تأسس التحالف الوطني الكردي بعد أن طُردت بعض الأحزاب الكردية

من المجلس الوطني الكردي والذي كان يضم غالبية الأحزاب الكردية الفاعلة وقتها ، إضافة إلى أحزاب أخرى وبعض الشخصيات والنخب السياسية المستقلة والمثقفين “.

حيث لم يجد التحالف له مكاناً في كلا الكتلتين الكرديتين ” حركة المجتمع الديمقراطي المقربة من حزب العمال الكردستاني والمجلس الوطني الكردي المحسوب على حزب مسعود البرزاني ، وهو ما أدى إلى ظهور الخط الثالث كما يحلو للبعض تسميته .

 

 ولكن لماذا ظهر هذا التكتل قبل أكثر من عام من الآن ؟

 

– وحدة الخطاب السياسي : بحثت الأحزاب المؤتلفة وقبل التأسيس عن وحدة الخطاب السياسي من خلال بقائها تحت اسم أحزاب المرجعية الكردية لمدة أكثر من ستة أشهر ، لم يسفر بقاءها تحت هذا الاسم عن أية نتيجة سياسية تُذكر، وهو ما حدا بها للتجمع تحت اسم التحالف الوطني الكردي والأحزاب التي انضوت تحت مظلته  كانت ” حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا( يكيتي)، حركة الإصلاح الكردي في سوريا، الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، حزب الوفاق الديمقراطي الكردي في سوريا، حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا” . ليكون لها برنامج سياسي ونظام داخلي ينظم عمل أعضائها في كافة المناطق الكردية السورية والذي كان لا بد أن يصطدم مع المشاريع الأخرى ومنها مشروعي المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي حيث ظهر التصادم مع الطرفين من خلال ما تبناه المؤتمر الأول للتحالف في 14/2/2016 وهو “ضرورة عقد مؤتمر وطني كردي في سوريا تنبثق عنه مرجعية سياسية توحد الخطاب والصف الكرديين لوضع حد لحالة الانقسام القائمة في الساحة الكردية في سوريا والعمل على الإقرار الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي في سوريا وإيجاد حل عادل لقضيته وفقاً للعهود والمواثيق الدولية ضمن إطار وحدة البلاد، واعتبار الإدارة الذاتية القائمة ضرورة مرحلية من الواجب حمايتها وتطويرها وتوحيد مقاطعاتها الثلاث والإقرار بدور وحدات حماية الشعب YPG في الدفاع عن مناطقنا وحمايتها من إرهاب ‹داعش› (تنظيم الدولة الإسلامية) والنصرة وغيرها من الفصائل التكفيرية”.

 

لماذا لم تتفق الاطر الثلاثة ؟

سؤال يتبادر إلى ذهن أي متابع للحالة الكردية في سوريا بشكل عام ، فمثلاً عقلية الاقصاء متوفرة لدى الطرفين الاخريين بشكل جلي وهو عدم قبول المختلف سياسياً ، ويتجلى ذلك بشكل فاضح من قبل حركة المجتمع الديمقراطي والذي يقوم بإدارة الكانتونات الثلاثة (عفرين وكوباني والجزيرة ) بتسمياتها المختلفة حيث يرفض أية مشاركة سياسية في إدارتها بشكل فعلي ، إنما تريد أحزاب مطيعة للإدارة القائمة ، وإن كانت تتقبل النقد الشكلي وكما يقول المثل ” قولوا ما شئتم وأفعل ما أشاء ” إضافة إلى تبنيها لفكرة مفادها الأمة الديمقراطية والمقتبسة من فكر السيد عبد الله أوجلان والتي تتناقض مع البرنامج السياسي للأحزاب الكردية بشكل عام ومنها الأحزاب المؤتلفة في التحالف الوطني الكردي.

إضافة إلى عدم انضمام التحالف للإدارة الذاتية القائمة بقيادة PYD.

أما في الجانب الأخر أي المجلس الوطني الكردي والذي هو جزء من الائتلاف الوطني السوري المعارض ، فيجد في نفسه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكردي وبخاصة بعدأن أصبح في المؤتمرات والمحافل الدولية من خلال بعض ممثليها في الهيئة العليا للتفاوض ، وبذلك يجد المجلس بأنه يستأثر بالعلاقات الدولية والاقليمية بشأن القضية الكردية في سوريا من خلال دعمها من  قبل قوى اقليمية كتركيا واقليم كردستان العراق ، كما تستأثر حركة المجتمع الديمقراطي بالإدارة القائمة والقوة العسكرية في منطقة (الادارة الذاتية الكردية )

 

