رووداو ديجيتال

الحكومة الفرنسية تُدرج درساً عن تاريخ الكورد والقضية الكوردية في مناهجها الدراسية في المرحلة الثانوية

 الدرس مُدرج في مادة التاريخ والجغرافيا، والجيوبوليتيك والعلوم السياسية وعنوان الدرس المُدرج في منهاج الصف الحادي عشر للمرحلة الثانوية: “الكورد: شعبٌ بلا دولة”.

يرد في نصّ الدرس أنّ الكورد يشكلون الشعب الأكبر عدداً في العالم بدون دولة وعددهم (قرابة أربعين مليون) وهم بأغلبيتهم من السنّة. منذ قرنٍ، يناضل بعض الكورد من أجل كوردستان مستقلّة. وتعترض الدول التي تقع أجزاء كوردستان فيها تشكيل هذه الدولة، لكن سقوط صدام وانهيار سوريا أنعشا الآمال في قيام كوردستان مستقلّة.

في فقرة أخرى من الدرس، عنوانٌ تساؤلي: “هل يمكن للصراعات في الشرق الأوسط أن تؤدّي إلى قيام دولة كوردية؟”.

تتحدّث هذه الفقرة عن دور القوات الكوردية كأوّل قوات دحرت داعش. يرد في نصّ الدرس فقرة عن قوات البيشمركة، تقول: “البيشمركة يعني في اللغة الكوردية (الذي يواجه الموت): وتحظى قوات البيشمركة بنفس وضع الجنود العراقيين، وقد اكتسبوا ذلك من خلال القتال ضدّ صدّام حسين، ولكن أيضاً من خلال قتالهم للدولة الإسلامية. وهذه الوحدات التي تأسست في عام 1920، يبلغ عدد أفرادها الآن قرابة 350000 مقاتل”.

كما يتحدّث عن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبموافقة ترمب، في التاسع من أكتوبر 2019، بغزو كوردستان سوريا، معتبراً ذلك نهاية التعاون الأميركي الكوردي، وهو التعاون الذي أظهرت الضربة ضدّ زعيم داعش أهميته، كما يعتبر ذلك بداية احتلالٍ تركي لبلاد الكورد في سوريا. إذ يرد في النص، وتحت عنوان: “نهاية كوردستان سوريا: في 9 اكتوبر 2019، شنّ الرئيس التركي أردوغان، وبموافقة الرئيس ترمب، عملية عسكرية ضد كورد سوريا. وكانت هذه نهاية التعاون بين الولايات المتحدة وكورد سوريا – تعاونٌ أظهرت الضربة ضد زعيم الدولة الإسلامية أهميته – وهذه كانت أيضاً بداية احتلالٍ تركي لبلاد الكورد السوريين. بعد قصفٍ مدفعي، قدّم الجيش تركي دباباته وسلّم الأرض الى وكلائه… وهذه الجماعات المسلّحة – كانوا في معظم الأوقات عبارة عن بلطجية أو جهاديين أو بلطجية وجهاديين في آنٍ واحد – مكوّنة من العرب السنّة الكارهين للكورد والمسيحيين، وهم من المجنّدين السابقين في الفرع المحلي لتنظيم القاعدة. بل ولتنظيم الدولة الاسلامية، في خدمة الجيش التركي”.

كما تتحدّث الفقرة عن احتلال منطقة عفرين: “لا يمكننا القول بأننا لم نكن نعلم. منذ آذار 2018، يحتل الجيش التركي مقاطعة ومدينة عفرين ذات الأغلبية الكوردية. وقد سُلِّمت المناطق للجماعات الجهادية – التي امتلكت على نحو واضح الحقّ في الغنائم. لقد سرقت حشود الميليشيات البيوت ونهبت عدداً من متاجر الكورد. قاموا بعمليات الخطف مقابل الفدية ونفّذوا اعدامات دون محاكمة. وقد فرّ السكان الكورد . ألقي بمئة وثلاثين ألفاً على الطرقات، وهي مهمّة أُنجزت طالما أنّ المقصود هو (إنهاء الوجود الكوردي) في الشريط الحدودي مع تركيا”.

كما يفرد النص فقرة عن دور كورد سوريا في هزيمة داعش: “لقد كان كورد سوريا أوّل من ألحقوا الهزيمة بالدولة الإسلامية وطرد البغدادي من (عاصمته) السورية، الرقّة. ومن دونهم الذين قدّموا 11 ألف قتيلٍ في هذه المعارك، لما احتفل ترامب بـ (انتصاره) على الدولة الاسلامية. وقد شكر الكورد بطريقته: من خلال تسليمهم لجهاديين آخرين”.

في الدرس، تُطرح أسئلة على الطلبة:

– هل الوضع الكوردي يتشابه في كلّ الدول؟

– هل لا يزال الاستقلال هو الطريق الذي يتوخّاه الكورد كما كان الحال في بداية أعوام العشرينات من القرن الماضي؟

– ما هو الدور الذي لعبه الكورد في القتال ضدّ الدولة الإسلامية؟

– لماذا يمكن لنا أن نقارن بين وضع الكورد السوريين والكورد العراقيين؟

هذا وقد بدأ العام الدراسي الجديد للمرحلة الثانوية في فرنسا بدءاً من أواسط هذا الأسبوع. وسيدرس الآلاف من الطلبة في المدارس الفرنسية هذه المادة عن تاريخ الكورد وقضيتهم وكفاحهم من أجل الاستقلال، وهزيمتهم لداعش والتحديات التي تواجههم.

جدير بالذكر أنّ عدد الطلاب الفرنسيين الذين تقدّموا للشهادة الثانوية في عام 2019 بلغ 755900 طالباً، منهم 51% في التعليم العام، و 21% في التعليم التقني، و28% في التعليم المهني.
https://www.rudaw.net/arabic/world/040920202

yekiti