بدايةً لا احد يستطيع الإنكار بأن الإعلان عن الدولة الكوردية المستقلة هو حق طبيعي ومشروع للكورد من الناحية القانونية,,وهذا الحق كفلته جميع الشرائع السماوية والوضعية. وممارسة هذا الحق المشروع لا تتوقف على المطالبة بالإذن من أحد كما صرح بذلك سيادة الرئيس مسعود البارزاني وانما هو مرتبط وبالدرجة الاولى Husen-Neso-198x160بالكورد أنفسهم وبظروفهم الذاتية ومدى امتلاكهم لمقومات الدولة من ( اقتصاد قوي يفي بالاكتفاء الذاتي, بنية تحتية , ثروات طبيعية , اتفاق القوى السياسية والمجتمعية,القوة العسكرية الموحدة,امتلاكهم للحدود البحرية أو مجاورة دولة صديقة ومؤيدة لمطالب الكورد ,وجود مؤسسات دستورية ومدى تمتع تلك المؤسسات بالاحترام والاستقلالية و سيادة سلطة القانون) وتأتي بالدرجة الثانية الظروف الموضوعية المتعلقة بمدى تقبل فكرة إعلان الدولة لدى دول الجوار والمغتصبة لأجزاء من كوردستان ومدى تمتع الاقليم بشبكة العلاقات الدبلوماسية في العالم والتي من شانها ان تساعد في الاعتراف بالدولة الوليدة ومدى قدرة الاقليم على تمثيل وتجسيد مصالح الدول الكبرى وحمايتها وووووووووو
ومن السذاجة السياسية النظر الى مثل هكذا قضية معقدة وشائكة مرتبطة بتغيير خارطة الشرق الاوسط برمتها من منظار عاطفي بحت وبالتالي يتوجب علينا نحن الكورد أن نكون واقعيين وأن نتعامل مع الوقائع على الارض و ندرس السياسة الدولية بتمعن وتجرد من العواطف و لانبن قصوراً من الثلج في الليل حتى لا تذوب وتنهار بمجرد سطوع الشمس في الصباح لانه حينها قد نصاب بخيبة أمل كبيرة تفقدنا توازننا فيما بعد وتقضي على حلمنا المشروع لذلك علينا ان نفصل بين الواقع وبين الرغبات والامنيات فالواقع شيء والرغبة أو الامنية شيء آخر وليس دائما يكون هناك تطابق بينهما. مازالت الظروف الذاتية والموضوعية لإعلان الدولة الكوردية حسب قراءتي للواقع الكوردي وللسياسة الدولية غير مهيأة وربما الذاتية منها أكثر من الموضوعية وهذا ليس تشاؤما أوتهويلا للعقبات التي تعترض سبيل تحقيق الحلم الكوردي وإنما هو من باب الواقعية التي تتطلب منا نحن الكورد الفصل بين العاطفة والرغبة من جهة وبين ماهو موجود على الأرض من جهة أخرى وبالتالي فإن المطلوب الآن من الكورد هو المزيد من التوحد والتكاتف والاتفاق على القضايا المصيرية والتجرد عن المصالح الحزبية المُقيتة وحماية الثروات الطبيعية واستغلالها استغلالاً عادلاً بما يخدم الكورد وليس مصالح الأشخاص و الأحزاب والبحث عن مصادر اخرى تؤدي الى الاكتفاء الذاتي للاقليم وبناء البنية التحتية من جسور وشبكة طرقات ومعامل ومصانع ونشر فكر الكوردايتي وليس الحزبايتي أو العشائري وبناء الانسان الكوردي المتسلح بالفكر النير والعلماني والملتزم بقضايا الوطن ووووووالخ وحينها وعندما نصل الى درجة نستطيع معها الاعتماد على ذاتنا وقوتنا و تكون لدينا القدرة على ردع اي عدوان عسكري او اقتصادي تكون مسالة إعلان الدولة مجرد إجراء دبلوماسي لاغير.

yekiti