ماذا أنجز التحالف الوطني الكردي خلال عام من عمره ؟

على الرغم من العمر القصير للتحالف إلا أنه استطاع أن يخاطب العقل الكردي من خلال منطق عدم الانجرار إلى صراع (كردي – كردي ) وعدم التحريض باتجاه التصعيد ومحاولة التوسط بين الطرفين وانتقاد الادارة والقوات المسلحة التابعة لها في لقاءات مشتركة بعيدة عن البروبوغندا الاعلامية ، إلا أنّ محاربة الطرفين لهذا التوجه ارتباط أحدهما بإقليم كردستان العراق وأعني به ( المجلس الوطني ) والأخر مع قنديل ( حركة المجتمع الديمقراطي وPYD) هو الذي أضاع الفرصة على التحالف في بناء شخصية كردية مستقلة والذي كان يسعى التحالف لبنائه كما قال رئيس التحالف مصطفى مشايخ في المؤتمر الأول ” إن القرار الكردي يجب أن يكون مستقلاً وينطلق من الأرضية الوطنية الكردية السورية، والعمل على بذل كافة الجهود من أجل حل الأزمة السورية حلاً سياسياً تفاوضياً ديمقراطياً وبهدف تشكيل ممثلية كردية ووحدة الخطاب الكردي والحضور بوفد كردي مشترك مستقل في كافة المؤتمرات التي تعقد من أجل حل الأزمة السورية في البلاد”.

لم يستطع التحالف أن يحضر مؤتمرات دولية أو اقليمية بشأن القضية الكردية أو السورية لعدم ارتباطهم بأية اجندة اقليمية أو فرضهم من قبل أي دولة لها يد في الازمة السورية ،ولكن الحضور الوحيد الذي سجله التحالف مع الأحزاب الكردية الأخرى هو ( لقاء حميميم) والذي دعا إليه “العماد الأول اليكسندر دوفورنيكوف قائد القوات المسلحة الروسية في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية” والذي وجد الكثير من الكرد السوريين بأن الروس هم من يتحكمون بسوريا وانهم يمتلكون نصف الحل أسوة بأمريكا .

كما أن تركيا والعراق وأيضاً أقليم كردستان لم يسمحوا للتحالف بإجراء أي لقاءات مع الدول المؤثرة في الازمة من خلال منع السفر من خلالها أو اللقاء مع قناصل الدول المتواجدة فيها .

 

ما المطلوب من التحالف في المؤتمر الثاني؟

في البداية لابد من القول بأنّه لا خيارات كثيرة أمام التحالف كما كل القوى السورية المتواجدة في الداخل ، ولكن على التحالف الكردي أن يوسع من دائرة علاقاته الكردية في الداخل السوري سواء أكان ذلك مع الأحزاب المتواجدة في الادارة الذاتية القائمة أو أحزاب المجلس الكردي ، وعدم التعامل مع تلك الأحزاب ككتل متجانسة بالمطلق لان الكثير من هذه الأحزاب تتضارب مصالحها على الرغم من تطابق مواقفها وأن يكثّف لقاءاته مع المعارضة السورية الوطنية وأن لم يتم التوافق على الكثير من الجوانب وبخاصة مايتعلق بالحقوق القومية الكردية ،ولكن عليه الاعتماد على تكتيكات مؤقتة مع الكل لتأمين مساحة من التحرك الدبلوماسي .

خلق معارضة ايجابية تواجه تجاوزات الادارة القائمة وحزب الاتحاد الديمقراطي والمؤسسات التابعة لها ، وليس الدفع بها إلى زاوية الصراعات البينية على حساب القضية الرئيسة ، لفتح حوار بشأن ملفات عدة ( قبول الشراكة مع الأحزاب المختلفة ، وتقبل  وجود قوة عسكرية بعيدة عن الايديولوجيا والتحزب ، والقبول بالديمقراطية كطريق وحيد لحل المشاكل بين القوى الكردية ، والتأكيد بأن الأخر ليس بعدو بقدر ماهو صديق مختلف ، إضافة إلى ملفات أخرى منها ضرورة تمثيل موحد للكرد في المحافل ، ومراجعة القوانين الصادرة عن الإدارة القائمة ) .

على التحالف أن يقوم بعدة خطوات عاجلة ليكون له دور في المرحلة المقبلة ومنها فتح مكاتب في كل المدن والمناطق الكردية ، اعتماد ممثلين لها في كل دول التواجد الكردي وعدم ربط أي تحرك بالقيادة الموجودة في الداخل المكبّلة اصلاً بأجندة إقليمية كما ذكرنا سابقاً .

 

 

yekiti