان، بشقيها السياسي والعسكري، أن تكون حذرة ويقظة للغاية، ولا تنخدع ببعض العربات المصفحة، والرشاشات الثقيلة، رغم حاجتنا الماسة لها.

 

 

yekiti