تجمع الأكثرية الساحقة من المراقبين السياسيين المحليين والدوليين، على أن كلا من النظامين السوري والفارسي، ثنائي شرير وخطير للغاية، ويشكلان خطرآ جديآ على أمن المنطقة وإستقرارها، ويرعيان الإرهاب فيها وهما مسؤولان مسؤولية مباشرة عن الكثير من أزمات المنطقة، وخاصة الحرب المذهبية التي أشعلتها إيران في العديد من دول المنطقة.
ما الذي يربط النظام السوري البعثي (العلماني، العروبي)، بنظام أيات الله في قم، سوى المذهبية المقيتة؟؟
إن النظام العلوي الطائفي الحاكم في سوريا، هو مجرد دمية بيد النظام الفارسي، حيث استطاع نظام الملالي في إيران، من تحويل النظام الأسدي الطائفي، الى تابع له ولعبة بيده، وباتت إيران تتحكم بمفاصل الحكم بسوريا، وتقرر نيابة عن النظام
إن هذا الثنائي الشرير، هو ألد أعداء الشعب الكردي، ووقف على الدوام ضده، وضد طموحاته القومية المشروعة، ومازال يرفض حتى الأن الإقرار بحقوق هذا الشعب العريق، وينتهج سياسة الإنكار ضده.
فإيران بغض النظر عن هوية حكامها، رفضت على الدوام وبشدة، كل مطلب تقدم به الكرد، لحل قضيتهم بشكل سلمي في إطار الدولة الإيرانية، وعندما ثاروا على السلطات في كل مراحله، بعد رفضها للمطالب الكردية الشرعية والمحقة، قاومت الحكومات الإيرانية المتعاقبة، تلك الثورات بوحشية لا مثيل لها، وخير دليل على ذلك الشكل الذي تعاملوا بها، مع كل من جمهورية كردستان الديمقراطية وقادتها العظام، وإنتفاضة الكرد ضد نظام الملالي، بعد تسلم المقبور خميني دفة الحكم في البلد.
إنّ إيران لم توقف يومآ عدائها ضد الكرد حيثما كانوا، ولم تكن يومآ بعيدة عن الإقتتال الكردي- الكردي في جنوب كردستان، والحملة الشعواء الأخيرة ضد الكرد، من قبل أطراف شيعية عراقية، بحجة رفع علم كردستان فوق المباني الحكومية في كركوك، وإجراء إستفتاء على مصير الإقليم، لا شك يقف خلفها ملالي ايران الأشرار. وإيران تدرك أن إستقلال إقليم جنوب كردستان عن الدولة العراقية، سيؤدي تلقائياً إلى إنتقال عدوى الاستقلال إلى الكرد في شرق كردستان، الذين كانوا ذاقوا نشوة قيام دولتهم الوطنية (جمهورية كردستان الديمقراطية) عام 1946، رغم أن هذه الجمهورية لم تدم أكثر من عام.
ظل الفرس يخشون من تكرار تجربة (جمهورية كردستان) بقيادة الشهيد الراحل قاضي محمد. ولهذا بقيوا يحرصون على ألا يحقق الكرد أي إنجاز، سواءً حكم ذاتي، أو فدرالية، فما بالكم دولة مستقلة. هم يرفضون ذلك بشدة، إن كان ذلك في تركيا، أو في سوريا، أو في العراق، وحتمآ سيرفضون شيئا من ذلك في إيران.
وليس لدي أدنى شك بأن دولة الملالي وتركيا تقفان وراء إذكاء نيران الفتنة بين أربيل والسليمانية، حيث إن مرض الكرد الحقيقي أنهم لم يستطيعوا التحرر من نفوذ هاتين الدولتين الإقليمتين البارزتين. فالبرزاني يخضع للأوامر والسياسات التركية، والطالباني وحزبه، يدورون في فلك السياسة الإيرانية الإقليمية.
وفي سوريا، منذ تسلم حزب البعث الفاشي الحكم في البلد عام 1963 عانى الكرد، أشد المعاناة، وتعرضوا إلى حملة تعريب لا سابقة لها، حيث شملت كامل الشريط الحدودي مع شمال كردستان بمنطقة الجزيرة، وتجريد مئات الألاف من أبناء هذا الشعب من الجنسية السورية. وزاد إضطهاد الكرد مع تسلم المجرم حافظ الأسد دفة الحكم، ونجله المعتوه بشار من بعده.
إن النظام السوري العنصري- الطائفي، ظل يرفض الاعتراف بوجود الشعب الكردي، ولا يزال يرفض ذلك إلى اليوم. وتآمر على الكرد في مرحلة، وعقد صفقات مشبوهة على ظهره. ووقف ضد الفدرالية في العراق، كونها تمنح الكرد نوعآ من الحكم الذاتي. وقمع هذا النظام المجرم بوحشية، أي تحرك جماهيري سلمي، من قبل الكرد.
