التقرير السياسي
لحزب الوحـــدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي)
ها هي السنةُ العاشرةُ من الحرب الدموية المدمّرة في بلادنا سوريا تقتربُ من نهايتها دون ظهور ملامح أمل مرتقب في المدى المنظور لحلِّ سياسي يُنهي هذه الأزمة المستعصية رغم وجود قرارٍ دوليٍّ هامٍ كالقرار رقم 2254 الذي وضعَ الأسسَ والخطوطَ العريضة للحلّ، كما أن التوافقَ بين القوى الدولية العظمى بهذا الشأن لا يزالُ بعيد المنال، ناهيكَ عن المساعي التي تبذلُها تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية المتحالف مع أحد أكثر الأحزاب التركية شوفينيةً وتطرفاً لعرقلة الحل السياسي لأهدافٍ باتت جليةً للجميع تتلخصُ باستهدافِ الوجود الكردي والإدارة الذاتية القائمة إضافةً إلى ديمومة احتلالها لمناطقَ من الشمال السوري، منها المناطق الكردية التي تعاني من الويلاتِ على يد فصائل سورية متطرفة تابعة للإخوان المسلمين وداعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات والزمر الحاقدة على الوجود الكردي، تعملُ جميعُها تحت غطاء الائتلاف السوري المعارض الذي سلّمَ قراره للدولة التركية وينفذ أجنداتِها التي لا تلتقي مع المصلحة الوطنية السورية من قريب أو بعيد، وما اجتماعات سوتشي وأستانا التي ترعاها روسيا الاتحادية بمشاركة كل من تركيا وإيران التي كان آخرُ اجتماعاتها في 16-17 شباط الجاري، إلا لعرقلة الحل السياسي، حيث تسعى مجتمعةً لفرض شروطها التي تقتضيها مصالحُها على التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وكما كان متوقعاً، فقد فشلت الجولة الخامسة للجنة الدستورية التي عقدت في جنيف أيام 25-29كانون الثاني2021 بسبب عدم جدية النظام من جهة وعدم التمثيل الحقيقي للمعارضة من جهةٍ أخرى، إضافة إلى تدخل الدول الضالعة في الشأن السوري وغياب إرادة القوى العظمى لإنهاء هذه المقتلة.
بعد تسلّمِ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لمنصبه في 20 كانون الثاني المنصرم وتشكيله لفريق عمله وأركان إدارته، والتطمينات التي أطلقها في خطاب القسم بشأن حقوق الإنسان في العالم ودور أمريكا في حماية السلم والمناخ إلخ… مؤشراتٌ تشير إلى مرحلةٍ مختلفة نسبياً عن عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عنوانُها تخفيف التوتر في بؤرٍ مختلفةٍ من العالم كوُنها باتت تهدد السلم والأمن الدوليين وتؤثر على مصالح الجميع، وقد تحملُ آمالاً بالتفاهم مع روسيا على بعض القضايا الإقليمية والدولية، لكن بكل الأحوال، ستبقى المصالح الأمريكية في مقدمة أولويات واهتمامات الإدارة الجديدة وليس كما يحلمُ البعضُ منا!.
من الصحيح أن تنظيمَ داعش الإرهابي قد هُزم عسكرياَ بعد تحطيم عاصمته المزعومة على يد قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، لكن خلاياهُ لا تزالُ تعملُ في الكثير من بقاع العالم بسرّية ومرشحٌ بأن يعود للظهور فورَ توفر الفرصة والبيئة الملائمتين، مثلما أطلَّ بوجههِ الشرير في البادية السورية ومناطقَ من العراق مؤخراً، مما يستدعي اليقظة وبذل الجهود الدولية لمواصلة محاربته. وفي سياق الإرهاب وانتعاشه، لا بدّ من الإشارة إلى القصف الإرهابي المدان الذي تعرض له مطار أربيل الدولي يوم الإثنين الواقع في 15 شباط الجاري والذي أودى بحياة شخص وجرح ستة آخرين، حيث استهدفَ القصفُ في جوهره أمنَ إقليم كردستان واستقراره. وهنا يَظهرُ مدى ضرورة التزام الحكومة المركزية بالدستور وحل القضايا العالقة بينها وبين حكومة الإقليم بالحوار.
وعلى صعيدٍ أخر شكلَ الهجومُ التركي المكثف على مناطق كارا في كردستان العراق في العاشر من شباط الجاري والذي سمي بعملية (مخلب النسر2) حلقةً جديدة في مسلسل العدوان التركي التوسعي ضد سيادة العراق بحجة ملاحقة PKK، والذي مُنيَ بالفشل، كان ولا يزال له أصداؤه التي تتفاعل في الداخل التركي وأزماتِه المركبةِ.
ومثلما تعاني سوريا برُمَّتِها من أزمةٍ اقتصادية حادة بسبب أهوال الحرب والحصار بموجب قانون قيصر، وتدهورٍ مريعٍ في قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، فإن مناطق الإدارة الذاتية ليست بمنأى من تلك الأزمات علاوةً على جشع وتلاعب بعض كبار التجار بأسعار مختلف السلع والمواد مما يقتضي محاسبة الفاسدين الذين يستغلون مناصبَهم لنهب المال العام وإحالتهم إلى قضاءٍ نزيهٍ.
كما تجدر الإشارة إلى أن الحوار الكردي-الكردي الدائر بين ثنائية (ENKS-PYNK ) منذ قرابة عامٍ يسيرُ بخطىً متعثرةٍ، وتحوّلَ إلى ما يشبهُ جهوداً لتقاسُم الحصصِ أكثر مما هو لتلاقي ووحدة الخطاب السياسي والصف الكردي السوري الذي يبقى هو المبتغى، وإن استمرار لغة الحوار والتفاهم يبقى هو الطريق السليم والخيار الأفضل.
26/2/2021م
اللجنة السياسية
لحزب الوحـــدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي)
yekiti