ولعل عرض ما ورد في مذكرة رجل المخابرات السوري محمد طلب هلال، الذي كلف بدراسة اوضاع منطقة الجزيرة بالستينات، ووضع مخطط لتشتيت الثقل الديموغرافي للكرد في تلك المنطقة الهامة والغنية بالثروات الطبيعية، تعطينا صورة واضحة عن جوهر وحقيقة هذا النظام الخبيث المجرم، وبالمنظار الذي ينظر منه للكرد وقضيتهم القومية.
وعلى الكرد أيآ كان تموضعهم السياسي والفكري، أن لا يخدعوا أنفسهم ولا يثقوا بهذين النظامين الشريرين على الإطلاق. وإليكم الأن أهم البنود التي وردت في مذكرة ذلك المجرم والعنصري، عدو الشعب الكردي رجل المخابرات السوري محمد طلب هلال.
البنود هي الأتية:
• على الدولة أن تعمد إلى عمليات التهجير الى الداخل مع توزيع الدخل ومع ملاحظة عناصر الخطر اولاً بأول.
– سياسة التجهيل، أي عدم أنشاء مدارس او معاهد علمية في المنطقة لأن هذا أثبت عكس المطلوب بشكل صارخ وقوي.
• لابد من تصحيح السجلات المدينة، لان الاكثرية الساحقة من الاكراد المقيمين في الجزيرة يتمتعون بالجنسية التركية وان ذلك يجري الان ويطلب ان يترتب على ذلك اجلاء لكل من لم تثبت جنسيته وتسليمه الى الدولة التابع لها
• سد باب العمل، لابد من سد ابواب العمل امام الاكراد وجعلهم في وضع. اولاَ غير قادر على التحرك، ثانياَ في وضع غير المستقر المستعد للرحيل في أية لحظة، وهذا يجب ان يأخذ به الاصلاح الزراعي اولاَ في الجزيرة بان لايؤجر ولايملّك الاكراد والعناصر العربية كثيرة وموفورة بحمد الله
• شن حملة من الدعاية الواسعة بين العناصر العربية ومركزة على الاكراد بتهيئة العناصر العربية لحساب ما وخلخلة وضع الاكراد ثانياَ بحيث يجعلهم في وضع مقلق وغير مستقر.
• نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين عند الاكراد وارسال مشايخ بخطة مرسومة عرباَ اقحاحاَ. او نقلهم ألى الداخل بدلا من غيرهم.
• ضرب الاكراد في بعضهم وهذا سهل وقد يكون ميسوراَ باثارة من يدعون منهم بانهم من اصول عربية على العناصر الخطرة منهم. كما يكشف هذا العمل اوراق من يدعون بانهم عربآ.
• إسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكردية على الحدود، فهم حصن المستقبل ورقابة بنفس الوقت على الاكراد يتم تهجيرهم. ونقترح ان تكون هذه العناصر من شمر لانهم اولاَ افقر القبائل بالارض وثانياَ مضمونين قومياَ مئة بالمئة.
• جعل الشريط الشمالي للجزيرة منطقة عسكرية كمنطقة الجبهة بحيث توضع فيها قطاعات عسكرية مهمتها اسكان العرب واجلاء الاكراد وفق ما ترسم الدولة من خطة.
• انشاء مزارع جماعية للعرب الذين تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على ان تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكرياَ كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماماَ.
• عدم السماح لمن لايتكلم اللغة العربية بان يمارس حق الانتخاب والترشيح في المناطق المذكورة.
• منع اعطاء الجنسية السورية مطلقاَ لمن يريد السكن في تلك المنطقة مهما كانت جنسية الاصلية (عدا الجنسية العربية).
خلاصة القول: إن النظام البعثي القومجي- العلوي الطائفي في سوريا، ونظام الملالي الشيعي الأثنى عشري في ايران، هم ألد أعداء الشعب الكردي. ولمن يشكك في كلامي فليجرب فقط أن يخرج بمظاهرة كردية سلمية، في كل من دمشق وطهران، ويرفع العلم الكردستاني فيها. ولنرى ما الذي سيحدث له وأين سينتهي. ولكن في المقابل يمكن فعل ذلك في أنقرة بعقر دار الطاغية أردوغان. هذا لا يعني أن الدولة التركية صديقة للأمة الكردية، قطعآ لا. أوردت ذلك فقط من باب المقارنة لا أكثر، فهناك نظام سيئ، وهناك نظام أسوأ، وهذا هو الحال مع هذه الأنظمة الثلاثة المعادية للكرد. وهذا الموقف المهادن من قبل عصابة الأسد من ما يحدث في غرب كردستان سببه الأول، انشغاله بحماية نظامه المتهاوي، والسبب الثاني، بهدف تشكيل ضغط على تركيا، وإشغالها بالمارد الكردي السوري الصاعد بقوة، لتخفيف الضغط عن نفسه.